آخر الأخبار
The news is by your side.

إصلاح المؤسسة الأمنية – وموقف المجتمع الدولي من المليشيات الموالية للدولة

دعوة لإصلاح المؤسسة الأمنية – وموقف المجتمع الدولي من المليشيات الموالية للدولة

تقرير : حسن إسحق

يري العديد من المهتمين أن المؤسسة الأمنية السودانية ، تحتاج إلي إصلاح أمني شامل ، ليس قوات الدعم السريع وحدها، حتي في عملية إصلاح هذه المنظومة الغرب ليس علي قلب رجل واحد، عندما لعبت هذه القوات دور كبير في محاربة الهجرة غير الشرعية إلي الأراضي الأوروبية، كذلك بعض التوقعات بذوبانها في قوات الشعب المسلحة.

تشير بعض التقارير إلى أن عدد قوات الدعم السريع يبلغ نحو 30 ألف أو أكثر من ذلك، خاصة بعد ذهاب نظام الرئيس السابق عمر البشير.

الإتحاد الأوروبي يدعم قوات الدعم السريع :

بينما يتأسف المحلل السياسي والباحث في الشؤون الأفريقية ، محمد تورشين ،إلى أن نظرة المجتمع الدولي لقوات الدعم السريع، أن الرؤية غير موحدة، ومتسقة مع موقف الشارع السوداني، للعديد من الإعتبارات، يتفق مع الجاك ، أن الإتحاد الأوروبي دعم قوات الدعم السريع بإعتبارها قوات نظامية لديها إسهامات مهمة، وقضايا ملحة تؤثر تأثيرا مباشرا علي الأمن القومي الأوروبي في قضية الهجرة غير الشرعية، والإرهاب.

في هذا الجانب قام الإتحاد الأوروبي بتقديم المكآفآت والدعم لهذه القوات، بينما الإدارة الأمريكية رأيها غير واضح في هذا الجانب، كذلك هناك جهات حقوقية ومنظمات مجتمع مدني تعتقد أنها محسوبة علي المؤسسة العسكرية التي تعمل علي تقويض النظام الدستوري.

أضاف تورشين ، هذه المنظمات تري أن الجيش وراء إنقلاب 25 أكتوبر الماضي، رغم أن بعض المنظمات اثنت علي دور هذه القوات من خلال الإنحياز إلي خيار الشعب السوداني، والإطاحة بنظام الرئيس الأسبق عمر البشير، وموقف المجتمع يعتمد علي مصالح الدول والتكتلات.

والدعم السريع إستطاع أن يخلق شبكة من العلاقات، وأصحاب المصالح الذين يتعاطفون معه في الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

أما الآن مستقبل الدعم السريع قد يكون معقدا في ظل التعقيدات التي يشهدها المشهد السياسي، والواقع السوداني، يكرر بوجود جهات تريد أن يستمر الدعم السريع.

وأوضح تورشين ، في حال إستمرار ضغوط الشارع السوداني المنادي بالتغيير الجذري، ورفض وضعية الدعم السريع، المجتمع الدولي لن يستطيع التأثير وفرضها كواقع سياسي.

وأشار إلي أن الخطورة في إمكانيات وطموحه وأطماعه للإستمرار في السلطة، كما إستطاع في الوثيقة الدستورية بإنتزاع إعتراف سواء بتهديد أو أخري، ساهم في تأسيس واقعه الراهن.

النظرة بصورة أشمل إلي الأجهزة الأمنية:

يطالب سليمان بلدو ، المحلل في الشأن السوداني والمختص بدراسة الصراعات في مناطق النزاعات بالتطرق الي الاشكالية العامة للاجهزة الامنية في السودان.

يقول سليمان ، ان المشكلة اكبر من قوات الدعم السريع، عندما ينظر المتابع الي قوات الشرطة تقوم بقمع المتظاهريين السلميين، تستخدم كل انواع العنف المتاحة من ضرب الرصاص الحي، واستخدام الغاز المسيل للدموع، وايضا قوات نظامية تنهب من المواطنين.

