آخر الأخبار
The news is by your side.

إستقالة حمدوك والطريق الثالث.. نهلة أبو نورة

إستقالة حمدوك والطريق الثالث

بقلم: نهلة ابونورة

رغم أن الاستقالة كانت متوقعة حسب ما كان يَرشح من أخبار إلا ان المجتمع الدولي و بعض العقلاء في الداخل بذلوا قصارى جهدهم لاثناء الرجل عن الاستقالة.

د. حمدوك وافق على تأجيل قرار استقالته في انتظار ما تخرج عنه جهود الوطنيين و المجتمع الدولي ودول الاقليم لإخراج وثيقة للتوافق المدني يتم بموجبها تنظيم العمل و التعاون خلال الفترة المتبقية من عمر الحكومة.

الانتقالية إلى حين قيام الانتخابات . وما لا يعلمه الكثير من السودانيين هو أنه كان بالأمس اجتماع للقوى للمدنية لبلورة ميثاق مدني حزبي وكان حمدوك يأمل في النجاح والوصول لتوافق حزبي يسهل عليه إدارة البلاد بصورة توافقية ….الا انه وخلال ساعات ما بعد المساء انتهى الاجتماع بموافقة نسبة من الأحزاب واعتراض عدد من الأحزاب على ميثاق التوافق وكان هذا الأمر بمثابة القشة التي كان يتكيء عليها حمدوك وانكسرت… لذا لم يجد الرجل بداً غير إعلان استقالته التي كانت هي أساساً معدة وتنتظر لحظة الإعلان. 

حتما استقالة حمدوك لن تمر مروراً سهلاً وسلسلاً في دولة تتجاذبها المصالح السياسية الداخلية و الخارجية و تعج بالحركات المسلحة داخل العاصمة و خارجها وأحزابها السياسية لا تقف على مسافة واحدة من معسكر العسكر ولا يجمع بين احزابها الحد الأدنى من التوافق المبدئي لرسم سياسة تحدد مسار الدولة ما بعد استقالة حمدوك. 

في رأيي الخاص ان الدولة السودانية وفي إطار الزخم الشعبي العارم في الشوارع والوجود العسكري الرسمي و المليشي فإن الدولة ستواجه ثلاث خيارات لا أكثر :

الأول : هو قيام انقلاب من داخل القوات المسلحة ونبدأ من مرحلة الصفر مثلما بدأنا يوم سقوط البشير ولكن قد تتغير آليات وأدوات التعاون العسكري المدني هذه المرة في حالة نجاح الانقلاب القادم .

الثاني : هو أن تنزلق البلاد لفوضى شاملة تنتهي لحرب أهلية لا تستثني احداً ويشارك فيها الجميع اثنيا وعقائدياً وسياسياً .

الثالث : هو أن يقتنع المجتمع الدولي بضرورة استمرار البرهان لحفظ الأمن والسلم القومي للبلاد والإقليم و المنطقة ويقدم له الدعم وفي ذات الوقت يستطيع البرهان اسكات الشارع والتأثير على قوة وحجم المليونيات الشبابية رغم صعوبة الأمر.

 وهو ما قد يحتاج منه لمزيد من العنف الذي سيسكت عليه المجتمع الدولي كما سكت على عنف السيسي عند ضرب ميدان رابعه العدوية وذلك في سبيل القضاء على الاخوان والتوترات وعودة مصر للاستقرار الامني والسياسي.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.