آخر الأخبار
The news is by your side.

الأخطاء النحوية المزعومة في القرآن الكريم (إنَّ هذان لساحران )

ذَبُّ الشبهات التي تثار عن القرآن الكريم.
الأخطاء النحوية المزعومة في القرآن الكريم (إنَّ هذان لساحران )

اعداد: نوال حامد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خير خلْق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه الأخيار الطاهرين.

وبعد:
فإن من المضحكات المبكيات وقوفَ المنصِّرين المفترين على الإسلام والمشككين فيه موقفَ الناقد للقرآن الكريم من الناحية اللُّغوية، وكأنهم من جهابذة اللغة وعلماء النحو، رغم توقف معارفهم النحوية .

ومع كونهم لا يحسنون قراءة الآيات – فضلاً عن إعرابها وفهمها – تراهم يزعمون وجود أخطاء لغوية في بعض الآيات القرآنية، ومن ذلك:
ادِّعاء هؤلاء الجهال المفترين وجودَ خطأ نحوي في قوله – تعالى -: ﴿ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴾ [طه: 63]، حيث زعموا أن الآية يجب أن تكون: (إن هذين لساحران)؛ لأن “هذين” اسم (إن) ويجب أن يُنصَب بالياء، وحيثؤ إنه بالألف في الآية فهو مرفوع، وهذا خطأ؛ لأنه لا يجوز أن يُرفع اسم “إن”!

والإجابة عن ذلك ذات شقين: إجمالي وتفصيلي:
أما الإجمالي، فيكون ببيان استحالة وقوع خطأ نحوي في القرآن الكريم؛ لعدة أسباب، منها:
أولاً: أن القرآن هو مصدر قواعد النحو، وهو الأصل الرئيس الذي استند إليه واضعو علم النحو في تقرير قواعدهم والاستدلال عليها؛ لأن أهل العربية قاطبةً من المؤمنين والكفار على السواء، قد اتَّفقوا على فصاحة القرآنر وبلاغته، وخُلوِّه من اللحن أو الخطأ، وأنه قد جاء موافقًا للغات العرب المختلِفة في نثرهم وشعرهم، ومن ثمَّ صار القرآن هو المصدرَ الرَّئيس الذي يُحتَجُّ به في تقرير قواعد النَّحو النظرية التي جاءت لاحقةً له، ومستندة إليه، ومبنيَّة عليه؛ بل إن هذه القواعد قد وُضعتْ في الأساس لتكون خادمة لكتاب الله – تعالى.

فكيف يقال: إن القرآن يخالف قواعد النحو، وهو مصدرها الرئيس؟!
كيف يقال ذلك وكل ما في القرآن يعدُّ حجةً في ذاته يستدل به على القاعدة، ويستشهد به على صحتها؟!

ثانيًا: لقد كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – أفصحَ العربِ؛ حيث نشأ في مواطن الفصاحة والبلاغة؛ فهو عربي قرشي أبًا عن جدٍّ، وأكثر صحابته كانوا من العرب الأقحاح، وفيهم كبار شعراء العرب من أمثال حسانر بن ثابت، والخنساء، وكعب بن زهير، وبجير بن زهير، وكعب بن مالك، وغيرهم.

فلو افترضنا جدلاً وقوع خطأ نحوي في القرآن، فكيف لم ينتبهوا له؟! وكيف تركوا هذا الخطأ؟! أم تراهم يجهلون أصول اللغة وقواعدها التي علِمها أولئك المنصِّرون؟!

ثالثًا: لم يُؤْثَر عن أحد من كفارر قريش والعرب أنَّه خطَّأ القرآن، أو قال: إنَّه يُخالف شيئًا من قواعِد لغة العرب؛ بل شهدوا جميعًا ببلاغته وعظمة بيانه، رغم شدة حاجتهم لإثبات أي منقصة في القرآن الذي ما زال يتحدَّاهم فيعجزون عن الإتيان بسورة من مثله.

فهل يظن أولئك المدَّعون من المنصِّرين أنفسَهم أعلمَ بالعربية من أهلها؟! هل هم أعلم بالعربية من كفار قريش من أمثال أبي جهل، وأبيِّ بن خلف، والوليد بن المغيرة القائل في القرآن – رغم عدم إيمانه به -: “والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته، وما يقول هذا بشرٌ”[1].

واللهِ لقد كان كفار قريش عبدةُ الأوثان أشرفَ في خصومتهم للإسلام من أولئك المنصِّرين المرتزقة المعاصرين، المشككين في الإسلام عبر الفضائيات والشبكة الدولية.

رابعًا: لم يُؤْثَر عن أحد من علماء النحو وأساطين اللغة أنَّه خطَّأ القرآن في كلمة واحدة؛ بل هم جميعًا مقرُّون ببلاغته، شاهدون بفصاحته، يعدُّونه حجةً لهم في تقرير قواعدهم، وشاهدًا ودليلاً في تأسيس مذاهبهم.

فإلى أي شيء استند أولئك المنصرون في تخطئتهم للقرآن؟! وما هي مصادر علومهم النحوية التي فاقوا بها كبار علماء النحو؛ بلْه شعراء العرب وبلغاءهم؟!
أما الجواب التفصيلي: فيكون ببيان التخريجات النحوية الصحيحة لقوله – تعالى -: ﴿ إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ﴾ [طه: 63].
فالآية فيها ثلاثة قراءات:
الأولى قراءة أبي عمرو بن العلاء وهي (إنَّ هذين لساحران) موافقة لقواعد النحو هذين الياء في محل نصب اسم إنّ لأنه مثنى وساحران خبرها مرفوع.
الثانية قراءة حفص عن عاصم(إنْ هذان لساحران)وإن المخففه للتحقيق ،والغالب فيها عدم العمل ،ولا يتأثر بها إعراب الجملة ،فالجملة مبتدأ وخبر.
الثالثة قراءة جمهور القراء وجمهور الأئمة(إنَّ هذان لساحران )إنَّ هنا عاملة بمعنى أنها تنصب اسمها وترفع خبرها ،فكيف وجهها علماء النحو وعلماء التفسير؟
القول الأول:هناك بعض العرب من يلزم المثنى الألف مطلقاً وهذه لغة من لغاتهم كقولهم:جاء الزيدان ،ومررتُ بالزيدان ،وأكرمتُ الزيدان.
القول الثاني:إنَّ ليست الناصبة هي حرف بمعنى(نعم)حرف جواب لا تؤثر في المبتدأ والخبر ،إنَّ حرف بمعنى نعم هذان لساحران.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.