آخر الأخبار
The news is by your side.

(الدولة العميقة) للشعبي (أعمق وأخطر) من (الدولة العميقة) للوطني!!

القراية ام دق … بقلم: محمد عبدالماجد

(الدولة العميقة) للشعبي (أعمق وأخطر) من (الدولة العميقة) للوطني!!

(1)

الفتنة هي ما يخطط له الإسلاميون بحنكة وذكاء من أجل العودة من جديد للسلطة، حيث اتخذوا (الفوضى) إلى ذلك سبيلاً.

هناك محاولات جارية لإحداث فتنة بين تيارات (الحرية والتغيير) للإيقاع بين مكوناتها، ومعروف ان التحالفات التي تكون بين مكونات ذات (ايدولوجيات) مختلفة يبقى من السهل الايقاع بين اطرافها.

الاسلاميون وهم في السلطة نجحوا في (تفتيت) الكثير من الاحزاب، وعملوا بمنهجية احترافية في إحداث (انشقاقات) في كل الاحزاب الموازية لهم، حيث تعددت افرع حزب الامة القومي المنشقة عن الحزب الام، حتى أصبحت افرعه اكثر من افرع ( بنك الخرطوم). واصبح للحزب الاتحادي الديمقراطي تشكيلة من الاحزاب لا تجمعها (فتة رز)!!.

ومثلما اتجهوا الى تقزيم الاحزاب التقليدية وتقسيمها، اتجهوا كذلك الى انشاء اجسام موازية للمؤسسات الوطنية الضخمة في الدولة مثل الجيش والشرطة.

دخل الاسلاميون لبيت الامام الصادق المهدي ونجحوا في التفريق بين مكوناته (الاسرية) التي يجمع بينها رابط الدم والحزب والاب الواحد، حينما ذهب عبدالرحمن الصادق المهدي الى (القصر) مساعداً للرئيس، وذهبت مريم الصادق الى (كوبر) معارضة للانقاذ، كما حدث بنفس التخطيط الخلاف بين ابناء الزعيم محمد عثمان الميرغني الذين كانوا يتصارعون حول منصب مساعد الرئيس وخلافة الاب في الحزب الكبير.

هذه الامور نجح فيها الاسلاميون وهم في السلطة، واستعملت (الحركة الاسلامية) الاسلوب نفسه مع مكوناتها نفسها من اجل البقاء اكبر فترة في الحكم، فقد تخلصت الحركة الاسلامية من الترابي وانصاره بعد المفاصلة، حينما كان لا بد من التضحية بالام من اجل حياة (الجنين) البشير، وتم التخلص بعد ذلك تباعاً من الطيب مصطفى وغازي صلاح الدين من اجل تجديد (الوجوه)، وايهام الرأي العام بالتغيير.

الحركة الاسلامية كانت مثل (السحلية شوكية الذيل) والتي تتخلص من (ذيلها) عندما تحاصر وتشعر بالخطر.

(2)

يبدو مخطط الاسلاميين واضحاً في انهم كانوا بصورة (متفق عليها) يجعلون كل القيادات المشاركة في الحكومة الانتقالية من جانب (المدنيين) من الحزب (الشيوعي) باعتبار ان ذلك الامر اتهاماً لهم، في الوقت الذي يذهبون فيه لجعل كل مكونات (العسكر) في الحكومة الانتقالية من (المؤتمر الوطني) وما وهن من ذلك اعتبر من (الدولة العميقة)، وما ذلك إلّا لإحداث الفتنة والبلبلة والخلاف والصراع بين المكونات المدنية والعسكرية في الحكومة الانتقالية، الى جانب (حشد) عواطف الشعب ضد الحكومة الانتقالية، اذ توجد فئة كبيرة من الشعب السوداني ترفض الشيوعي والمؤتمر الوطني معاً… لذلك عندما تنسب مسؤولاً مدنياً الى (الحزب الشيوعي) تجعل مكونات (الدولة العميقة) رافضة له، وعندما تنسب مسؤولاً عسكرياً الى (المؤتمر الوطني) تجعل مكونات الثورة رافضة له، ليحدث ذلك الخلاف تصدعاً في الحكومة الانتقالية لتأتي الحركة الاسلامية للسلطة من جديد بوجوه جديدة واسلوب مختلف.

