ولّد يحلم في الكشف عن الثروات الطبيعية

كنت في المدرسة الإعدادية، في مدينتي مادبا ، عندما سمعت لأول مرة مقولة ” الأردن فقير بالموارد والثروات ” لم اقتنع بهذه المقولة السائدة حتى يومنا هذا، ليس عن معرفة ولا عن وعي، ولا أعرف حتى اليوم تفسيراً لهذا الموقف.

بعد أن اتممت التوجيهي وقررت الذهاب الى ألمانيا لإتمام دراستي الجامعية، ذهبت الى جامعة كييل، واستفسرت من المسؤول عن قسم التسجيل، انني أرغب في دراسة تعتني بالبحث عن الثروات الطبيعية، أجابني نعم فقلت ما أسمها ، وكان الجواب ” الجيو فزياء” وهو مصطلح لم أسمعه قبل ذلك في حياتي ، فقلت وأنا مسرور أريد أن أسجل في هذه الكلية، فكان جوابه هي ليست كلية بل مقعد “ذو الكرسي ” لم أفهم الفرق فقلت نعم أريد ان أسجل نفسي.

بعد ذلك فهمت الفرق بينهما، ذو الكرسي برفيسور واحد ومساعده وعدد قليل جداً من الطلبة لا يتعدى عددهم أصابع اليد،  أن هذه المادة كانت أيضاً حديثة في المانيا هو فرع انتقل من الحياة العسكرية للحياة المدنية، حيث في الحرب العالمية الثانية كان للغواصات دور فعال في القصف.

ولم تكن هناك مقدرة لتحديد موقع الغواصات في أعماق المياه، تم التمكن لاحقاً من تحديد مواقعها عبر نشر مجموعة من الجيوفونات، اجهزة تلتقط الذبذبات الصادرة عن الغواصات ، موجات تحدثها الغواصة ومن خلال مجموعة من جيوفونات منتشرة بشكل هندسي محدد يتم تحديد مكان وعمق الغواصة، ومن هذه الفكرة تطور علم الجيوفزياء، تطبيق الطرق الفزيائية لدراسة الطبقات الجيولوجية تحت سطح الأرض، بمعنى آخر، الجيولوجيا ما تراه العين من طبقات وظواهر متكشفة على سطح الأرض، بينما الجيوفزياء هو معرفة كل ما هو محجوب عن العين تحت السطح.