آخر الأخبار
The news is by your side.

طلب التحاق… بقلم: محجوب العليابي

طلب التحاق … بقلم: محجوب العليابي

ها أنا ، و أنا أخطو حثيثا نحو الخمسين أجد للقلق الذي يسكنني هدهدة.
أول ما عرفته عن نفسي أنني لا أقبل الفوقية و لا الوصاية، و أن خطأ رأيي يستبين بالحجة و النقاش لا الإملاء .
لم تنجح هزائمي المتكررة أمام طوفان ( العوج) الذي استباح مفاصل الوطن مذ وعيت عليه في دفعي للبحث عن نصير يفرض علي التبعية العمياء إتاوة لدعم مواقفي فمضيت أصارع عن قناعاتي و عيناي لا تكفان عن البحث عما تتزن به المعادلة ( نفس نفور عن القيود و كيان يتسع لها فتتقوى به) .

تلفت كثيرا فوجدت ( قفطانا و عمة) عملا على سجن الشعب في هالة تقديسهما و القداسة عندي للفكرة لا الشخوص، ساهم ذلك مع بعض معايشة و كثير قراءة لتاريخهما السئ في إدارة الوطن في الفترات التي تسنى لهما ذلك إلى جعلهما خارج حساباتي .
اليمين المعتدل و المتطرف كفكرة لم أنسجم معه فما بيني و الله يخصني وحدي، حتى على مستوى التصوف و السلوك ما وجدت حاجة لواسطة بيني و ربي، ذلك على مستوى الفكرة أما على مستوى التطبيق فثلاثية العقود البائسة و حتى لا ( يزعل) صديقي محمد جعفر أربعة العقود منذ مصالحة ١٩٧٧ كافية جدا لتبيان خطل فكرة الحكم باسم الله .

و تلفت مجددا فوجدت يسارا يحمل أدبيات مست شغاف الروح و أفكارا في جرأتها و سعيها لتحرير الإنسان بإخراجه من ضيق الأشخاص إلى سعة الفكرة، ما يستفز العقل و في انحيازه إلى المستضعفين ما يزكي النفس فأصبح هواي يساريا عبر عن ظهوره سؤال طالما سُئلته  إنت شيوعي يا زول) ؟

فأجيب بالصدق كله : تهمة لا أنفيها و شرف لا أدعيه و ساعد على ذلك أصدقاء أعزاء أضافوا إلي الكثير، بيد انه ظل هوى لم يتبعه انتماء لأنني لم أك مطمئنا إلى احتمالهم طبعي المذكور عاليه و الذي لا أجدني مستعدا للتنازل عنه .

ثمة أحزاب أخرى – لا أعني بها أحزاب الفكة أو تلك الناتجة عن فقه التوالي الترابي أو المنشطرة بفعل الخبث الكيزاني الذي دغدغ الطموحات الشخصية لقادتها إضعافا للمعارضة الضعيفة أصلا – و إنما أعني أحزابا مثل البعث العربي الاشتراكي و الذي – للأمانة – لم أطلع على إنتاجه الفكري لأنه كسول في المخاطبة لكن اسمه كان كافيا لجعله بعيدا عن اهتمامي فدعوته لا تتفق مع طبيعة السودان المتنوع ، أما حزب المؤتمر السوداني فقد عاصرت و عايشت ذراعه الطالبي في الجامعة و رأيت كم هو مخترق من الأحزاب كافة .

حين بدأت أستيقن انه كتب علي أن أظل جوادا نافرا شاردا و سيفا يتيما لاحت في الأفق حركات الكفاح المسلح.

لا أنكر أنني وقعت في أسر الآلة الإعلامية للنظام البائد و التي تفننت في تشويهها و وصفها بالعمالة و الارتزاق و التمرد…. الخ

( غباش) الرؤية كان بفعل قلة المصادر بالنسبة إلي مع ميل فطري عندي للنأي عن العنف و القتال و الذي رأيت أنه خصم كثيرا من قدرات الوطن على الانطلاق ( كنت أعرف أن الكيزان لصوص و لكن خيالي لم يبلغ المستوى الذي كشفته لجنة إزالة التمكين) مقروءا ذلك مع الحديث عن الهامش و قناعتي أن كل شبر خارج القصر الجمهوري هامش.

غيضت لي ظروف النضال ضد الكيزان الجدد التعرف على بعض الرفاق و من خلالهم عرفت الحركة الشعبية لتحرير السودان / شمال بقيادة الرفيق مالك عقار و نائبه الرفيق ياسر عرمان و فتح لي ذلك باب التفكير و التفكر في أهداف الحركة و مقاصدها
عرفت أن الحركة حملت السلاح حين لم يك من حمله بد و تابعت عن كثب حرصها على إطلاق حمائم السلام لتملأ الفضاء رفرفة و هديلا و الأرض اخضرارا بعد أن ملئت عويلا .

و قرأت …
رؤية متكاملة لسودان جديد تنوعه مصدر ثراء لا شقاق، ثقافاته و لغاته و معتقداته تكمل بعضها لا يعلو بعضها بعضها .
هويته كما قال محمد عبد الحي :

( من بلاد العرب؟
لا
من بلاد الزنج؟
لا
أنا تائه منكم عاد يغني بلسان
و يصلي بلسان)
قرأت ما يحتفي بالإنسان لكونه إنسانا
قرأت ما يحتفي بالمرأة و يذب عنها محاولات التهميش و غمط الحقوق.
قرأت ما يؤسس لسودان سمح و متسامح يلبى طموحات شعب يستحق الحياة .
عليه أكتب إلى:

الرفيق مالك عقار و نائبه الرفيق ياسر عرمان ما يلي :

هذا أنا محجوب العاليابي أجد بطلبي الذي أقدمه للالتحاق بركبكم هدهدة فهل أجد له بالقبول سكونا؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.