السمنة اسباب ومخاطر … بقلم: د. نجوان عبدالرازق حمد الترس

أصبحت السمنة مشكلة عالمية متزايدة يوما بعد يوم. وتعرف السمنة بأنها تراكم السعرات الحرارية (الكربوهيدرات ،البروتتين ،الدهون )الزائدة عن احتياجات جسم الانسان وخزنها على هيئة دهون حيث تترسب في اماكن مختلفة تحت الجلد مثل البطن والارداف والاليتين والمنكبين والذراعين ممايؤدي الي زيادة في الوزن الطبيعي.

ويعود الارتفاع المفاجيء في نسبة السمنة في انحاء العالم دون حدوث تغير في جينات الوراثة وهذا يدل على ان المشكلة في النمط المعيشي والبيئة وليس الوراثة .

فالحقيقة اسباب السمنة معقدة و متداخلة وتشتمل على عدة عوامل قد تعمل بمفردها او مع بعضها، وتحدث السمنة لعدة اسباب سأذكرها في نقاط:

*ممارسة عادات غذائية سيئة مثل تناول كميات كبيرة من الطعام وتناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون مثل البيرقر والشاورما وأكياس البطاطس و الشوكلاتة وايضا المشروبات الغازية والاطعمة المعلبة ،كما يسهم عدم الانتظام في تناول الوجبات في حدوث السمنة.

*عدم ممارسة النشاط البدني يعزز حدوث السمنة عوامل الراحة والرفاهية مثل مشاهدة التلفاز وممارسة العاب التلفاز المسجلة والجلوس امام الشبكة العنكبوتية لمسافات طويلة تقلل من الحركة.

*العمر والجنس تزيد نسبة السمنة في النساء عن الرجال فالمعروف ان النساء لديهن القدرة على تخزين الدهون اكثر من الرجال وايضا يزيد تكرار الحمل والولادة من تراكم الدهون في جسم الام.

*اسباب وراثية فالدراسات الميدانية تشير الى وجود الاستعداد الوراثي لحدوث السمنة.ومع ان الوراثة بذاتها لاتحدث السمنة نجدها تؤثر على كيفية تزويد او نقصان الوزن كاستجابة للتغيير في المتناول من السعرات الحرارية.

*العوامل المرضية و الهرمونية تؤثر على حدوث السمنة منها اضطراب بعض الموروثات (الجينات)،اضطراب الغدة الدرقية او متلازمة المبيض متعددة الاكياس.

وقد تحدث نتيجة لتناول بعض الأدوية والعقاقير مثل عقاقير مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.

*وايضا للاسباب النفسية دور في الاصابة بالسمنة فقد أظهرت الدراسات التي شملت مجموعة من النساء ان المصابات بالسمنة كن ياكلن وهن في حالة غضب وضغط نفسي اكثر من غير البدينات .

*كما ان للجو النفسي والاجتماعي المحيط بالفرد سلوك كبير في تناول الطعام وتعتبر العادات الغذائية السيئة وقلة الحركة هما السببان الرئسيان لحدوث زيادة الوزن والسمنة.

ويمكن تلخيص المخاطر والمشكلات الصحية للسمنة في الآتي:

*هناك مشكلات اجتماعية ونفسية وجمالية يتعرض لها الشخص المصاب بالسمنة مشكلات صحية مثل الفتق البطني والحجابي و امراض القلب والشرائين ،السكري من النوع الثاني ،السكتة الدماغية.

*زيادة نسبة تكوين حصوات المرارة نتيجة الإفراط في تناول الدهون.

*قد يعاني مرضي السمنة من مشكلات انقطاع النفس لعدة ثواني اثناء النوم ومن التعب والارهاق خلال النهار وحدوث اضطرابات في النوم والشخير بشدة ،وان انقطاع النفس يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب و السكتة القلبية.

*المصاب بالسمنة يتعرض لمضاعفات العمليات الجراحية حيث يحتاج المريض الى عناية خاصة اثناء التخدير وذلك لازدياد العبء على عملية التنفس و عضلة القلب وكذلك قد يجد الجراح صعوبة اثناء الجراحة في الوصول الي غايته بسبب الشحم المتراكم تحت الجلد والذي قد يؤدي الي تلوث الجرح بالميكروبات فيما بعد.

*زيادة حدوث السرطانات مثل سرطان الثدي -سرطان عنق الرحم سرطان القولون والمستقيم،سرطان البنكرياس ،سرطان الكلي حيث يعمل تراكم بعض الدهون علي استثارة الجينات المسببة للسرطان.

*تؤدي السمنة خلال مرحلة الحمل الي زيادة خطورة مضاعفات فالمرأة التي تعاني من السمنة تزيد لديها نسبة حدوث العملية القيصرية والسكري الحملي وارتفاع ضغط الدم والولادة المبكرة والاجهاض وزيادة معدل الاملاص (ولادة طفل ميت ) وزيادة وزن الوليد و التسمم الحملي وتؤدي السمنة الى زيادة نسبة الوفيات والأمراض للوالدات و المواليد.

*وهناك مشكلات صحية و اضرابات اخري مثل العقم ،النقرس،ضغط الدم ،الآم المفاصل و الاصابة بـ متلازمة الأيض الغذائي ، ،ضعف المناعة ،كثرة التعرض للحوادث،ظهور الشيخوخة المبكرة بين السمان وايضا تؤثر السمنة علي الاستجابة الجنسية.

فالصحة مسئولية الجميع وفقا لمؤتمر الماتا الشهير لذلك على كل فرد السيطرة على وزنة في الحدود الطبيعية (وزن مثالي) اي وزنه مناسب مع طوله وذلك بالمتابعة مع طبيب تغذية او اخصائي تغذية علاجية.

ففي دولة متقدمة كاليابان تضع عقوبة على الأفراد الذين محيط خصرهم في زيادة عن المعدل المحدد للرجال والنساء اي مصابين بالدهون في منطقة البطن و الخصر كاستراتيجية وقائية للسيطرة على الامراض المرتبطة بالسمنة ولذلك فان معدل انتشار السمنة يعطي مؤشراً على الحالة الصحية للمجتمع.