آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: كلمات .. وحروف .. وعظة .. والموت حق

كلام بفلوس: كلمات .. وحروف .. وعظة .. والموت حق

بقلم: تاج السر محمد حامد

لم أكن أنا الكاتب بل أحببت أن أنشرها على أوسع نطاق ليقرأها الجميع وتكون عظة لأمة محمد

صل الله عليه وسلم .. أدمعت عيناى وأنا اقرأ فى كلماتها وحروفها التى تمزق أنياط القلوب ..

فكلنا ذاهبون حينما يحين موعد إقلاع رحلة كل منا ولن يبقى إلا وجهه الكريم . إقرا بتمعن وهدوء

عزيزى القارئ وتمهل ولا تستعجل فى القراءة .

قبل وفاة الرسول بـثلاثة أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان فى بيت السيدة ميمونة فقال “أجمعوا

زوجاتى” فجمعت الزوجات ..فقال النبي “أتأذنون لى أن أمرض فى بيت عائشة ؟ فقلن “نأذن

لك يا رسول الله” .. فأراد أن يقوم فما أستطاع فجاء على بن أبى طالب والفضل بن العباس

فحملا النبي وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على

هذا الحال لأول مرة ..فبدأ الصحابة فى السؤال بهلع : “ماذا أحل برسول الله ماذا أحل برسول

الله؟” .

فتجمع الناس فى المسجد وأمتلأ وتزاحم الناس عليه .. فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزارة ..

فقالت السيدة عائشة “لم أر فى حياتي أحداً يتصبب عرقاً بهذا الشكل .. كنت آخذ بيد النبى

وأمسح بها وجهه .. لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي .. فأسمعه يقول “لا اله إلا الله .. إن

للموت لسكرات” .. فكثر اللغط فى المسجد إشفاقاً على الرسول فقال النبي “ماهذا ؟”

فقالوا : يا رسول الله يخافون عليك ..فقال “إحملونى إليهم” .. فأراد أن يقوم فما إستطاع فصبوا

عليه سبع قرب من الماء حتي يفيق ..فحمل النبي وصعد إلى المنبر .. فكانت آخر خطبة لرسول

الله وآخر كلمات له .. فقال النبي “أيها الناس كأنكم تخافون عليّ”

فقالوا : نعم يا رسول الله.. فقال “أيها الناس .. موعدكم معي ليس الدنيا .. موعدكم معي عند

الحوض ووالله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا .. أيها الناس والله ما الفقر أخشي عليكم ولكني

أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم .. فتهلككم كما أهلكتهم .

أيها الناس .. الله الله فى الصلاة .. الله الله فى الصلاة .. أيها الناس .. اتقوا الله فى النساء .. اتقوا

الله فى النساء .. اوصيكم بالنساء خيرا .. أيها الناس .. إن عبداً خيره الله ما بين الدنيا و ما عند

الله .. فاختار ما عند الله ..”فانفجر أبو بكر بالبكاء وعلا نحيبه ووقف وقاطع النبي : فديناك بآبائنا ..

فديناك بأمهاتنا.. فديناك بأولادنا .. و بأزواجنا فديناك بأموالنا .. وظل يرددها فنظر الناس إلى أبي

بكر كيف يقاطع النبي فأخذ النبي يدافع عن أبى بكر قائلاً “أيها الناس .. دعوا أبا بكر فما منكم

من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به .. إلا أبا بكر ! لم أستطع مكافأته فتركت مكافأته إلى

الله عز وجل .. كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبى بكر لا يسد أبداً ..أواكم الله حفظكم الله

.. نصركم الله .. ثبتكم الله .. أيدكم الله .. أيها الناس .. أقرأوا مني السلام و كل من تبعنى من

أمتى إلى يوم القيامة .. وحمل مرة أخرى إلى بيته .

وبينما هو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبى بكر وفى يده سواك .. فظل النبي ينظر إلى

السواك ولكنه لم يستطع أن يطلبه من شدة مرضه ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي ..

فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي .. فلم يستطع أن يستاك به فأخذته من

النبي وجعلت تلينه بفمها و ردته للنبي مرة أخرى حتى يكون طرياً عليه فقالت “كان آخر شىء

دخل جوف النبي هو ريقي فكان من فضل الله عليّ أن جمع بين ريقى و ريق النبي قبل أن

يموت ..ثم دخلت فاطمة بنت النبي .. فلما دخلت بكت لأن النبي لم يستطع القيام لأنه كان

يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه .. فقال النبي “أدنو مني يا فاطمة” فحدثها النبي فى أذنها ..

فبكت أكثر ! فلما بكت قال لها النبي “أدنو منى يا فاطمة” فحدثها مرة أخرى فى اذنها ..

فضحكت ! بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي؟ فقالت : قال لي فى المرة الأولى “يا فاطمة،

إنى ميت الليلة” فبكيت .. فلما وجدنى أبكِ قال “يا فاطمة .. أنتِ أول أهلي لحاقاً بي فضحكت ..

تقول السيدة عائشة : ثم قال النبي : “أخرجوا من عندي فى البيت” وقال “أدنو مني يا عائشة”

فنام النبي على صدر زوجته ويرفع يده للسماء ويقول “بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى”

تقول السيدة عائشه : فعرفت أنه بخير !

ودخل سيدنا جبريل على النبي وقال : يارسول الله .. ملك الموت بالباب يستأذن أن يدخل عليك

وما استأذن على أحد من قبلك .. فقال النبي “ائذن له يا جبريل”فدخل ملك الموت على النبي ..

وقال : السلام عليك يا رسول الله .. أرسلنى الله أخيرك.. بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله

.. فقال النبي “بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى” ووقف ملك الموت عند رأس النبي وقال

“أيتها الروح الطيبة روح محمد بن عبد الله أخرجى إلى رضا من الله و رضوان و رب راض غير

غضبان” .

تقول السيدة عائشه : فسقطت يد النبي وثقلت رأسه على صدري فعرفت أنه قد مات .. فلم

أدر ما أفعل .. فما كان منى غير أن خرجت من حجرتي .. وفتحت بابي الذي يطل على الرجال

فى المسجد وأقول : مات رسول الله .. مات رسول الله تقول: فانفجر المسجد بالبكاء .. فهذا

علي بن أبى طالب أقعد فلم يسطع ان يتحرك ! وهذا عثمان بن عفان كالصبى يؤخذ بيده يمنه

ويسرى ! وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه .. إنه ذهب

للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه وسيعود وسأقتل من قال أنه قد مات..! أما أثبت الناس

فكان أبوبكر الصديق رضى الله عنه دخل على النبي واحتضنه وقال : وآآآ خليلاه .. وآآآ صفياه وآآآ

حبيباه وآآآ نبياه وقبل النبي وقال : طبت حياً وطبت ميتاً يا رسول الله .. ثم خرج يقول “من كان

يعبد محمداً فإن محمداً قد مات .. ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت .

وأخيرا .. ألم أقل لكم أنها تقطع أنياط القلوب.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.