آخر الأخبار
The news is by your side.

الحل في شنو ؟ … بقلم: كمال كرار

الحل في شنو ؟ … بقلم: كمال كرار

تقوم الآلية الاقتصادية وتقعد والدولار في صعود دائم مقارنة بالجنيه،وتجي الكورونا وتتعطل المصالح الاقتصادية في معظم أنحاء العالم،ويسود الركود،وتهوي أسعار البترول والأسهم والدولار،ولكن في بلادنا ينتعش السوق الأسود للدولار.
وفي بلادنا المنكوبة اقتصاديا ترتبط كافة تفاصيل الاقتصاد الجزئي بالدولار،تصعد أسعار السلع وتزيد فئات النقل،وكيلو اللحمة لا يمكن الوصول إليه حاليا بسبب الدولار.
إن كان المعنيون بالأمر يظنون أن ما يحدث قضاء وقدراً وعليهم أن ينتظروا المعجزة (في الكريبة)،فوجب عليهم الإعتكاف في أي خلوة ويا دار ما دخلك شر،وسيأتي آخرون أفضل منهم.
وإن كان البعض مصدقا لنظرية قوى السوق والعرض والطلب،فليسأل نفسه عن سر هذا الطلب الذي لا ينخفض،وليراجع محددات سعر الصرف حتى لا يفكر بعقلية سماسرة السوق الأسود.
ولأن الأمور في بلادنا بعد الثورة لا تمشي على ما يرام،فإن بعض سوء المشهد الاقتصادي يتحمل مسؤوليته المعنيون بالشأن الاقتصادي في الوقت الراهن ..وهاكم الدليل :
منشورات بنك السودان الخاصة بصادر الذهب تسمح بالدفع الدولاري المقدم لحصيلة الصادر،وبالتالي تشتري الشركات الدولار من السوق الأسود،وتعطيه لبنك السودان،وبالتالي ينتعش السوق الأسود.
منذ عهد النظام المخلوع وإلي هذه اللحظة ظل مئات الكيزان المتنفذين في الطاقة والتعدين يصرفون مرتباتهم بالدولار،والجملة ملايين الدولارات،تشتريها لهم الوزارة من السوق الاسود،ثم يستلمونها (ويفكونها)في السوق الأسود..ولم يصل تفكيك التمكين لهم (ولا ندري لماذا)،ولم تتغير عقودهم لتصرف مرتباتهم بالجنيه،ولم ..ولم …
والمعنيون بالأمر الذين سمحوا باستيراد المواد البترولية بواسطة شركات خاصة (ذات ولاء للنظام البائد)،ثم بيعها لبعض أصحاب العمل بالدولار في بورتسودان، لم يسألوا أنفسهم كيف سيحصل هؤلاء على الدولار(اللعين)،والإجابة من السوق الأسود.
والآلية الجديدة التي كونتها شركة الموارد المعدنية بتوصية من وزير المالية،لاستيراد جازولين التعدين بواسطة شركات خاصة،وتوزيعه بواسطة شركة جهاز الأمن(قادرة)،ستقفز بالدولار للسماء السابع .
ما وراء هذه القصص مؤامرة ليست على الاقتصاد للأسف،بل على الثورة .
عندما ينهار الجنيه قل لي ماذا يحدث؟ ترتفع كل تكاليف الإنتاج المحلي والمعتمد بصورة كبيرة على المدخلات المستوردة،ويصبح غير قادر على منافسة الواردات،وتلحق به الخسائر ..ويلحق أمات طه،وستمتلئ البقالات بالبسكويت التركي بديلا للسوداني،والدقيق الاسترالي بديلا للسوداني،والطماطم الأردني،والبرتقال المحمول جوا من جنوب افريقيا،واللحوم المجمدة الواردة من أوروبا،والأغنياء سيستفيدون،والفقراء إما سكنوا المقابر جوعا وإما سكنوها حسرة.
وقل لي ماذا يحدث؟ تصبح الأجور بلا معني،والوظيفة طاردة،ويكون هذا سببا لاغلاق المؤسسات العامة بحجة الخسارة،وستختفي حتى الأعمال الصغيرة الخاصة ارتفاع التكاليف.
وقل لي ماذا يحدث؟ يزداد عجز الموازنة العامة،ويقول نفس هؤلاء المتنفذين أن دعم السلع هو السبب،وترتفع الأسعار ..ولكن تتسع الفجوة ..
وقل لي ماذا يحدث؟ سيذهب هؤلاء إلي واشنطون بعد انجلاء الكورونا ويقولون للصندوق عملنا ما علينا،ونفذنا ما أمرتم به،فما هي المكافأة !!
وسيأتيهم الرد في مظروف صغير،يسلمه لهم موظف أمريكي في (scale j ) وفحواه (ثورتكم دي بلوها واشربوا مويتها ثم تعالوا السنة الجاية)..
الحل في شنو ؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.