آخر الأخبار
The news is by your side.

الثورة تعود الى الريف# كلنا نيرتتي # جعفر عباس

الثورة تعود الى الريف# كلنا نيرتتي # جعفر عباس

تشهد نيرتتي عروس مدن وسط دارفور بعثا جديدا للثورة السودانية، فهذه المدينة الصغيرة والتي يشتق اسمها من نيرتا، وتعني بلغة أهلنا الفور القطعة المغسولة النظيفة، جنة على الأرص حولها زبانية حكم الكيزان الى جحيم، وما زال فلولهم ووكلاؤهم يسومون أهلها سوء العذاب، لأن التغيير الذي أحدثته ثورة ديسمبر في هيكل الحكم شكلي يقتصر على ولاية الخرطوم، ففاض بأهل نيرتتي الكيل ونظموا اعتصاما دخل يومه السادس، وهكذا رفعوا لواء الثورة مجددا وتدافع سكان بقية مناطق دارفور لنصرتهم، فهم جميعا شركاء في المعاناة من قبح وقيح نظام الكيزان الدموي المجرم، وبهذا عادت الثورة الى جذورها في الريف.


أهل نيرتتي لا يطالبون بخدمات كهرباء مستقرة، ولا برغيف خبز وزنه ربع جرام ولا يهمهم ماذا يفعل الدولار بالعملة الوطنية، فتلك أمور لم يحن وقتها: فقط يطلبون الأمن والأمان ويصيحون للخرطوم في أذنها: كفى، اكنسوا من منطقتنا كل مجرم وحرامي يقوم بدور الحامي، ويقولون للمتخمين بذواتهم في “منبر جوبا”: مبروك عليكم مقاعد مجلس السيادة والوزراء والبرلمان، ولكن لا تنسوا أننا ومنذ قرابة عشرين سنة نتعرض للنهش والتنكيل، أموالنا مباحة وأعراضنا مباحة، وقد قررنا اليوم ان نحرس أرضنا وعرضنا، ولن نتراجع او نساوم، ولن نفاوض المجرمين الذين واصلوا التنكيل بنا والتستر على عصابات النهب والقتل التي عانينا منها حتى بعد كل ما سمعناه عن انتصار الثورة.


تأييد ودعم اعتصام نيرتتي واجب أخلاقي، نكفر به عن صمتنا المخزي على جرائم من أوكلوا أمر إبادة أهلنا في دارفور لكوشيب واحمد هارون وانس عمر الذي قال ان طلقة قيمتها سبعة جنيهات خسارة في انسان دارفور.


الثورة عادت الى نقطة انطلاقها وكلنا نيرتتي ومنها تبدأ عملية اصلاح مسار الثورة، وعلى لجان المقاومة الحقيقية في كل مناطق السودان ان تتدافع لإسناد هذا الاعتصام الثوري الذي يجدد شباب الثورة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.