آخر الأخبار
The news is by your side.

أمجد فريد: “لا أستبعد حدوث تضارب بيننا وبين حمدوك”

أمجد فريد: “لا أستبعد حدوث تضارب بيننا وبين حمدوك”

حوار : أحمد جباره

اعتبر القيادي بتجمع المهنيين أمجد فريد تعيين رئيس للقضاء ونائب عام من الموضوعات العاجلة ، منوهاً إلى أنهم سيسيرون مواكب من أجل الضغط على المجلس السيادي بغية تعين رئيس للقضاء ونائب عام وذلك لاستقلال القضاء في السودان ، وقال فريد لـ(الجريدة) إن هدف تجمع المهنيين هو استعادة البناء النقابي في السودان بالشكل المألوف وهو الشكل الديمقراطي .فريد في هذه الجزئية وضع روشتات لعملية السلام في البلاد ، حيث يرى معالجة هذه القضية عبر جذورها الرئيسة ويقول هي من الأسباب الأساسية التي أدت إلى قيام الحرب في البلاد ، وأن قضية السلام لايتم تحقيقها إلا عبر تحقيق العدالة في توزيع الموارد والخدمات بين كافة أرجاء البلاد … كل هذه الإفادات وإفادات أخرى تجدونها داخل هذا الحوار .
* حسناً .. كيف تقرأ المشهد السياسي الآن ؟
– المشهد السياسي الآن في حالة انتقال ، وأفتكر أن هنالك ثورة عظيمة في السودان وبدأت في تحقيق انتصارات وذهبت إلى الخطوة الأولى وهي مرحلة الإنتقال الديمقراطي في السودان وتحقيق الدولة المدنية ، وهذه الخطوة هي فتح باب لمعارك جديدة بإدارات جديدة وآليات جديدة ، وتحتاج إلى دعم ومراقبة ، وتحتاج كذلك إلى إستقرار وتأكيد مكتسبات الشعب السوداني الذي حققها ، وتحتاج إلى إستكمال مهام الثورة لتحقيق السلام الشامل والعادل واستكمال بناء مؤسسات الديمقراطية .
* ماهي تقديراتكم وتصوراتكم لإنهاء تجربة الإنقاذ ؟
– بالطبع هنالك كثير من التحديات على طاولة الحكومة أبرزها بلا شك هي النجاح في عملية السلام وعملية السلام ، هي عملية معقدة وعملية طويلة لمعالجة تشوهات في هيكلة الدولة السودانية امتدت إلى أكثر من 62 سنة منذ إستقلال وتأسيس الدولة السودانية الحديثة ، وتجمع المهنينين وإعلان قوى الحرية والتغيير يتبنيان معالجة قضية السلام عبر معالجة الجذور الحقيقية والأسباب التي أدت إلى الحرب في المقام الأول ، وهذا الأمر لا يتم تحقيقيه إلا عبر تحقيق مستوى عادل للعدالة في السودان ، وطريقنا الوحيد إلى المدنية وإخراج البندقية من العملية السياسيه هو تحقيق السلام ، وطريقنا للسلام هو تحقيق العدالة في توزيع الموارد والخدمات بين أقاليم البلاد المختلفة بطرق متساوية .
* وجودكم في الأقاليم ضعيف وأبلغ دليل هو ماحدث لكم في الفاشر ، وهذا يؤشر بأن الشعب السوداني لم يستوعب أفكاركم وتصوراتكم للقضايا ؟ وماذا لديكم في الأقاليم ؟
– نحن نعتبر التباين في الآراء والمواقف السياسية شكلاً من أشكال التعبير الديمقراطي وهو مدخل لتأسيس دولة سودانية جديدة بعد انتهاء عهد سيطرة الرأي الواحد والصوت السياسي الواحد ، والحزب السياسي الواحد ، وهذا التباين في الآراء والتعبير هو حق ونحن ندعمه لأن لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة ولا يمكن لأي شخص أن يدعي أنه على صواب ، ونحن لدينا فروع ولائية في بورتسودان وفي القضارف وفي ولايات دارفور المختلفة ، ويمكن القول إن هذه الفروع تحتاج إلى تقوية ، ولكن نحن نؤكد على أن هذه الثورة لا تنتصر إلى إذا حس وشعر كل مواطن سوداني في كل مكان بالسودان أن هذه الثورة أدت إلى تغيير بشكل إيجابي على حياته اليومية .
