آخر الأخبار
The news is by your side.

أتلتيكو مدريد: المشاكس الذي لن يتوقف عن دغدغة العمالقة  … بقلم: قور مشوب

أتلتيكو مدريد: المشاكس الذي لن يتوقف عن دغدغة العمالقة  … بقلم: قور مشوب

هذا الصيف، ربما، كان الأكثر إثارةً للجدل، التساؤلات، التشكيك، وحراكاً بالنسبة إلى أتلتيكو مدريد، في السنوات القليلة الماضية إن لم يكن في تاريخه، إذ وصلت فيه مستحقات أتلتيكو مدريد من سوق الإنتقالات الصيفية ما بين البيع والشراء إلى مبلغ أكثر من 500 مليون يورو.

التغييرات التي شهدها أتلتيكو في هذا الصيف، لا بد أنها ستلعب دوراً كبيراً عليه وتؤثر على سيناريو الموسم الجديد، سلباً أو إيجاباً، بشكلٍ كبير. لكن، المعطيات الراهنة والتاريخية وما قدمه الفريق طوال السنوات القليلة الماضية يدعو للتفاؤل بمستقبلٍ أفضل، وأكثر من ذلك.

موسم الهجرة

كان هذا الصيف، موسم الهجرة والرحيل عن نادي أتلتيكو مدريد بالفعل، إذ غادره عدد كبير من اللاعبين الذين كانوا يمثلون قوامه الأساسي والرئيسي طوال السنوات الماضية، حيث لعب هؤلاء دوراً كبيراً في إنجازاته، بطولاته، وفترته الذهبية، في السنوات القليلة الماضية.

لتُدرك حجم التغييرات التي شهدها أتلتيكو هذا الصيف، وعدد اللاعبين الذين غادروه من أجل الإنضمام إلى أنديةً أخرى، فإنه يكفي إلقاء نظرة على القائمة التي أعلنها، بالأمس، بلاعبيه الذين سيشاركون في جولته التحضيرية، إستعداداً للموسم الجديد، في الولايات المتحدة الأمريكية.

تلك القائمة خلت من أسماء لاعبين مثل دييغو غودين، خوان فرانشيسكو، فيليبي لويس، لوكاس هيرنانديز، رودريغو هيرنانديز، أنطوان غريزمان، جيلسون مارتينيز، لوتشيانو فييتو، بيرنانرد مينساه، أندريه مورييرا، أليكس فيرنر، نيكو إيبانيز، روبيرتو أولابي، ونوهين بيريز.

صدمة رحيل هؤلاء كانت كبيرة للغاية، إذا جاء رحيلهم في وقتٍ واحد وبما يشبه تساقط أوراق التوت، ليُشكل ذلك ضربةً لمساعي أتلتيكو مدريد لتحقيق أهدافه في الموسم الجديد.

حقبة جديدة في تاريخ النادي

تبدو هذه حقيقة ماثلة للعيان، فالفريق سيبدأ الموسم الجديد بعد رحيل عدد كبير من قوامه الأساسي في السنوات القليلة الماضية، ومعظم لاعبيه الأساسيين، ما يعني بأنه سيبدأ حقبةً جديدة في تاريخه بدايةً من هذا الصيف وفي الموسم المقبل.

لتوضيح ذلك، فإنه يكفي الإشارة إلى حقيقة أن أتلتيكو قد أنفق في سوق الإنتقالات الصيفية لتدعيم صفوفه، حتى الآن، أكثر من مبلغ 250 مليون دولار للتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين لتعويض الراحلين، إذ تعاقد مع جواو فيليكس، ماركوس لورينتي، ماريو هيرموسو، رينان لودي، كيران تريبيير، فيليبي، إيفان سابونجيتش، نيكو إيبانيز، هيكتور هيريرا، وألفارو موراتا.

كل هذا، في وقتٍ تُشير فيه التقارير إلى عدم تحقيق أتلتيكو لكفايته من سوق الإنتقالات بعد، إذ لا يزال يسعى لتدعيم صفوفه بالتعاقد مع لاعب وسط، حيث إرتبط بالتعاقد جيمس رودريغيز أو كريستيان إيركسن.

في أيدي أمينة

كل هذه التغييرات، تقود للتساؤل عما سيكون عليه الوضع في أتلتيكو مدريد في الموسم المقبل ومستقبله؟ الحقيقة انه لا يوجد ما يدعو للذعر والخوف حالياً، فالصفقات التي أبرمها الفريق في سوق الإنتقالات الصيفية لتعويض المغادرين تبدو قادرة تماماً على سد الفراغ الذي قد يحدثه رحيلهم.

التغييرات التي شهدها أتلتيكو مؤخراً، ربما، جاءت في وقتها، فهذه التغييرات كانت أكثر ما يحتاجه الفريق بالقياس على المستوى المتذبذب الذي ظهر به في الموسم الماضي في كل البطولات، خصوصاً مع خرج، بصورة كارثية من أمام يوفنتوس في الدور ربع النهائي في دوري الأبطال.

حينها، اعتبر كثيرون ذلك إشارةً على قرب نهاية الفريق وإنهياره، خصوصاً مع الجدل الكبير الذي دار حول أتلتيكو برمته في ظل تجدد الجدل حول رحيل غريزمان ومع إثارة دييغو كوستا للمشاكل بإستمرار ومع الوضع في الإعتبار تقدم معدل أعمار بعض اللاعبين على غرار كوستا، غودين، فيليبي لويس، وغيرهم.

