ماذا قال لي أدونيس عن محفوظ وجائزة نوبل؟
ماذا قال لي أدونيس عن محفوظ وجائزة نوبل؟
كتب: ناصر عراق
سعدتُ كثيرًا بالاقتراب من الشاعر والمفكر السوري القدير الأستاذ الكبير أدونيس (رعى الله أيامه ولياليه)، فقد دعوته إلى الكتابة معنا بانتظام في (دبي الثقافية) منذ عام 2005، بناءً على اقتراح قدمته آنذاك لرئيس التحرير الشاعر الكبير الأستاذ سيف المري ورحب به بشدة.
وهكذا كنّا ندعو أدونيس إلى زيارتنا في دبي كثيرًا. وقد شرفني أدونيس بالزيارة في مكتبي بالمجلة مرات عديدة، كما تجولنا كثيرًا في دبي الجميلة وشوارعها ومولاتها،
وكم تناولنا الطعام معًا، وكم أمطرته بأسئلتي في الفكر والأدب والثقافة والدين والفن بشكل عام، فحكى لي عن لقائه بطه حسين في فيلته بالهرم عام 1966، حيث قال لي (لقد فُتنتُ به)،
كما أخبرني عن حديثه القصير مع عبدالناصر وعلاقته بأم كلثوم وعبدالوهاب وفيروز وبدر شاكر السياب وموقفه من شعر شوقي إلى آخره،
وسوف أكتب عن حواراتي مع أدونيس يومًا ما، فهو رجل بالغ الذكاء خفيف الظل جدًا.
لكن، بمناسبة مرور 18 عامًا على رحيل نجيب محفوظ سأذكر رأيه عندما سألته بوضوح:
(يا أستاذ أدونيس هل يستحق محفوظ الظفر بجائزة نوبل للآداب؟)،
فقال وكنا نتناول العشاء في فندق المنزل بدبي:
(بكل تأكيد يا ناصر، فهو أعظم روائي عربي على الإطلاق، ولكن)…
فاشتعل فضولي، وعدت أسأله: (ولكن ماذا يا أستاذ؟)، فأجاب بعد أن مسح راحته من بقايا الطعام وأشعل سيجاره المشهور:
(كنتُ أفضل أن تمنح أول جائزة لنوبل لشاعر عربي، وليس لروائي، فنحن العرب معروفون بالشعر، فهو الفن الذي ابتكرناه وطورناه).
* الصورة: مع أدونيس في مكتبي بمجلة دبي الثقافية في أكتوبر/ عام 2007.