آخر الأخبار
The news is by your side.

أن تكون شبور قوج … بقلم: قور مشوب

كل المعطيات كانت تُشير، إلى أن شبور قوج، رئيس إتحاد جنوب السودان لكرة القدم، السابق، لم يعد له وجودٌ على الساحة، بالنسبة لي، على الأقل. لقد مضى وقتٍ طويل على آخر مرة أثار فيها ظهوره ضجةً. هذا بدا حقيقياً، بالفعل.
فقط، الأيام الماضية، وضعت حداً لذلك. من عزلته الطويلة، عاد شبور، بشكلٍ مفاجيء. لكن، ما كان مُثيراً للجدل، ليس عودته فحسب، بل الصفة التي عاد بها: زميل. في ظروفٍ أخرى، كانت عودته، لتُثير الكثير من الجدل، بالتأكيد. لكن، الساحة الرياضية لن تتحمل أكثر من ذلك: إعتداء على صحفي رياضي، إنجاز الأولمبي، خوض الهلال واو والمريخ جوبا لمباراتيهما، في الأبطال والكونفدرالية، على التوالي.

***
مع ذلك، فإن عودته ليست حدثاً عادياً، يمكن تجاهله، بسهولة. لا، فهو، كان رئيساً للإتحاد لـستة أعوام. لذا، إطلاقاً، لا يمكنك أن تجد اسمه أمامك، وتتجاهله! حقاً، ليس بهذه الطريقة، يتم التعامل، مع هذا الوضع. وحده، اسمه، يُثير الجدل، ويلفت الأنظار إليه، أينما يوجد. هذه ليست فرضية، لا، بل، هذه حقيقة مطلقة، مثبتة، مجربة، وغير قابلة للنفي.
لهذا، فإن عودته، تُثير الكثير من التساؤلات: لماذا عاد؟ هل لديه ما يُقدمه لكرة القدم؟ هل هناك إضافة سيُقدمها، لنا، في هذا المجال؟ هل يستطيع الإستمرار، في هذا الطريق، الذي إختاره؟ من وحي ظهوره الأخير، تستطيع الخروج، ببعض الإستنتاجات، للإجابة عن بعض هذه الأسئلة، أما المتبقية، فإن الزمن، وحده، كفيل بالإجابة عنها.

***
لأن الإنطباع الأول، غالباً، يدوم لفترةً طويلة، فإنني، حتى الآن، لا أصدق ما رأيته: شبور كاتباً! كيف حدث هذا؟ غريب، حقاً، وما هذا التحول؟ هذا آخر ما كنتُ أتوقعه. ببساطة، لأن شبور، طوال فترة رئاسته للإتحاد، لم يُعادي أحد، مثلما عادى الصحافة والصحفيين: طرد، بلاغات، سجون، إهانات، هجوم وآخر مضاد، ..إلخ. بإختصار، لقد كان يعتبر الجميع: أعداءً.
بعد كل هذا، ها هو، اليوم، يدخل هذا الوسط. بالفعل، لقد بدأ الكتابة، في الشأن الرياضي، لصالح صحيفة «ذا ستار سبورتس» الرياضية الإلكترونية، مؤخراً. لا أعرف، مقدار الجهد الذي بذلته إدارة الصحيفة، لإقناعه، بالكتابة لها. لكن، هذا، إطلاقاً، ليس محور النقاش.

***
والآن، بالعودة إلى مقاله الأول في الصحيفة، بعنوان «كرة القدم ومعوقات التطور»، تفوح منه، بوضوح: رائحة الثأر، الإنتقام، التشفي، والسخرية. هذا، ما يبدو لي. الحقيقة، إن مقاله بالكامل، هو دليل إدانة ضده. فهو، يتحدث، وكأنه لم يكن رئيساً للإتحاد؟! هنا، قبل كل شيء، أود التوضيح بأن هذا: ليس دفاعاً عن الإتحاد الحالي، وإن بدا غير كذلك.
بالنسبة لي، لا زلتُ أكتُب، من ذات موقعي السابق المستقل، أقف على مسافةً واحدة من الجميع. فقط، نقطة الإختلاف الوحيدة، حالياً، هي أنني غير متابع جيداً للنشاط الرياضي في البلاد، ولا أهتم به، كثيراً، مثل السابق، إلا، فيما ندر.
ما كنتُ أتوقعه، أن شبور عاد، لتغيير الصورة السلبية السائدة عنه، لتوجيه النصح والإرشاد للإتحاد، الحالي، من منطلق إنه الرئيس السابق. لكنه، يكتب لغرض غير ذلك، يُمارس عاداته القديمة: يُهاجم، ينتقد، يسخر، لا يتردد ولا يتوارى في إطلاق الإتهامات جذافاً، ولا يجد أدنى حرج في القذف بأغلظ الألفاظ، ليس أقلها: متملق، وما إلى ذلك.
لذا، تستطيع القول، بكل ثقة، بأن الإستمرار في هذا الطريق: رهان فاشل. ما كتبه شبور، كان سيكون مفهوماً، بالتأكيد، إذا صدر من شخصٌ آخر. لكن، منه، كيف تتوقع أن ينجح أحد، في عامين، في فعل ما فشلت فيه أنتَ، في ستة أعوام؟ كيف؟

***
بالطبع، كل هذا، لا يُقلل من شأن شبور، إطلاقاً، في شيء. فهو، له إسهاماته الرياضية، سواء إتفقنا أو إختلفنا، في ذلك. لذا، وبإعتباره رئيساً سابقاً للإتحاد، لا بد من إن وجوده، هنا، يعني الكثير، ويُعتبر إضافةً لهذا المجال: الكتابة. حتماً، لا بد وإن لديه شيئاً، ليُقدمه لنا، وللرياضة، وإلا، لما سلك هذا الطريق الشائك، منذ البداية.
إذن، ماذا تبقى؟ الترحيب به، ودعوة الجميع للسير على ذات النهج، لأن الرياضة، حالياً بالتحديد، تحتاج الجميع.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.