مناظير … بقلم: زهير السراج .. اتحاد الجميع !
مناظير … بقلم: زهير السراج .. اتحاد الجميع !
* انهمرت علينا بحمد الله طلبات الالتحاق لاتحاد الكتاب والصحفيين السودانيين من كل حدب وصوب، ووصلت في بضع ساعات من الاعلان عنه الى حوالى مائتي طلب ولا تزال تنهمر، من كل أطياف العمل الإعلامي والصحفي من داخل وخارج السودان، ولقد أسعدنا جدا ان يجد زملاؤنا في المواقع الإلكترونية وفى الصحف الخليجية ما يجذبهم الى الانضمام اليه فتدافعوا نحوه بكثافة كبيرة، وكلنا ثقة انهم وبما يتميزون به من خبرات وملكات وابداعات وحماس سيكونون بكل تأكيد الماكينة المحركة له ولأنشطته ومساهمته في تطوير المهنة والارتقاء بها على المستوى الفردي والجماعي، ورفع مستوى الوعى في بلادنا خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج الى تضافر جهود الجميع في الداخل والخارج وخبراتهم وابداعاتهم ومهاراتهم ومساهماتهم المفيدة، وأجد نفسى مرة أخرى أجدد الدعوة لكل من يرغب في الالتحاق والمشاركة، وفتح الباب للمشاركة حتى منتصف شهر أغسطس، بدلا من الاول منه كما كان مقررا من قبل بسبب ظروف عطلة العيد السعيد، أعاده الله على بلادنا وعلى الجميع بالخير واليمن والبركات !
* أسعدني بشكل خاص انضمام عدد مقدر من الشباب ومن كبار الصحفيين والكتاب في تمازج وتلاحم يؤكد رغبة الجميع في العمل معا من أجل تطوير المهنة، وتقديم خدمة اعلامية وصحفية مميزة تليق بالتاريخ الطويل للصحافة السودانية، وأمجاد العمالقة الذين سبقونا بكفاحهم ومقدراتهم وحماسهم في احلك الظروف والاوقات، وهى فرصة نترحم فيها على الذين رحلوا من دنيانا وتركوا لنا ارثا لا يرحل ولا يختفى في عالم الصحافة والاعلام على رأسهم ابو الصحف (احمد يوسف هاشم) ومن سبقه ومن جاء بعده، ممن لا يتسع المجال لذكرهم هنا، وسنعمل بإذن الله على استعادة تاريخهم المجيد عبر انشطة واعمال الاتحاد بالإضافة الى رصد جوائز تحمل أسماءهم تُمنح للأجيال الشابة من الصحفيين والاعلاميين في كافة المجالات إن شاء الله، وسنعمل أن يكون المنبر الأول لنادى الخرطوم للصحافة (أحد روافد هذا الاتحاد) خاصا بمسيرة الصحافة السودانية عبر قرن من الزمان والانجازات العظيمة لعمالقة الاعلام والصحافة في بلادنا.
* وبما أننا في مجال الحديث عن عمالقة واهرامات الصحافة السودانية، فلا بد أن أذكر هنا بكل التبجيل والاحترام الهرم الأكبر وأستاذ الاجيال وأستاذي (محجوب محمد صالح) الذى تشرفت بالعمل معه وتعلمت منه من أدبيات المهنة ما لا يمكن أن يجده التلميذ في الكتب والموسوعات ودور العلم مهما طال به الزمن والبحث، كما نهلت منه الجرأة والشجاعة في قول الحق والدفاع بكل قوة عن العاملين معه، ولطالما جررته الى أقسام الشرطة والمحاكم بسبب أعمدتي الناقدة للنظام البائد بدون أن يتذمر أو يشكو أو يعترض أو يحتج ولو مرة واحدة!
* أذكر أننى في إحدى المرات نشرت في عمود (مناظير) بأخيرة (الأيام) عدة مقالات تحت عنوان (اسرار جهاز الامن) تحدثت فيها عن جهاز الامن وإداراته واقسامه، إثر دعوة وجهها مدير جهاز الأمن السابق (صلاح قوش) لعدد من رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة قال فيها أنهم يريدون الانفتاح على الرأي العام وتعريفه بما يفعلونه وسرد الكثير من المعلومات عن الجهاز، وعندما نشرتُ أعمدتي أثارت الكثير من الضجة، كما أثارت غضب جهاز الأمن، فاتصل مدير قسم الصحافة في الجهاز بالأستاذ (محجوب) مستنكرا مقالاتي وطالبا إيقافها، فرد عليه الاستاذ محجوب قائلا : (أليس هذا ما سعيتم إليه، وقلتم أنكم تريدون تعريف الرأي العام بما تفعلون)، ورفض ايقاف المقالات وطلب منى الاستمرار الى الاخر ولو ادى ذلك الى اغلاق الصحيفة .. هذه نقطة صغيرة جدا من محيط أستاذنا الجليل في عالم الصحافة وما تعلمناه منه، أطال الله عمره وأبقاه ذخرا لنا ولوطنه وشعبه وللإنسانية جمعاء.
* مرحبا بكل من يود المشاركة والانضمام للاتحاد، وأكرر انه ليس موجها ضد أحد او منافسا لأحد على مقاعد أو مناصب في أي تنظيم نقابي او مهني او غيره، وإنما ساعيا مع الساعين لإبقاء شعلة النور والوعى والحرية التي أشعلها السابقون مضيئة، نمد أيادينا بيضاء من غير سوء للجميع، ونعد بان نكون عونا لهم من اجل الوطن الذى يحتاج الى تضافر كل الجهود، ومرة أخرى نعلن عن مولد (اتحاد الكتاب والصحفيين السودانيين) وابنه (نادى الخرطوم للصحافة) ليكون منبرا حرا للجميع .. وللجميع في كل مكان وزمان كل الاحترام والتبجيل.
الجريدة