آخر الأخبار
The news is by your side.

إستثمار الصمغ العربي لإنشاء إقتصاد سوداني حر!!

إستثمار الصمغ العربي لإنشاء إقتصاد سوداني حر!!

بقلم: آية الغازي كشان

الصمغ العربي الاسم العلمي : (Sengalia Senegal) هو عصير شجرة السنغال 2/12 m. أكاسيا سينغال (Acacia senegal) أو أكاسيا سيال (Acacia seyal) وهو بوليسكاريد طبيعي لا لون له حتى اللون البني لا رائحة له يذوب في الماء الحار يكون خيوط لزجة طعمها حامض خفيف لا تذوب بالكحول. تتكون من ل-ارابينوزه د-جالاكتوزه ل-راهمنوزه ود-جلوكورونحامض بنسبة 3:3:1:1 L-Arabinose, D-Galactose, L-Rhamnose und D-Glucuronsäure يتم حصاد الصمغ من الأشجار البرية تجاريا في جميع أنحاء الساحل من السنغال والسودان وتشاد إلى الصومال، على الرغم من أنه قد تم زراعتها تاريخيا في السعودية وغرب آسيا.
أن الأقتصاد النامي يمثل ظاهرة طبيعية مرت بها كثير من دول العالم حيث حقق البعض منها تغييرٱ جذريٱ ، وأسس لدولة متقدمة إقتصاديٱ تستند على إحترام  حقوق الإنسان ، ومكن من حريه التعبير الأفراد والمنظمات، وخضوع الجميع فيها للقانون منعا للفوضى والفساد والتلاعب بإداراة مسار الأقتصاد الوطني.

وفي سعي السودان للانتقال بطريقة إستراتيجية لتحقيق الإستقرار الإقتصادي عبر عكس اتجاه مسار تدهوره إلاقتصادي السائد حاليا بسبب سوء ادارة الموارد، والحروب الأهلية وتفشي الفوضي العارمة، مما قوض دعائم النظام السياسي المتمدن. وقد ترتب عليه ان اصبح السودان يوصف باعتباره دولة فاشلة تسوده الانظمة الدكتاتورية.

ويتبين من ذلك انه هناك ضرورة لتاسيس نظام سياسي ، إقتصادي وإجتماعي جديد، حسب طبيعة النظام السياسي الحاكم ومدي تطور المجتمع السوداني الثقافي كما حدث حديثا في بعض الدول بعد أنهيارها الأقتصادي مصاحبة بأزمة سياسية ومالية.

ونسبة لما تمر به البلاد من أزمات وإنعكاسه على الوضع الأقتصادي، الا انه من الملاحظ أن الأقتصاد السوداني منذ الأستعمار، شهد محاولات تغيير إقتصادي في ثمانينيات أو تسعينيات القرون الماضية، بما لم يحقق معظمها نجاحٱ حاسمٱ بما ترتب عليه من وقوع بعض حكوماتها في ردات عنيفة دون تقدم يذكر.

السودان يفتقر الى أهم مقومات القدرة على استخلاص القيمة المضافة المرتفعة من المواد الخام التي يقوم بتصديرها. وقد توقفت شركات الصمغ العربي عن عملية الشراء والتمويل مما أدي لإحداث خلل رئيسي بجانب أهمال وتجاهل المؤسسات أو الجهات الحكومية في متابعة الشركة السودانية لإنتاج الصمغ بصورة دقيقة. ان تجاهل الجانب الزراعي يُهدم تقدم عجلة الانتاج في البلاد رغم المجهودات التى تقوم بيها الجهات المختصة على كافة مستويات الحكم بالبلاد.

وحسب الأحصائيات فإن إنتاج الصمغ العربي بلغ 110 ألف طن في السودان ويصدر منها حوالي 80 ألف طن عبر قنوات التصدير المشروعة، بينما يتمّ تهريب أكثر من 20 ألف طن عبر الحدود. وبلغ إجمالي صادر الصمغ العربي للعام الماضي 75 ألف طن، فيما ارتفع الاستهلاك المحلي إلى 12 ألف طن ، وحسب السلطات السودانية فقد وصل سعر القنطار المنتج 3 آلاف جنيه في 2020م ، والسودان ينتج 70% من الصمغ العربي عالميا وثروة لعملة صعبة يهددها غياب الاستقرار السياسي بما يضعف من قدرات الحكومات من
بناء أقتصاد من منظور السيادة الوطنية الحرة على الموارد كما ورد في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المجاز من قبل الامم في السبعينات حيث توضح المادة الاولى منه حرية كل دولة في سيادتها الكاملة في التصرف في الموارد المتاحة على اراضيها ومياهها الاقليمية ، وحقها في خلق إقتصاد قادر على فرض شروط دولية، مثل روسيا ابان حربها مع اوكرانيا بقوتها حيث فرضت شروط شراء مواردها بعملتها الوطنية

والسودان اليوم به كوادر مؤهلة لتغيير هيكل الأقتصاد الموروث الى الافضل، الا ان الأطراف السياسية ما زالت مقيدة للتطور ولا تمتلك الإمكانيات المالية اللازمة لذلك، كما ان القطاع الخاص السوداني عجز عن ان يثبت اهميته للاقتصاد داخليا وخارجيا، رغم كل الحوافز والمميزات والحماية الاقتصادية التي منحت له من قبل الدولة منذ الاستقلال وحتي تاريخه مما تتسبب في هجرة الكادر البشري الذي ساهم في تنمية دول مهجره.

وحتي الاستثمارات الاجنبية لا يلاحظ اثرها على المستوى المعيشي للمواطنيين بالريف والحضر رغم أستفادتهم من المواد الخام التي قاموا بتصديرها لدولهم للاستفادة منها بدءا بمشروع الجزيرة الذي اقامه الاستعمار الانجليزي وانتهاء بالشركات الصينية بالاستفادة من البترول السوداني والشركات الفرنسية في مجال الذهب والصمغ العربي حاليا.

الصمغ العربي موجود عبر التاريخ ولكن ما زال يصدر كمادة خام. والسؤال الذي يفرض نفسه هو
كيف يمكن للسودان ان يؤسس إقتصاد سوداني حر يستفيد من القيم المضافة لمواده الخام الغزيرة بالبلاد للقضاء على البطالة من ناحية ويحسن من المستوى المعيشي للسودانيين من ناحية اخرى؟

وبالتالي، فانه لتحقيق إقتصاد سوداني مستقل، قادر على التعامل مع العالم الخارجي بتكافؤ، فانه يجب القضاء على منهجية ادارة البلاد بطريقة الاستعمار الموروثة والتي عفا عليها الزمن.

ويمكن البدء بقطاع الصمغ العربي الذي ويحتاج ان بكميات متوازنة تتطابق مع معدل النمو الأقتصادي ويُعيد تصنيعه داخليا ليُصدر للخارج لتحسين عائدات الصادر منه، بحيث يساهم ايضا في تحسين الوضع الاقتصادي.

ان المطلوب هو وضع إقتصاد سوداني قوي ويقضي على كافة مؤشراته السلبية التي انعكست في تخلفه الاقتصادي عن ركب التقدم الاقتصادي الذي تشهده اليوم دول اسيا بعض دول امريكا اللاتينية التي كانت مستعمرة كما كان السودان سابقا.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.