آخر الأخبار
The news is by your side.

أصداء واسعة حول قرار رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب

أصداء واسعة حول قرار رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب

الخرطوم : عبدالرحمن الكيال

وجد إعلان وزير الخارجية الأميركي ، مايك بومبيو ، اليوم الإثنين ، برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، أصداءا واسعة في السودان علي مستوي التنفيذي والشعبي ، وإمتد إلي خارحالسودان ، مما يعد خطوة تأريخية تنهي قرابة 3 عقود من العقوبات التي تم فرضها علي البلاد .

وجاء في بيان الخارجية الأميركية:”اليوم ، تم رسميا إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب ، وهذا يمثل تغييرا جوهريا في علاقتنا الثنائية نحو زيادة التعاون والدعم للتحول الديمقراطي التأريخي في السودان” .

وأضاف البيان أنه أمكن تحقيق هذا الإنجاز بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة الإنتقالية التي يقودها المدنيون في السودان لرسم مسار جديد جريء بعيداً عن إرث نظام البشير ، ولا سيما الوفاء بالمعايير القانونية لإلغاء الحكم” .

وتابع البيان : “نشيد بدعوات الشعب السوداني إلى الحرية والسلام والعدالة ، ونهنئ أعضاء الحكومة الإنتقالية التي يقودها مدنيون على شجاعتهم في تعزيز تطلعات المواطنين الذين يخدمونهم” .

ورحب كبار المسؤولين السودانيين ، بخطوة شطب إسم الخرطوم من القائمة الأميركية للدول الداعمة للإرهاب .

وعلق رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، على القرار ، وكتب على صفحته الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”: “التحية والتهنئة للشعب السوداني بمناسبة خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، هذا العمل العظيم نتاج جهد بذله أبناء بلادي وهو تم بذات الروح التكاملية لجماهير ثورة ديسمبر الشعبية والرسمية ، الشكر لمجموعات العمل الوزارية والدبلوماسية” .

وأعرب البرهان عن شكره للدول العربية والشركاء الإقليميين والدوليين الذين دعموا السودان ، مشيدا بقرار الولايات المتحدة ، وأردف قائلا:”الشكر من قبل ومن بعد لله رب العالمين” .

ووصف البرهان القرار الأميركي بـ”التأريخي” ، مشيرا إلي أنه سيساهم في دعم الإنتقال الديمقراطي في السودان .

من جانبه كتب رئيس مجلس وزراء الحكومة الإنتقالية دكتور عبد الله حمدوك على صفحته الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي“تويتر”: “اليوم وبعد أكثر من عقدين ، أعلن لشعبنا عن خروج إسم بلادنا الحبيبة من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، وإنعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي الذي أقحمنا فيه سلوك النظام المخلوع” .

وأضاف دكتور حمدوك: “اليوم نعود بكامل تأريخنا وحضارة شعبنا وعظمة بلادنا وعنفوان ثورتنا إلى الأسرة الدولية كدولة محبة للسلام ، وقوة داعمة للإستقرار الإقليمي والدولي” .

وأكد رئيس الوزراء ، أن هذا الإنجاز الذي عملت من أجله الحكومة الانتقالية منذ يومها الأول ، سيساهم في إصلاح الإقتصاد وجذب الإستثمارات وتحويلات المواطنين بالخارج عبر القنوات الرسمية ، وخلق فرص عمل جديدة للشباب ، والكثير من الإيجابيات الأخرى .

وقال دكتور حمدوك:”إننا نشاطب الجميع بقلبٍ مفتوح وعقلٍ متقدم ومتوثب ، نحو المشاركة في عالم جديد يسوده الرخاء والسلام والمحبة بين جميع الشعوب ، ونرفده بشعار ثورتنا المجيدة: حرية ، سلام ، وعدالة” .

وأردف دكتور عبدالله حمدوك:”شعبنا العظيم وفاءاً لتضحيات شهدائنا الأبطال وثوارنا الأماجد ولكل قطرة دم أهرقت ، وقطرة عرق سالت ودمعة أم باسلة وأب مكلوم وبرغم كل الصعاب التي واجهتنا ولازالت على مدى الفترة الماضية من عمر الفترة الانتقالية ، سأظل أعمل من موقع مسؤوليتنا في وطن حر ولشعب سعيد”. ، وتابع قائلا:”طريقنا ممدود ومحفوف بالمخاطر التي سنتجاوزها وبالآمال التي سنحققها”.

