آخر الأخبار
The news is by your side.

الاعلام المجتمعي في الاردن

الاعلام المجتمعي في الاردن

تقرير: عاصم كريشان

لم تستطع وسائل الاعلام الجديد كالانترنت و التلفاز و الوسائط المتعددة أن تطمس الراديو من الساحة الاعلامية كوسيلة جماهيرية جاذبة لملايين الاشخاص حول العالم.

بل ان الراديو عاد بقوة مع ازدياد البطالة و الفقر و الامية في مجتمعات العالم الثالث كونه الوسيلة الاقرب لعامة الناس و تناسب كافة شرائح المجتمع (الاميين و المثقفين و غيرهما) اضافة الى تكلفته المنخفضة من حيث امتلاكه.

مميزات عديدة جعلت الكثيرين من القائمين على الاعلام أن ينظروا الى الراديو كوسيلة اعلامية مجتمعية و تنموية بامكانها التأثير بالمجتمعات الفقيرة و قيادتها الى التطور و الازدهار و تعميق قيم الديموقراطية فيها من خلال مشاركة المواطن العادي في ما يحدث في مجتمعه.

في الاردن , ظهرت تجربة جديدة و فريدة من نوعها تمثلت بانشاء “راديو عمان نت” عام 2000 كأول اذاعة عربية عبر الانترنت و أول اذاعة مجتمعية أردنية تخاطب سكان العاصمة عمان و الاهتمام بشؤونهم اليومية سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا .

حصلت الاذاعة على رخصة بث على تردد اف ام 92.4 في عام 2005 و أصبحت أول اذاعة تخاطب سكان العاصمة عمان عبر الراديو، تم تغير اسم الاذاعة الى راديو البلد في عام 2008.

و يمكن تعريف وسائل الإعلام المجتمعية: هي أي شكل لوسائل الإعلام التي ينشئها المجتمع ويتحكم فيها، سواء كان مجتمعًا جغرافيًا أو مجتمعًا ذا شخصية اعتبارية أو مصالح.

مع إقرار قانون المرئي والمسموع عام 2002، واهتمام عدد من المنظمات الدولية بالإعلام المجتمعي، أمكن إنشاء عدد من الإذاعات المجتمعية، مثل يرموك إف.إم في جامعة اليرموك في إربد، وصوت الكرك في جامعة مؤتة، وصوت الجنوب من جامعة الحسين في معان، وإذاعة جامعة الطفيلة التقنية وإذاعة الجامعة الاردنية، وهوا عمان التابعة لأمانة عمان، وإذاعة بلدية الزرقاء التابعة للبلدية، وصوت العقبة التابعة لسلطة منطقة العقبة الخاصة، وإذاعة فرح الناس التابعة لمعهد الملكة زين الشرف التنموي.

يمكن اعتبار كل الإذاعات السابقة، بما فيها راديو البلد، وسائل تمتلك سمات مشتركة مع مفهوم الإعلام المجتمعي، من حيث كونها أولا تهتم بمجتمعات معينة، كأن تكون مناطقية (الكرك، الطفيلة، معان، عمان)، أو مجتمع إهتمام، طلاب أو نساء وشباب كما هو الحال مع إذاعة فرح الناس.

كما أن لأغلب هذه الإذاعات مجالس إدارة من المجتمع المحلي نفسه، ويشارك بعض المتطوعين في إنتاج برامجها، وتتلقى التمويل من الجامعات والدعم من منظمات دولية ولا تهدف إلى الربح، ويساهم بعضها في تدريب أفراد من هذه المجتمعات على العمل الصحفي، كما تتسم برامجها بخدمة مجتمعاتها.

غير أن الإذاعة التي كان مأمولًا لها أن تكون وسيلة إعلام مجتمعية بالكامل، هي إذاعة صوت الأغوار التي تبث على شبكة الإنترنت، وواجهت عوائق بيروقراطية وقانونية كبيرة، لم تسمح لها بالانتقال للبث على الموجة القصيرة، . فهذه الإذاعة مملوكة وتدار من قبل منظمة مجتمع مدني محلية في الأغوار، وبرامجها خدمية يساهم المجتمع المحلي في إنتاجها، وتمول من قبل المجتمع نفسه وبدعم من منظمات الدولية.

ولعل العائق القانوني، هو أول ما يواجه تطوير وسائل إعلام مجتمعية. فقانون المرئي والمسموع لعام 2000 لا يقر بحق منظمات المجتمع المدني امتلاك وسائل إعلام خاصة بها، ويشترط أن تكون مالكة الوسيلة شركة مسجلة لدى وزارة الصناعة والتجارة، ما يفقدها طابعها المجتمعي، فالشركة مملوكة بالكامل لأفراد يحق لهم التصرف برأسمال ومقتنيات الشركة.