لذا، تبدو التغييرات التي شهدها الفريق وكأنها كانت شيئاً مفراً منه وضرورية للغاية ليعود إلى مساره الصحيح وموقعه الطبيعي منافس دائم على التتويج بكل البطولات التي يُشارك فيها، إذ دعمت الإدارة أتلتيكو بشكلٍ جيد، بتعاقدها مع عناصر تمزج بين الخبرة والشباب والموهبة.

الفريق عوض تقريباً كل الراحلين بآخرون قربين منهم في المستوى والأهمية، بلاعبين يستطيعون اللعب لسنوات، يستطيع أتلتيكو الإستفادة منهم في الحاضر والمستقبل، يقدر سيميوني على تطويرهم وإيصالهم للمستوى الذي وصل إليه الذين غادروا الفريق هذا الصيف.

فيليكس، بشكلٍ أو بآخر، ربما كان أكثر اللاعبين إثارةً للإعجاب وجذباً للأضواء. لكن، معظم اللاعبين الذين تعاقد معهم أتلتيكو بهذا الشكل، إذ يعتبر معدل أعمارهم صغير للغاية ليتطورا بما يكفي لحمل وقيادة الفريق في الموسم الجديد، إذ تتراوح معظم أعمار هؤلاء بين 19 و20 و21، و22 و23، وغيره.

سيميوني عرف بقدرته على تطوير اللاعبين الشباب وهو أمر يتوقع الناس حدوثه مع معظم الذين تعاقد معهم هذا الصيف.

لن يتوقفوا عن دغدغة العمالقة

يبدو هذا مؤكداً، التحدي يعتبر كبيراً، بالفعل. مع ذلك، فإن أتلتيكو قادر على الإستمرار في المنافسة على التتويج بكل الألقاب، حتى النهاية. اللاعبين الذين تعاقد معهم الفريق هذا الصيف يستطيعون تجديد الدافع والزخم لدى القدامى وهو شيء ينتظر أن يعود بالإيجاب على الفريق بأكمله.

أتلتيكو سيكون عليه مواجهة هذا التحدي، الإستمرار في مواجهة الصعوبات والتغلب عليها، اللعب والتنافس بذات الروح والجدية التي ظل يلعب بها طوال السنوات الماضية، وأن يطمح لتحقيق الألقاب في الموسم الجديد، خصوصاً لقب الدوري الإسباني بعدما أنهى الدوري ثانياً، ثالثاً، وثانياً في الترتيب، في السنوات القليلة الماضية.

الأمر ليس سهلاً، بالتأكيد. لكن، سيميوني يبدو على قدر المهمة، الرجل المثالي لقيادة أتلتيكو مدريد، والوحيد القادر على مزاحمة كبار أوروبا في الموسم الجديد.

هو، لا غيره

حتى مع التغييرات العديدة التي شهدها ٲتلتيكو في الفترة ما بين نهاية الموسم الماضي وهذا الصيف، برحيل وٳنضمام العديد من اللاعبين ٳلى صفوفه، فٳن ٲفضل شيء قد حدث له، ربما، يكون بقاء دييغو سيميوني، المدير الفني للفريق، في منصبه.

سيميوني، كان على مدى السنوات القليلة الماضية، العنصر الٲبرز والٲهم في كل الٳنجازات التي حققها ٲتلتيكو مدريد، ٳذ لعب الدور الٲكبر في تحوله من فريق تتمثل كل طموحاته وٲهدافه في ٳنهاء الدوري الٳسباني في المراكز الٲربعة الٲولى في الترتيب، الذهاب بعيداً في مسابقة كٲس ملك ٳسبانيا، والذهاب ٳلى ٲبعد مدى ممكن في دوري ٲبطال ٲوروبا، ٳلى آخر يُنافس، بٳستمرار، على التتويج بكل البطولات التي يُشارك فيها، يتفوق على برشلونة وريال مدريد ويتوج بلقب الدوري الٳسباني، يقترب من التتويج بلقب دوري الٲبطال، وصل ٳلى نهائي البطولة مرتين، ٲصبح ضيف دائم على الٲدوار المتقدمة منها، وٲصبح من ٲندية القمة في ٲوروبا.

الحقيقة ان ٲتلتيكو، حتى مع كل هذه التغييرات، فٳنه لا يوجد ما يدعو للتخوف، الشعور بخيبة الٲمل، واليٲس، في وجود سيميوني، فقد واجه الفريق الكثير من الصعوبات، التحديات، المشاكل، والتغييرات من قبل، وقد نجح في التغلب عليها.

ٲكثر من هذا، فٳن وجود سيميوني يبعث الطمٲنينة ويعطي الثقة بقدرة الفريق على تجاوز هذه التغييرات بنجاح، الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات في السنوات القليلة الماضية، يمنع الٳنهيار، ينجح في عملية تواصل الٲجيال، تجاوز هذه المرحلة الحرجة دون الكثير من المشاكل والٲضرار، يعطي الٲمل بمستقبلٍ ٲفضل ومشرق، ويعتبر الضامن الٲكبر على قدرة ٲتلتيكو على الٳستمرار في المنافسة على التتويج بكل البطولات.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.