آخر الأخبار
The news is by your side.

التعليم من السيولة الى التجميد … بقلم: صالح أحمد

التعليم من السيولة الى التجميد … بقلم: صالح أحمد

الحكام اثناء لحظة هيجان بلوغ السلطة وإطلاق الوعود الانتخابية تجرفهم سيول العاطفة ويسيل لعابهم فيقولون غير الممكن والغريب قبل الممكن القريب ويترنمون بالشعارات ايضا ويطلقون عنان التصريحات “اننا سنجعل ميزانية التعليم هي الأعلى ومجانية التعليم وتغيير المناهج القديمة الكيزانية المؤدلجة والسلم التعليمي وسنجعل مرتب المعلم الاعلى والكورنا تطل برأسها وتزيد الطين بلة وعام من التجميد والتأجيل والاحلام تتحول واقعا لأهوام وهراء وسراب.

عام كامل والتعليم مجهول المصير والهوية والحكومة تتجاهل وتطلق التصريحات جزافا وتصر عليها … أنه امتحان عسير وفشل مريع ،والتحدي لم يجد أدنى جدية من التعامل والاهتمام والعبرة بالنتيجة رغم البدايات التي كانت تخبر بهذه النهايات المؤلمة .

ميزانية التعليم هذا العام هي الاقل و المدارس لا تملك فلسا واحدا لحمل هذه الكتب وتوزيعها حتى قذفها حمدوك بحصى التجميد وينتظرون فرجا من السماء، والقراي لم تشفنا تصريحاته في الاعلام بأنه الاكفأ وكنا نسمع قول من يضع المناهج مختصين وليس هو ونحن نصدقه ونكذب من يعارضه ونطلق عليهم اعداء ومندسين للثورة وكان الجميع أمام حملة ولا عزاء.

وفي نهاية المطاف ينصاع حمدوك بغتة،وما أسوأ من تراهن عليه وهو يزرع الألغام انها مرحلة ملغومة في حد ذاتها وما اتعس لحظات الخذلان ممن تنتظرهم في الدقائق الأخيرة لتعلن براءتهم وتحتفي بعبورك بهم ومعهم.

كنا قدخرجنا بسلام من التربية الإسلامية رغم التصريحات الجافة التي كان الأجدر منها صمت القراي والعمل واذا به يفتح باب اخر للجدل في مادة اخرى و التي وضع العلاج لها وزير التربية بتكوين لجنة ، وكان هذا المخرج ألامن الذي يمكن أن يطوي الصفحة بهدوء وينتهي القيل والقال ولكن حمدوك يشعل فينا جبهة جديدة من الجدل البيزنطي و يشتغل بينا وفينا سياسة وبالتعليم كما كان يفعل النظام البائد ايضا حين يصدر قرارا خبط عشواء دون الرجوع والتشاور او حتى تبصير الجهات المعنية التي ما زالت مزهولة ولم يفتح الله عليها بكلمة.

حتى تجلي صورة هذا القرار اللعين الذي لايتجلى قبحه في شكله ولونه وأغراضه ومكاسبه وخسائره التي تشيب الرأس، فحسب بل الاستفهام البديل بعد التجميد والالغاء والتلاميذ ينتظرون الإجابة من المعلم داخل الصف و هو في لحظة لا يحسد عليها و اجهل منهم واعجز والاباء يلحون ويقلقون على مصير ابناءهم اكثر فأكثر.

ما الفرق بينكم والكيزان في التخبط انهم كانوا يلعقون ما يريدون ويتقيأون دون سابق انذار أو خشية العواقب ولا يبالون او يتورعون من ارتكاب الأخطاء القاتلة، وحين يتطلب امر ما منكم اصدار قرارات حاسمة وصائبة ومصيرية في لحظات حرجة لا ندري أأتخذون الى السماء سلما ام الى الأرض نفقا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.