باقة إلى روح والدي (المغفور له بإذن الله) عثمان الكيال وغدا مرور ثلاثة أعوام على رحيله
باقة إلى روح والدي (المغفور له بإذن الله) عثمان الكيال وغدا مرور ثلاثة أعوام على رحيله
أم الطيور : عبدالرحمن الكيال
غدا تمر ثلاثة أعوام على رحيل والدي عثمان محمد عبدالرحمن الكيال (يرحمه الله) وأهدي لذكراه هذه الباقة التي كتبتها كمدير لتحرير صحيفة مجاز الصادرة عن مبادرة التحول الرقمي للمعلمين في ظل ظروف الحرب والنزوح فى السودان.
الكتابة تتطلب جرأة وحكمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعليم الأساتذة وإيصال الأفكار بأسلوب دقيق ومنظم. هذه الكتابة لا تخلو من التحديات التي تأتي مع التزامنا بتقديم محتوى غني ومتقن، بعيدًا عن الأخطاء الإملائية أو التعبير غير الدقيق.
وها أنا اليوم أكتب في هذه الإصدارة الحديثة التي آمل أن تتوسع لتغطي جميع أنحاء السودان بعد أن يرحم الله بلادنا بالأمن والاستقرار. كانت فرصة رائعة أن أكون جزءًا من هذه المبادرة التي تهدف إلى تحويل الحياة التعليمية والعملية في السودان من خلال التحول الرقمي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا. كان من دواعي سروري أن أُكلف بمهمة مدير التحرير لهذه الإصدارة، وهو أمر دفعني للتساؤل: كيف يكتب الصحفيون مقالاتهم يوميًا؟ ومن أين يجدون موادهم؟ لكن التجربة في حد ذاتها كانت مصدر إلهام وتحدٍ في ذات الوقت.
وقبل أن أبدأ في التحدث عن مبادرة التحول الرقمي للمعلمين في ظل ظروف الحرب والنزوح، أتوجه بالترحم على روح والدي، الذي كان له الفضل الأكبر في تعليمي وإلهامي. كان دائمًا يؤمن بأن التعليم هو المفتاح لتحقيق الأفضل في الحياة، وكان يعبر لي عن ذلك من خلال ممارسته اليومية في الزراعة، موضحًا أن التعليم أسهل وأكثر فائدة من العمل في الأرض. “أنت متفوق في دراستك، فالأفضل لك أن تستمر في التعليم بدلاً من العمل في الزراعة التي تتطلب مجهودًا بدنيًا شاقًا.”
رحمك الله، أبي. كنت أتمنى أن أتمكن من قراءة هذا المقال عليك اليوم، وأن أستمع إلى رأيك، لكنني سأكتب اسمك هنا تكريمًا لك ووفاءً لما قدمته لي.
وأتوجه بالشكر والدعاء لأمي، فهي من علمتني أساسيات الحياة.
وفى خطوة جريئة وغير مسبوقة ، أطلق مركز AfricaHRD للتدريب مبادرة “التحول الرقمي لتدريب المعلمين في السودان”، في ظل التحديات الناجمة عن الحرب والنزوح.
تأتي هذه المبادرة إستجابة لأهمية التعليم، الذي يمثل أولوية لكل أسرة سودانية، ويهدف إلى تمكين المعلمين من مواصلة عملهم التعليمي بإستخدام الأدوات الرقمية في ظل الظروف الإستثنائية.
وتركز المبادرة ، على تحويل المعلمين إلى قادة في مجال التعليم الرقمي، وتعزيز مهاراتهم عبر برامج تدريبية متخصصة.
كما تسعي المبادرة ، لتوفير بيئة تعليمية رقمية متكاملة من خلال إشراك الأسرة والمجتمع والدولة في دعم هذا التحول.
ومن أهم الأهداف التي ستحققها المبادرة ، تمكين المعلمين من الأدوات والتقنيات الرقمية المتقدمة، وتدريبهم على استخدام برامج التعاون ومنصات التعليم عن بعد مثل Google Meet، Zoom، Telegram، وClassroom، مع توفير دعم تقني مستمر.
ومثل هذه التدريبات ، لاشك أنها ستسهم في تعزيز الإبتكار في طرق التدريس وتوفير حلول مبتكرة للتعليم في ظل الأزمات.
المبادرة مفتوحة لجميع المعلمين في السودان، مع إعطاء أولوية للمعلمين المتأثرين بظروف الحرب والنزوح، كما أن التسجيل متاح عبر الموقع الإلكتروني أو صفحة المركز على فيسبوك:
https://www.facebook.com/africahrd/
للمبادرة أو من خلال التواصل مع فريق الدعم ، مع مجانية كاملة للدورات التدريبية للمسجلين والمنضمين كجزء من دعم المعلمين خلال هذه الظروف الصعبة، بالإضافة إلى وجود برامج تدريبية مستدامة تضمن استمرار تطوير مهاراتهم الرقمية.
وقد إنطلقت المرحلة الأولى من التدريب ، والتي تعنى بمهارات وطرق الوصول أو (الاتصال والتواصل) access connect and communication.
وتتواصل مراحل المبادرة والدورات التدريبية تباعا بمشيئة الله تعالي.