وتابع دكتور حمدوك: “أقولها الآن مجددا وبملء الفم سنصمد وسنعبر وسننتصر” .

إلي ذلك قال الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) ، نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، في تغريدة على حسابه الشخصي علي موقع التواصل الإجتماعي تويتر: “بعد 27 عاما من وضع بلادنا في قائمة الدول الراعية للإرهاب ، اليوم نبارك لشعبنا الخروج من هذه القائمة التي أضرت بإقتصادنا وعلاقاتنا الخارجية وحالت دون الإستفادة من المؤسسات الدولية” .

وأضاف حميدتي: “اليوم بدأ طريق بلادنا واضحا أكثر من أي وقت مضى ، سنعمل علي تعزيز هذه الخطوة برفع مستوى التعاون مع الإدارة الأميركية ومع جميع شعوب العالم لصالح شعبنا” .

كما رحبت الدكتورة هبة محمد علي ، وزيرة المالية والتخطيط الإقتصادي برفع إسم السودان رسميا من قائمه الإرهاب .

واشارت دكتورة هبه ، إلي أن ذلك يعد خطوة كبيرة فى مجال دفع عملية الإستثمار فى البلاد وأنه من المتوقع أن تشهد الساحة الكثير من طلبات المستثمريين الاجانب ، موضحة بأن الجهات المختصة جاهزة للرقابة على الاستثمار وحماية المستثمرين .

وفي السياق هنأ رئيس حزب المؤتمر السوداني ، عمر الدقير ، الشعب السوداني بقرار حذف إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .

وقال الدقير: “يأتي هذا القرار مع نسائم ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة ، التي حررت السودان من استبداد نظام الإنقاذ وسياساته الخرقاء التي أثقلت أفراد شعبه بكل صنوف المعاناة ، وقادت إلى وصم بلدهم بالإرهاب وهم منه براء” . مؤكداً أن هذا القرار يساعد في إنجاز عملية التحول الديمقراطي وبناء السلام ومعالجة الأزمة الاقتصادية وكل مهام البناء الوطني .

وقال الدقير:”إن الترحيب والابتهاج بهذا القرار يجب ألّا ينسينا أن البناء الوطني فوق الأنقاض التي تركها نظام هو مسؤولية السودانيين بعقولهم وسواعدهم ومواردهم” ، وإضاف: “هذا يتطلب توحيد الإرادة الوطنية والتوافق على خطة استراتيجية للبناء الوطني تبدأ بإصلاح المؤسسات المدنية والعسكرية ومواجهة كل الأزمات في واقع السياسة والاقتصاد والمجتمع بمنهج إدارة علمي يرتكز على الشفافية والمشاركة الجماعية وكل قواعد الحكم الرشيد” .

وتابع عمر الدقير: “التحية في هذا اليوم لأرواح الشهداء الذين تجوهروا في معنى البطولة والفداء ودفعوا أرواحهم مهراً لإزاحة تهمة الإرهاب عن شعبهم وعودة وطنهم إلى موقعه الطبيعي في المنظومة الدولية” .

كما وصف الحزب الاتحادي الديمقراطي “الشرعيةالثورية” ، القرار بالخطوة التاريخية التي تأخرت كثيرا ، مبينا بأن الشعب السوداني لم يكن يوما من الأيام من دهاقنة الإرهاب والعنف وإن ما الصق به كتهمة ظالمة وعملا بشعا .

وأكد علي يوسف تبيدي ، الناطق الرسمي باسم الحزب ، أن الفرحة التي عمت جميع السودانيين تشكل نبراسا متوهجا لمراجعة المسارالوطني والالتفات الواضح نحو قضايا البلاد الأساسية المتمثلة في المزيد من أعمال الديمقراطية والحرية والرأي الآخر ، فضلاعن قيام المعالجات الإستراتيجية لمعاش المواطنين والوضع الاقتصادي المتأزم .

وطالب تبيدي الحكومة الانتقالية باستثمار هذا القرار في بناء العلاقات الخارجية علي أسس متوازنة تراعي المصلحة العامة للسودان ، وتمني المزيد من التطوير والتفاهمات الإيجابية بين الولايات المتحدة والسودان علي خلفية القرارالامريكي .