وأوضح عندما تقوم كل هذه الاجهزة من شرطة واحتياطي مركزي، وجهاز المخابرات العامة والدعم السريع، اضافة الي قوات الجيش بارتكاب كمية الانتهاكات والفظائع، انه دليل علي عدم وجود محاسبة داخل هذه الاجهزة.

وينصح بأن ينظر إلى القضية بصورة اشمل، وان قوي الدعم السريع قوة قانونية.

وأضاف سليمان : ان قوات الدعم السريع اصبحت قانونية نظامية من كل النواحي، مشيرا الي الولاء القبلي في السلم القيادي لها، اضافة الي الطموحات السياسية والاقتصادية لقائدها محمد حمدان دقلو ، من اجل الوصول الي كرسي السلطة.

واوضح ليس كل المشاكل مرتبطة بالدعم وحده، بل من هذه القطاعات المذكورة سابقة تحتاج الي مراجعة شاملة، حتي تتحسن الصورة للقوات النظامية، لذا المجتمع الدولي لن ينظر الي قوات الدعم السريع بمعزل عن بقية القوات الاخري.

وتطرق الي ما حدث في ولاية غرب دارفور مؤخرا، عندما بدأت المليشيات بالهجوم علي المدنيين كل الاجهزة لم تتدخل لحمايتهم، في ظل وجود الجيش وجهاز المخابرات العامة والشرطة والي اخره، يكرر يعني ان هناك مشكلة اشمل يجب النظر اليها، وايجاد حلول ناجحة لها.

نظرة الغرب للدعم السريع:

الدكتورة تماضر الطيب ، أستاذة العلاقات الدولية في مركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم ، لها نظرة مختلفة عن الآخرين فيما يتعلق بنظرة الغرب إلي هذه القوات، تقول : ان الغرب ينظر اليها علي انها مليشيا مسلحة، يتعامل معها علي هذا الاساس، مشيرة الي ان المدعية السابقة للمحكمة الجنائية الدولية بعد فض اعتصام القيادة العامة اتهمت قوات الدعم السريع بذلك، اضافة إلى ان الدعم السريع لا يقبل فكرة تسليم السلطة للمدنيين، وبالتالي هناك تناقض واضح بين الغرب وهذه القوات.

وأشارت تماضر ، إلي ان الغرب يربط ما حدث في دارفور من حروب بممارسات الدعم السريع، ودائما يطلق عليها اسم الجنجويد ، فالغرب لا ينظر لها باعتبارها جزء من الحكومة، ولم يتعامل معها وبالتالي، لا تعتقد ان هناك اي فكرة لدى الغرب في التعامل مع هذه القوات، سواء الآن او في المستقبل، خصوصا ان الغرب يدعم الانتقال الديمقراطي وتسليم السلطة للمدنيين.

الغرب ليس علي قلب رجل واحد :

يؤكد الدكتور بكري الجاك ، المحاضر في جامعة بروكلين ، بالولايات المتحدة ، أن الغرب ليس علي قلب رجل واحد في هذا الشان.

يقول بكري : ان الاتحاد الاوروبي استخدم الدعم السريع ، فيما عرف بعملية الخرطوم في مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأضاف ان الولايات المتحدة الامريكية ، وبعض دول اوروبا لها علاقات استراتيجية مع دول الخليج، استخدم فيها الدعم السريع مرة اخري في حرب اليمن، ما اعطي هذه القوات فرصة للتمدد، في ظل تغافل الحكومة الامريكية عن خطورة توسع الدعم السريع.

وأشار بكري ، إلي أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ، والديمقراطيين ، لديهم موقف مناهض في حرب اليمن، واجبروا المملكة العربية السعودية ، للقيام بتسوية في اليمن، إضافة الي اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية ، وعلاقة الدعم السريع مع روسيا الآن، وضعته في مواجهة مع الغرب.

واوضح سيعمل الغرب علي انهاء الدعم السريع ، عن طريقة عملية اصلاح في المنظومة العسكرية، و الامنية، وسينتهي ذلك بذوبان الدعم السريع في الجيش، هذا سيناريو الغرب، لكن ممكن تحدث مستجدات أخري تغير أو تقود الي مواجهة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.