* يرى البعض أن التشكيل الحكومي الذي تم هو عبارة عن محاصصات بين قوى التغيير خاصة فيما يتعلق بمشاركة مدني عباس ؟
– مدني عباس ليس عضواً في تجمع المهنيين بل هو في كتلة المجتمع المدني وممثل للتجمع المدني يعني زي ماقالت الآية الكريمة ” كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ماحرم إسرائيل على نفسه ” فالتجمع حرم على نفسه وعلى عضويته المشاركة على المستوى السيادي والمستوى التنفيذي ، ولكن لانستطيع أن نجبر الآخرين على الانصياع لقرارت التجمع ، و مدني عباس عضو تجمع القوى المدنية وتم اختياره من رئيس مجلس الوزراء حمدوك ، فإذا كان لأحد رأي في مشاركته ، من المفترض والأحرى أن ينتقد رئيس مجلس الوزراء وليس تجمع المهنيين .
* إذا حدث لكم تضارب وعدم اتفاق مع رئيس مجلس الوزراء ، ماهو خياركم ؟ وإلى من ستلجئون ؟
– نحن لا نلجأ لأحد ، نحن نرى أن الشعب السوداني والنقابات هما مكون من مكونات العملية السياسية والاجتماعية السودانية وهما مكون قوي وقادر علي فرض رأيه ، وحمدوك تم ترشيحه من قبل تجمع المهنيين لرئاسة مجلس الوزراء ، ونحن نرى أن حمدوك رجل مؤهل ولديه من الخبرة والمعرفة والإرادة السياسية مايؤهله لأن يكون رئيس وزراء ناجحاً في الفترة الانتقالية ، ولكن هذا لا يعني أنه قد لا يحدث تضارب بيننا وبينه ، وهنالك مثال واضح في قرار فتح المدارس والذي أصدره رئيس الوزراء واعترضت عليه لجنة المعلمين بتحفظات موضوعية وأصدرت لجنة المعلمين بياناً أكدت فيه معارضة قرار رئيس الوزراء ، وتعامل معها رئيس الوزراء بجدية لحل هذه الإشكالات ، ونرى هذا هو منهجنا وسنعمل وسنستمر من موقعنا المهني و المستقل لعرض أطروحاتنا في مجمل التطورات السياسية والاجتماعية في السودان ونسعى إلى استخدام كافة أساليب العمل السلمي للترويج والإنتصار لها سواءً أن كان عن طريق البيانات والمظاهرات أو حتى الإضرابات ، نحن لا نتمنى أن يصل الوضع إلى ذلك ، ونرى أن قنوات التفاهم والاتصال بيننا وبين الحكومة لا تزال مفتوحة من أجل الضغط ، وفي الآخر الموضوع هذا هو موضوع يعد حواراً تكاملياً ، ونحن نريد أن ندعم الحكومة ونريد الوقوف معها لكن لا تتوقع الحكومة أن ندعمها بمنهج “سير سير يالبشير” ، ولكننا نتعامل بموقفنا النقدي ومن موقعنا المستقل ومن موقعنا المهني كتحالف نقابي .
* لماذا تسيرون المواكب وانتم داخل الحكومة ؟
– تسير المواكب بغرض المطالبة بتعين رئيس القضاء ، وكنا نرى أن موضوع تعيين رئيس القضاء ونائبه هو من الموضوعات العاجلة ، وسيرنا موكباً من أجل الضغط على المجلس السيادي لكي يسرع في تعيين رئيس للقضاء ونائب عام يحافظ على إستقلالية القضاء في السودان ويضمن وجود قضاء مستقل .
* هل أنتم الآن في الشارع أم في الحكومة ؟
