بعد توقيع بومبيو … السودان لم يعد إرهابيًا
كتب: جعفر عباس
كتبت السفارة الأمريكية في الخرطوم في صفحتها في فيسبوك قبل قليل أن وزير الخارجية الأمريكي وقع إشعارا يقضي بإلغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب ليصبح ساريا اعتبارا من اليوم 14 ديسمبر 2020، وذلك بانقضاء مهلة الـ 45 يوما التي كان يجوز فيها للكونغرس الاعتراض على القرار او تعطيله.
ومن حقنا في السودان ان نفرح لذلك بعد ان ظللنا نخضع لعقوبات اقتصادية قاسية لأكثر من ربع قرن، بعد ان سمحت عصابة الكيزان لمنظمات إرهابية بتنفيذ أنشطتها انطلاقا من الأراضي السودانية، ثم حاول علي عثمان ونافع اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في اديس ابابا، فكان ان دفع السودانيون وما زالوا يدفعون ثمنا غاليا، فقد حرمت العقوبات البلاد من المنح والقروض، والتعامل مع النظام المصرفي العالمي وهو ما ساعد افراد تلك العصابة في العمل في مجال غسل الأموال ونهب المال العام بعيدا عن ضوابط الشفافية المالية المتعارف عليها دوليا.
والجانب الأكثر إيجابية لهذا القرار هو انه يعطي السودان الحماية السيادية وبهذا لن يستطيع أي طرف مقاضاة السودان كدولة في أي أمر، وكان بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي يطالبون بان يدفع السودان تعويضات مليارية لضحايا 11 سبتمبر 2001، الذين هلكوا عندما نسف تنظيم القاعدة برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك، باعتبار ان السودان هو مسقط رأس تنظيم القاعدة.
وبموجب هذا القرار يصبح السودان مؤهلا للمطالبة بإلغاء قسم كبير من ديونه الخارجية (62 مليار دولار) وجدولة قسم منها. كما سينفتح الباب امام البنوك السودانية للتعامل مع البنوك الأجنبية ويصبح تحويل الأموال من والى السودان عبر البنوك متاحا ومباحا، كما سيتم رفع قيود السفر المشددة على السودانيين.
من حقنا ان نحتفي بالقرار، وأن نأمل في ان تكون الحكومة والمؤسسات المالية مستعدة لاستثماره بما يعود على المواطن ببعض الخير.
