آخر الأخبار
The news is by your side.

قضايا إعلامية  … بقلم: عبدالله ابو صيام  .. طوق نجاة للناس من مؤسسات الإعلام

قضايا إعلامية  … بقلم: عبدالله ابو صيام  .. طوق نجاة للناس من مؤسسات الإعلام

تتحرك المؤسسات الإعلامية وفق أولويات تحددها إدارة المؤسسة خاصة من يملكون وسائل تمويل المؤسسات من مستثمرين ومعلنين.

وعلى هذا الأساس تنتقي هذه المؤسسات ما يجب أن تنشره وما يجب أن يتم تجاهله أو قتل القضية إعلاميا من خلال ممارسة “التغطية على استحياء”.

وهنا تتعارض مصالح الناس مع مصالح الإعلام , فإن كانت المصلحة تلتقي مع مصالح الناس فستجد المؤسسة تدافع بضراوة عن مصالح الناس وتتبنى قضاياهم , وإن كان غير ذلك فتضرب مصلحة الناس بعرض الحائط  لترضي اللاعبين الكبار داخل المؤسسات.

من جهة أخرى جعلت المؤسسات معظم اهتمام الناس يصب في بضعة أفراد سياسيين , أو نشرت بينهم ثقافة الاستهلاك والهروب من الواقع المرير.

ولكي لا ننكر فضل بعض المؤسسات الإعلامية علينا , فكثير منها استطاعت أن تنقل لنا كثيرا من الأحداث وجعلتنا أمام الصورة ولكن , هل تنقل وسائل الإعلام الصورة كاملة للقضية أم الصورة التي تريد؟

إذا أخذت جولة بعيدة عن أضواء الإعلام ستجد تلك الفجوة بين مشاكل الناس , والمبدعين من الناس وبين النماذج والقضايا التي تنشرها المؤسسات , بل ويصل بك الحال إلى البؤس حينما تكون قريبا من الكوارث وتجد أن الإعلام يخبرك أنك بخير وجميع أمورك في السليم , أو أن تستخدم قضيتك لتكون شماعة لتشنيع الدول بين بعضها البعض!.

في قضية فض اعتصام السودان لم تستطع أي مؤسسة إعلامية أن تنقل لنا الحدث , وانتظرنا لمدة أكثر من شهر ولم نستطع أن نعرف شيئا واضح عما حصل هناك , وحينما عاد الإنترنت إلى الناس انفجرت المشاهد الفظيعة والتي استطاعت مؤسسة  ضخمة مثل البي بي سي أن تقوم بعمل تحقيق كامل وكان قد بني على ما التقطته كاميرات الناس وبعض الجنود للحدث.

وهنا نجد طوق النجاة , في الإنترنت خاصة مع تطور صحافة الموبايل التي جعلت كل شخص قادر على أن يقتحم صفوف الجماهير ويعبر عن ما يريد , حتى عن الأفكار التافهة التي لا وزن لها!.

صحافة الموبايل تمكنت من خلال رخص تكاليفها ومرونة استخدامها أن تطرح مفهوما جديدا في الإعلام , خاصة أن مهارات تعلمها سهلة ومتاحة , وأدواتها رخيصة وفي متناول الجميع.

فهل يستخدم الناس هذه الوسيلة لتكون طوق النجاة من مؤسسات الإعلام ويشكلون خطا دفاعيا صارما أمام ملاك المؤسسات الإعلامية؟ أم أن هذه المؤسسات ستستولي على صحافة الموبايل وتفرض رؤيتها على الناس وتلاحقهم داخل شبكات الانترنت؟

باختصار , أنصح جميع الناس بتعلم مهارات صحافة الموبايل , وهذا طوق نجاتهم.

 

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.