تشير هيئة الإعلام الى وجود 11 إذاعة مجتمعية، من بين 38 إذاعة، منها 25 إذاعة خاصة و13 إذاعة عامة. و توجد عشر صحف يومية، 15 أسبوعية، اثنتان شهرية وواحدة سنوية، ولا توجد غير صحيفة مجتمعية واحدة هي «هنا الزرقاء» والتي تصدر بشكل نصف شهري.

ومن بين 227 موقع إلكتروني إخباري مرخص و213 موقع متخصص، بقيت قلة قليلة من المواقع المجتمعية أو المحلية التي تخدم مدن، قرى أو محافظات معينة، كانت تقدر بنحو عشرة مواقع لكن حجبت هيئة الإعلام عددًا منها لعدم قدرة هذه المواقع على تلبية شروط الترخيص، وتحديدًا شرط كون رئيس التحرير عضوًا في نقابة صحفيين لأكثر من أربع سنوات.

ومنها مواقع سجلت كمتخصصة فأصبحت الآن مهددة بالحجب لأنها تنشر أخبارا سياسية خلافًا لتعريف الهيئة للموقع المتخصص.

وسائل الإعلام المجتمعي في الأردن، أو القريبة من هذا المفهوم، لا تقتصر على الإذاعات وحسب، بل أن هناك وسائل أخرى منها صحيفة وموقع «هنا الزرقاء»، التي تدار من قبل شبكة الإعلام المجتمعي ومشروع تمكين «نساء الزرقاء»، وهي صحيفة تهدف إلى خدمة مجتمع الزرقاء وخاصة النساء، وأغلب مضمونها منتج من قبل مواطنات تم تدريبهن على العمل الصحفي.

سمح انتشار شبكة الإنترنت في الأردن، بإطلاق عدد كبير من المواقع الإلكترونية المناطقية، التي تتشارك والإعلام المجتمعي بسمات مهمة، وتحديدًا في مجال الاهتمام وخدمة جمهور منطقة محددة، وكان من بين هذه المواقع «الزرقاء نيوز» و«قلعة عجلون» و«البلقاء نت» و«العقبة الاخباري»، لكن تم حجب أغلب هذه المواقع بناء على قرار من هيئة الإعلام تطبيقا لتعديلات قانون المطبوعات والنشر الذي فرض شروط ترخيص لم تتمكن هذه المواقع من تلبيتها، وهذا ما يؤكد العائق القانوني أمام تطور الإعلام المجتمعي.

لا تخلو وسائل الإعلام في الأردن، بما فيها التقليدية، من بعض سمات الإعلام المجتمعي، على الأقل في المضمون، فتلفزيون «عرمرم» على شبكة الإنترنت، يحتوي على برامج كثيرة تستهدف مجتمعات إهتمام، مثل المرأة أو الشباب أو البيئة، وقناة رؤيا لديها برامج تعنى بقضايا الشباب والعمل، وحتى صحيفة «الرأي» لديها ملحق للشباب.

أهم مشكلة تواجه الإعلام المجتمعي هي التمويل الذي أعاق من نموه. فمستقبل الإعلام المجتمعي مرتبط بتحرير إمكانات حصوله على التمويل والإعلان.

الحديث عن تطوير وسائل إعلام مجتمعية في الأردن، ليس ترفًا بل هو ضرورة، إذ أن هذا الإعلام، ساهم ويسهم في تطوير الديمقراطية، سواء من خلال منح المواطن صوتًا، أو عبر الاهتمام بالجماعات التي لا تحظى بتغطية كافية، وعبر إبراز وعكس التنوع والتعدد في المجتمع، فهو إعلام يسد الثغرة الكبيرة في تغطيات وسائل الإعلام التقليدية التي لا تعطي، عادة، اهتماما كافيا لخدمة الجمهور أو لمناطق وفئات محددة، كما يتيح للمواطن نفسه تحديد اهتماماته وأولوياته وحتى أجندات المضمون، ويساهم في إنتاج هذا المضمون وفي إدارة هذه الوسائل بشكل ديمقراطي.

المصادر:

1/ رسالة عبلة محمد رويس بعنوان تجربة الاذاعات المجتمعية الاردنية في تنمية المجتمع المحلي , دراسة حالة: نادي مستعمي راديو البلد. (21/12/2010)

2/ مقال محمد عمر (موقع حبر) بعنوان الإعلام المجتمعي في الأردن: صوت من لا صوت لهم. (3/1/2016)

3/ مقال د.تيسير مشارقة بعنوان مستقبل الاعلام المجتمعي (موقع عمون) (25/11/2017)

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.