وأثني تبيدي على الدور المتعاظم الذي لعبته مصر والسعودية والامارات في رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب .

وداخليا كانت السفارة الأميركية لدى الخرطوم ، قد أعلنت في وقت سابق ، أن إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب دخل حيز التنفيذ ، بعد إنقضاء فترة إخطار الكونغرس البالغة 45 يوما .

وأشارت السفارة في بيان لها إلى أن “الإشعار أصبح ساري المفعول إعتبارا من 14 ديسمبر 2020 ، ليتم نشره في السجل الفيدرالي .

وكان السودان قد دخل في قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ عام 1993م ، بسبب سياسات نظام الرئيس السابق ، عمر البشير ، الذي قدم المأوى لمجموعات وشخصيات إرهابية على رأسها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن .

وتسبب بقاء الخرطوم في هذه القائمة لنحو ثلاثة عقود بخسائر تقدر بنحو 300 مليار دولار.

وقال وزير الخارجية الأميركي ، مايك بومبيو :”إن رفع السودان من قائمة الإرهاب جاء بعد تغيير مساره عن نظام عمر البشير” .

وأكد بومبيو أن “إزالة السودان من قائمة الإرهاب دليل على تغير جذري في علاقاتنا” .

وينهي هذا الإعلان 27 عاما من العقوبات المختلفة واشكال المقاطعة المتنوعة من الحكومة والشركات الأمريكية والعالمية ، ويضع حدا للأضرار الفادحة التي لحقت بالإقتصاد السوداني ، والعزلة الدولية الخانقة والقيود التي فرضت على مواطنيه جراء تصنيفه كدولة راعية للارهاب .

وكان الرئيس ترامب المنتهية ولايته ، قد أعلن عن نية إدارته إتخاذ تلك الخطوة في أواخر أكتوبر الماضي ، ولكن لا يمكن التصديق على الإجراء إلا بعد 45 يوما من تلقي الكونغرس الأمريكي الإخطار به .

وقررت واشنطن إتخاذ تلك الخطوة بعد موافقة السودان على دفع 335 مليون دولار لتعويض الناجين وعائلات الضحايا الذين أصيبوا في هجوم وقع في 1998 على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا ، في حساب خاص بضحايا الإرهاب وعائلاتهم ، وهجوم آخر وقع على المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” قبالة الساحل اليمني في عام 2000م .

ووافق السودان أيضا على بدء تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، على الرغم من قلق المراقبين من أن ذلك قد يكون صعب التنفيذ .

وكانت الحكومة الجديدة المدعومة من المدنيين في السودان تسعى إلى تلك الخطوة بشدة في البلاد لأن التصنيف يعيق الأستثمار الأجنبي .

كما تناولت صحف سودانية وعربية هذه الخطوة بإعتبارها نجاحا دبلوماسيا يُحسب لرئيس الوزراء دكتورعبد الله حمدوك وحكومته الإنتقالية ، وإعتبارها أيضا تمهيدا لعودة السودان للمجتمع الدولي وإنعاش إقتصاده المتأزم .

وإعتبر آخرون أن الثمن لرفع إسم السودان من “القائمة السوداء” الأمريكية هو التطبيع مع دولة إسرائيل ، وذكرت صحيفة سودانية أن السودان يستعد “لإتخاذ إجراءات من شأنها أن تنعش الوضع الإقتصادي المتأزم في البلاد ، معوّلا خصوصا على إعفاء محتمل من ديون تتجاوز قيمتها ستين مليار دولار” .

وتضيف الصحيفة السودانية أنه في حال أصبحت واقعا ، تطوي الحكومة الإنتقالية عبر هذه الخطوة ، صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد في ظل حكم البشير السابق” .

ويعتبر موقع مركز الدراسات السودانية رفع العقوبات الأمريكية “نجاحا دبلوماسيا نحو ترميم الدولة” .

ويرى المركز أن هذه الخطوة “لا تعني شيئا خلاف عودة السودان للمجتمع الدولي نظيفا من مساعي التطرف والإرهاب التي إستمرأت أيديولوجيا الإخوان المسلمين القيام بها لمحاربة أمريكا وروسيا في ذات اللحظة” .

ويتوقع مركز الدراسات السودانية أن هذه الخطوة يمكن أن تفك بعضا من الضوائق الإقتصادية والدبلوماسية التي واجهت حكومة الثورة ، ولا تزال” .

