آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا يخافون من توقيع السلام مع القائد (الحلو )؟؟

لماذا يخافون من توقيع السلام مع القائد (الحلو )؟؟

بقلم: بشرى أحمد علي

بدأ القلق والهم يساور الموقعين على اتفاق جوبا بعد تسرب معلومات أن الفريق برهان قرر كسر الجمود في التفاوض وقد التقى بالقائد الحلو في مدينة جوبا، مصدر القلق ان تلك الحركات اختصرت عملية السلام في النزوح بسلاحها نحو الخرطوم والإقامة في الفنادق والضخ في وسائل الإعلام.

وقد أهملت سكان المناطق التي زعمت انها حاربت من أجلهم ، وبالأمس ، وبينما كان المارشال مناوى يقيم حفل المرطبات في الحديقة الدولية سقط عدد من الشهداء في دارفور على خلفية الصراع العرقي الذي كان يغذيه نظام البشير في السابق ، ورحل البشير ليرث حميدتي عرش الصراعات وسباق محموم للسيطرة على مناجم الذهب ، في عام 92 كلف الراحل قرنق الجنرال الحلو لدعم حركة الشهيد داوود يحي بولاد لإطلاق شرارة الثورة في جبل مرة ، ولكن تلك العملية لم تنجح بسبب خيانة الرفاق ولوجود نفر من أبناء دارفور في مركب الإنقاذ ، إنتهت تلك العملية بأسر وإستشهاد المعلم داوود يحي بولاد وبقى الحلو الصامت الأكبر حول ما جرى في تلك الحقبة.

ونحن ندرس صفحة الحلو النضالية يجب علينا قراءة كل صفحات تاريخ نضال منطقة جبال النوبة ، فعندما انقمست الحركة الشعبية بين جناحي قرنق ورياك مشار بقيت بندقية جبال النوبة موحدة ونازلت نظام البشير ، وعندما قرر البشير تقسيم السودان وفصل الجنوب حتى يستفرد بمنطقة جبال النوبة قبل القائد الحلو النزال.

وجرب الجنرال حميدتي غزو جبال النوبة وهو يستخدم القبائل المتحالفة معه في كردفان ، ولكن قواته لقيت مصير قوات هكس باشا واندحرت ولم تعيد الكرة ، سقط البشير عن طريق ثورة شعبية ، وحدث فراغ في الخرطوم ولكن الحلو ظل متمسكاً بمبادئه ولم يهرع لفنادق الخرطوم كما فعل غيره ، بل بقى بين السكان وهو يبني المدارس والمستشفيات.

وتُعتبر جبال النوبة هي المنطقة الوحيدة المستقرة في السودان وتصلح لكتابة عنوان عريض عن الوحدة والتماسك المجتمعي ، وقد أدرك الفريق برهان ان الذين وقع معهم اتفاق جوبا ليسوا إلا مجرد مرتزقة ولا يمثلون مدرسة فكرية ، وهي ايام حتى تواجه حركاتهم الإنشقاق فيصبحوا قادة بلا جنود .

الفريق برهان قابل الحلو لأنه أدرك أن الخطوط الحمراء التي رسمها حزب المؤتمر الوطني لم تعد موجودة ، وطموح الفريق برهان في الوصول إلى السلطة لن يكتمل وبندقية الحلو مرفوعة ، وذلك لأن الحركة الشعبية في جبال النوبة لم تأتي من ليبيا أو تشاد ، بل هي حركة سودانية أصيلة وتملك رصيد نضالي وتملك ثقل دولي في الخارج.

وجود القائد الحلو في ميزان السلام هو انتصار لسياسة الدكتور حمدوك ، فتوحيد ما تبقى من الوطن يتطلب التنازل عن بعض الشعارات التي تسببت في فصل الجنوب ، ومن ينادى بتلك الشعارات يقيمون ايضاً في فنادق تركيا وليس لهم وزن في الداخل.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.