آخر الأخبار
The news is by your side.

إشكاليات الإعلام العربي الرسمي “1”

إشكاليات الإعلام العربي الرسمي “1”

اعداد: عاصم كريشان

يعاني الإعلام الرسمي العربي من العديد من المشكلات على رأسها سيطرة السلطة التنفيذية عليه، والتماهي بين نمط الملكية والسياسة التحريرية، وغياب هيئات ضابطة تضمن التوفيق بين الحرية والمسؤولية المجتمعية لوسائل الإعلام الرسمية، كما تشمل أزمات تتعلق بحقوق المواطنين في الحصول على المعلومات والتعرض للتنوع في الآراء حول القضايا المختلفة في ظل أزمة مهنية وموضوعية شديدة.

من المفروض أن الإعلام سلطة رابعة تمارس دور الرقيب الحريص على مصالح الناس، وعلى نقل الحقائق لهم دون تزييف أو تزوير أو نفاق، لكن لا يبدو أن هذا المفروض بقي متوقعا لأن الإعلام في كل مكان من هذا العالم لم يعد إعلاما حرا يخدم كل الناس، وإنما هو إعلام ممول في الغالب من جهات متنفذة أو ثرية معنية بالترويج لنفسها أو لأفكارها وسياساتها.

يشهد العالم العربي تراجعا حادا في مستوى الحريات الصحفية والتعددية الإعلامية، حسب تقارير سنوية لعدة مؤسسات دولية. ويوصف الشرق الأوسط بالمنطقة الجغرافية الأسوأ ترتيبا على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بحرية الإعلام.

بالإضافة إلى التحديات التي تفرضها الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية، فإن الحروب والنزاعات المسلحة تشكل تهديدا حقيقيا على مستقبل الإعلام وحياة الصحفيين. كما تحولت عدد من الدول العربية إلى مقبرة للصحفيين، فيما أصبحت أخرى سجنا لإعلاميين، وفق تعبير منظمة مراسلون بلا حدود.

يواجه رؤساء وسائل الإعلام العربية مجموعة من المشاكل. بالطبع، هذا ينطبق أيضًا على المديرين التنفيذيين لوسائل الإعلام الغربية. لكن معظم المشاكل التي تواجه وسائل الإعلام العربية تنبع من تأخر تطور مؤسساتها الاجتماعية والطبيعة الاستبدادية لحكوماتها.

كان هناك بصيص أمل في المائدة المستديرة الإعلامية بأن النظام القديم للرقابة والسيطرة الحكومية سينهار في العالم العربي لأن مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة تسرق جمهور الشباب من الإعلام التقليدي. يقضي الأطفال السعوديون على سبيل المثال مثل نظرائهم الغربيين وقتًا أطول على Facebook و MySpace أكثر من مشاهدة التلفزيون.

يشتكى معظم الصحفيين العاملين في المؤسسات الاعلامية العربية بشكل خاص من القيود الحكومية.  وبحسب تصريح أحد محرري المجلات العربية إنه قد يتعرض للسجن إذا نشر وقائع تتعارض مع خطط الحكومة. وأضاف: “إذا سرقت مستندًا يدعم قصتي، فقد أدخل السجن بسبب ذلك أيضًا. هناك حاجة لدعم الصحفيين ووسائل الإعلام حتى يعملوا بشكل مستقل ومهني في دول تخشى من سماع أي أصوات معارضة.

هناك فعلا حاجة إلى إنشاء وسيلة إعلام شبيهة براديو أوكابي تدعم الحوار والوحدة والوطنية. في هذا المشروع ساهمت مؤسسة ايرونديل السويسرية في تأسيس راديو في جمهورية الكونغو الديمقراطية ثم توقفت بعد عدة سنوات عن الإشراف على السياسة التحريرية وأصبح الصحفيون يديرون الإذاعة بأنفسهم. 

ما كان يميز هذه الإذاعة هو أنها تأسست كجزء من مهمة حفظ السلام في الكونغو وبدعم الأمم المتحدة، التي تفاوضت حول تأسيس المحطة وحصلت على الترخيص لعملها. وهذا لا يمكن تصوره في واحدة من الدول العربية.

نواصل

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.