رصاصة في ليلة فرح
رصاصة في ليلة فرح
عطبرة : عبدالرحمن الكيال
في إحدى قرى الريف، كانت “ليلة العرس” التي طال انتظارها قد بدأت. الزينة تملأ المكان، والزغاريد تشق السماء، وقلوب الجميع ترفرف بالفرح. العريس “سامي” شاب معروف بدماثة أخلاقه، وكان أهالي القرية سعداء له وكأن الفرح يخصهم جميعًا.
وسط الزحام والبهجة، قرر أحد الحاضرين أن “يعلن الفرح” بطريقته الخاصة. رفع سلاحه وأطلق رصاصة في الهواء. ثم تبعه آخر، وثالث، حتى صارت السماء تمطر رصاصًا بدلًا من نجوم.
في لحظة، صرخة عالية قطعت صوت الطبل والموسيقى… سقط الطفل “مهند”، ابن الجيران، أرضًا والدم يسيل من كتفه الصغير. لم يكن يحمل سوى بالون ملون، وكان يركض في ساحة الفرح يلعب.
عمّ الارتباك، وتحول الفرح إلى بكاء. نُقل مهند إلى المستشفى، وتوقّف الحفل. العريس جلس على الأرض مذهولًا، يردّد بصوت مكسور: “كنت أحلم بليلة لا تُنسى، فصارت ذكرى لا تُغتفر.”
تعافى مهند لاحقًا، لكن الرصاصة تركت أثرًا في جسده… وفي قلب كل من حضر تلك الليلة.
ومنذ ذلك اليوم، تعاهد أهل القرية على ألا يُرفع سلاح في أي مناسبة. صاروا يفرحون بالرقص والزغاريد والدفوف، لا بالرعب والرصاص.
وبقيت قصة “رصاصة في ليلة فرح” تُروى جيلًا بعد جيل… لا لشيء، إلا لتذكيرهم بأن الفرح لا يحتاج إلى سلاح.
معا لدعم مبادرة أفراح بدون سلاح.