آخر الأخبار
The news is by your side.

الدكتورة لجين: بين مسؤوليات الأسرة ورسالة الطب

الدكتورة لجين: بين مسؤوليات الأسرة ورسالة الطب

الخرطوم: سوداني بوست

في إحدى مستشفيات الخرطوم، وقفت الدكتورة لجين أمام سرير مريضها، تتابع حالته بعناية. كانت منهكة بعد ساعات طويلة من العمل، لكن لم يكن أمامها خيار سوى الاستمرار. فالمرضى في انتظارها، والمسؤولية كبيرة، والطوارئ لا تعرف الراحة.

الصراع بين العمل والمنزل
لكن التحدي الأكبر لم يكن فقط في المستشفى، بل في منزلها أيضًا. لجين لم تكن مجرد طبيبة، بل أمًا لثلاثة أطفال وزوجةً لرجل يعمل في قطاع الأعمال. كان عليها أن توازن بين سهرها الطويل في المستشفى وسهرها مع أطفالها المرضى في المنزل، بين مناوباتها في الطوارئ وطهي العشاء لعائلتها، بين مسؤولياتها كطبيبة ورسالتها كأم.

نظرة المجتمع والتوقعات الثقيلة
لم يكن المجتمع رحيمًا معها دائمًا. كان البعض يلومها: كيف تترك أبناءها لهذه الساعات الطويلة؟، كيف تستطيع امرأة أن تتحمل كل هذا الضغط؟، لكن لجين كانت تعلم أن الطب ليس مجرد وظيفة، بل رسالة. كانت ترى في كل مريض تعالجه دليلًا على أهمية ما تفعله، وكانت تؤمن أن أبناءها سيفهمون يومًا ما أنها لم تكن غائبة عنهم بإرادتها، بل كانت تقاتل على جبهتين: إنقاذ الأرواح، ورعاية أسرتها.

تحديات الحرب ونقص الموارد
مع اندلاع الحرب، ازداد العبء على لجين. نقصت الأدوية، امتلأت المستشفيات بالجرحى، وأصبح الأطباء في الخطوط الأمامية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كانت المناوبات أطول، والإرهاق أشد، والخطر أكبر، لكنها لم تفكر يومًا في التوقف.

الأمل وسط الفوضى
كانت تعلم أن يومًا ما، ستجلس مع أبنائها وتحكي لهم عن تلك الأيام الصعبة، عن الليالي التي نامت فيها على كرسي المستشفى، عن الأطفال الذين أنقذتهم، عن الألم الذي رأته، والأمل الذي زرعته. كانت تؤمن أن رسالتها تستحق كل هذا العناء، وأنها رغم كل الصعوبات، كانت تكتب قصة صمود لن ينساها أحد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.