وأضاف الموقع: “ولا نظن أن ما يجنيه السودان من رفع إسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب ، والتطبيع مع العالم ، سوى الأساس المتين الإبتدائي لتوظيف هذا الإنفتاح لبناء قاعدة مشاريع تنموية جديدة ، وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة الإنتاجية التي خربها النظام البائد” .

وأوردت صحيفة سودانية ، قول أسامة ضي النعيم محمد:” إن الخطوة جاءت بعد جهد مثابر لا يعرف الكلل والملل ، في عام واحد حقق دكتور حمدوك ما عجزت عن فعله الآلة الإعلامية لحركة (الإخوان) خلال سبع وعشرين عاما” .

ويقارن الكاتب بين حمدوك وحكومته الإنتقالية وحكومة الإنقاذ للرئيس السابق عمر البشير ، قائلا إن فريق حمدوك “أتي بما لم تأت به حكومة الإنقاذ .وتابع:” جهد فاشل ولسبع وعشرين عاما ظل البشير يقوم به ، يقلب نتائجه دكتور حمدوك وفي ظرف عام واحد فقط ويغير النظرة للسودان ويدخل البلاد والعباد في دائرة الضوء العالمي” .

وتقول جريدة الأخبار اللبنانية إن الحكومة الإنتقالية في السودان تلتزم بالوصفة الأمريكية بحذافيرها للتخلص من ‘لوثة’ الإرهاب ، والعودة إلى المجتمع الدولي ، وآخر ‘إبداعاتها’ في هذا المجال تحويلها التعويضات المتّفق عليها مع واشنطن لرفع إسم البلاد من ‘القائمة السوداء'” .

وترى الجريدة أن هذه “خطوة تضع لَبِنة جديدة على طريق التطبيع مع إسرائيل ، الذي لا تفتأ السلطات السودانية تُعبّده شيئا فشيئا” .

وفي إفادة مندوبة واشنطن الأممية كيلي كرافت ، أمام مجلس الأمن ، خلال جلسة عن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الإنتقالية بالسودان “يونيتامس” ، والعملية المختلطة للإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور “يوناميد” ، قالت كرافت :”إن هذا التطور (رفع إسم السودان) ، سيبشر بمرحلة جديدة في العلاقة بين السودان والولايات المتحدة ، ويفتح فرصا جديدة وموسعة في علاقته مع المجتمع الدولي” .

وأضافت كرافت: “الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الحكومة الإنتقالية السودانية” .

وأشارت مندوبة واشنطن الأممية كيلي ، إلى أن رفع إسم السودان من القائمة ، تم بناء على شهادة من الرئيس المنهية ولايته (دونالد ترامب) بأن السودان قد إستوفى المعايير القانونية اللازمة .

وقالت صحيفة يدعوت أحرنوت العبرية في تقرير لها ، اليوم الإثنين:”إنه تم إتخاذ القرار بعدما هدد السودان بتجميد عملية التطبيع مع إسرائيل ، والتي تم الإعلان عنها في أكتوبر الماضي” .

وقال التقرير إن رفع إسم السودان من القائمة يمهد الطريق إلى إبرام إتفاقية التطبيع مع إسرائيل بشكل رسمي” .

وأشارت الصحيفة إلى التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز منذ أسبوعين ماضيين ، والذي قالت فيه التايمز:”إن القيادة السودانية أخطرت المسؤولين الأمريكيين بأن السودان سوف يجمد عملية التطبيع مع إسرائيل ما لم يتم رفع إسمه من القائمة مع نهاية 2020″ .

وأكد التقرير علي أن السفارة الأمريكية بالخرطوم أكدت على صحة القرار عبر منشور لها على موقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك» .

وقدم أحمد أبوالغيط ، الأمين العام لجامعة الدول العربية ، بأخلص التهاني للحكومة السودانية ، على رفع اسم البلاد بشكل رسمي ونهائي من قائمة الدول الراعية للإرهاب .

وأعرب أبوالغيط عن ثقته في أن هذه الخطوة ستفضي إلى فتح فصل جديد في وضعية السودان وتمكينه من تعظيم علاقاته مع مؤسسات التمويل الدولية وجذب مزيد من الاستثمارات ورؤوس الأموال الخارجية وتطبيع مجمل علاقاته الاقتصادية على الصعيد الدولي .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.