– نحن نرى أن هنالك حكومة انتقالية مستقلة تمثل طيفاً واسعاً من قوة الثورة وهذه الثورة تمثلنا وسوف ندعمها ، ولكن عندما نختلف معها فإننا ننحاز إلى الشارع ، ومواقفنا المهنية وسوف ننحاز إلى الرأي الذي يشكل داخل مؤسسات التجمع ، وليس إلى مواقف ورأي الحكومة .
*هل عند تعين عضو من التجمع في الحكومة سيفقد عضويته في التجمع ؟
– نحن ليس لدينا عضو في تجمع المهنين مشارك في السلطة السيادية و لا في السلطة التنفيذية والتجمع أخذ قراره واضحاً بأنه لن يشارك في الحكومة ، وهذا قرار التزم به كل أعضاء التجمع .
*بعد استقرار الحكومة هل ثمة إمكانية لحل تجمع المهنيين ؟
– لماذا يتم حله
* مقاطعة .. لأنه استنفذ أغراضه التي أكلت إليه بإسقاط النظام؟
– التجمع هو عبارة عن تحالف نقابي يضم أكثر من “14” جسم نقابي ويسعى إلى هيكلة النقابات بصورة ديمقراطية وإستعادة البناء النقابي الديمقراطي ، والآن حاليا التجمع يشتغل على ورش تدريب العمل النقابي ، وهنالك لجنة عمل نقابي تعكف على إيجاد قانون بديل للنقابات بشكل ديمقراطي وهذه سوف تستمر في الفترة القادمة وصولاً إلى استعادة البناء النقابي بالشكل المألوف في السودان كواحدة من الأذرع التي تحافظ على الديمقراطية .
*في أي سياق تقرأ الإحتجاجات والمواكب ؟
– التجمع ينظر إلى دوره في المرحلة القادمة بأن يتلخص في واجبين أساسيين ، الواجب الأساسي الأول هو إعادة وإستعادة البناء النقابي في السودان ، والواجب الثاني هو مراقبة الأداء الحكومي في مختلف القطاعات المختلفة والتعبير عن الرأي المستقل في هذه المجالات وهذان دوران سوف يواصل فيهم التجمع وتقرأ النشاطات الجماهرية في هذا الإطار .
* رؤية التجمع في مشاركته في السلطة التشريعية ؟
– البرلمان هو أداء السلطة الرقابية في البلاد والتجمع سيكون له أعضاء أو بعض المهنيين الذين يرشحهم ، وليس بالضرورة يكونوا في هياكل التجمع ، لكن تكون شخصيات قادرة على مراقبة الأداء الحكومي ومسألتهم أو تطويرها من خلال البرلمان .
* كيف تنظر إلى مستقبل تجمع المهنيين في المرحلة القادمة ؟
– نحن ننظر إلى التجمع في المستقبل كتحالف يضم بعض النقابات ويعبر عن شعارات الحركة النقابية في السودان ، يعني جمعنا شتاتنا في نقابتنا .
* كيف تنظر إلى ملف السلام والمفاوضات الجارية الآن بين الحركات المسلحة والحكومة ؟
– نحن ننظر إلى قضية السلام بأن تتم معالجتها بمخاطبة الجذور الحقيقية ، وهي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى نشوب الحرب في المقام الأول ، وعليه يجب أن تحقق قضية السلام في السودان وإلا لا يمكن الوصول إلى دولة مدنية ، وهذا واجب موكل للحكومة .
* ماهي تصوراتكم لعلاقات السودان الخارجية بعد الثورة وتشيكل الحكومة ؟
– من الضرورة أن تكون علاقات السودان الخارجية في ميزان دهب دقيق جدا ، وأن العلاقات الخارجية في السودان يجب أن تبنى على تحقيق مصلحة الشعب السوداني ، والبعد عن الدخول في محاور وصراعات غير مفيدة ، ولكن هذا ملف مسؤولة عنه السلطة التنفيذية ومن المفترض أن تحدد الصورة الكاملة في كيفية تحقيق مصلحة السودان في العلاقات الخارجية .

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.