وما لدنيا قد عملنا.

وهي لله ..هي لله ..لا للسلطة ولا للجاه.

(3)

القيادي بالمؤتمر الشعبي ابوبكر عبدالرازق تحدث عن اجراء جهات لم يسمها مساومات مع علي الحاج داخل سجن كوبر لتوحيد الحركة الاسلامية.

على ايه يا حسرة!!؟.. ماذا يملك علي الحاج حتى تتم مساومات معه وهو افرغ من فؤاد ام موسى.

هذا الشيء يجعلنا نسأل هل سجن كوبر تحول الى (متنزه المقرن العائلي)؟ ، لتتم فيه تلك المساومات بهذا الشكل.

المستشفى لا يمكن دخوله واختراقه بهذه الصورة؟.. كيف يحدث ذلك في سجن كوبر (العائلي)؟.

قال ابوبكر عبدالرازق في مؤتمر صحفي الاثنين الماضي ان البلاد الآن يحكمها المؤتمر الوطني وقال البرهان تابع للوطني.

التفسير الوحيد لصفوف الخبز والبنزين والجاز هو ان (المؤتمر الوطني) ما زال يحكم البلاد!!، وان قصد بالقول هذا (الفتنة)، التي جعلت ابوبكر يقول ان البرهان تابع للوطني.

يا راجل!!.

اتهم ابوبكر النائب العام تاج السر الحبر بانه جزء من (الدولة العميقة).

بهذا دعونا نقول لم يبق شيء من الثورة.

يبدو اننا امام (مسرحية) جديدة.

أضاف ابوبكر عبدالرزاق ان هذا تحالف الدولة العميقة مع الحرية والتغيير، ما الذي يغضب ابوبكر من ذلك إن كان ابوبكر ومؤتمره الشعبي هو (عمق) الدولة العميقة الحقيقي، هذا الكلام نقبله من الحزب الشيوعي من حزب البعث، لا يمكن ان يخرج ذلك التصريح ضد الدولة العميقة من الدولة العميقة.

بل الدولة الاكثر عمقاً.

الأخطر من ذلك قول ابوبكر للنائب العام : (يا تاج السر ما تبقى قليل احسان وحية رقطاء ناعمة الملمس وصعبة الملدغ).. وكأنه بذلك الكلام يخاطب سيادته (وكيل عريف) في الجيش المصري في منطقة حلايب السودانية.

أما قلة الادب فقد كانت في قوله (سوف نضطر للبدء في المواكب والمسيرات وسوف نذهب بعيداً). أين كان هذا الرجل والمؤتمر الشعبي نفسه عندما حدثت (المفاصلة)؟، لم يكتب لكم الله حظاً من المسيرات والمواكب منذ المفاصلة في 1999م ولم تخرج منكم تلك التهديدات والشيخ الترابي شيخ الحركة الاسلامية وكبيرها يدخل السجن، أتفعلون ذلك الآن وشيخ علي الحاج (شيخ من الدرجة الثانية) يدخل السجن الآن؟.

(4)

بغم /

يقول ابوبكر موجهاً رسالته للبرهان وحمدوك وكأنهما (تلامذة) فاشلين في الصف الرابع : (اذا لم يستقم العود وان لم يطلق سراح قياداتنا سوف نعبّر عن مرحلة جديدة).

بقي أن أقول إن القيادات التي يتحدث عنها ابوبكر ويطالب باطلاق سراحها هي (الدولة العميقة) ذاتها.. وان البرهان هو (رئيس مجلس السيادة) بعد الثورة، وليس مشتبه فيه محجوز في (الحجر الصحي)، وان حمدوك هو (رئيس الوزراء) المفوض من الشعب وليس (مواطن عالق) في مطارات بريطانيا بسبب فيروس كورونا

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.