آخر الأخبار
The news is by your side.

بالمنطق  … بقلم: صلاح الدين عووضة  .. غشاشة !!

بالمنطق  … بقلم: صلاح الدين عووضة  .. غشاشة !!

ونعني الشاشة الفضية..
والمقصود بها – أصلاً – شاشات السينما..
ولكن شاشات الأنظمة الأُحادية تفوق الثانية هذه غشاً…وخداعاً…وتحريفاً للواقع..
وأيام الإنقاذ كانت الشاشة الرسمية غشاشة جداً..
وفوق ذلك مملة…وسمجة…وسخيفة ؛ بتسابق المسؤولين على بث غثائهم عبرها..
غثاء الكلام…والوعود…وحب الظهور..
فكل مسؤول يريد أن يظهر على الشاشة…حتى وإن لم يكن ظهورا مقروناً بخبر..
وباتت نشرات الأخبار بلا (أخبار)…محض رغي فارغ..
بدءاً بكبيرهم الذي يستقبل ويودع…وانتهاءً بصغيرهم الذي يفتتح مدرسة أساس..
ثم تُحشى النشرة بكلامهم…وكلام إدارة الأخبار..
ونعني بكلام إدارة الأخبار (لدى لقائه)…و(لدى تدشينه)…و(ولدى وصوله)..
وبلغت الشاشة قمة الانفصام أيام الإنقاذ الأخيرة..
فالنظام منفصم…وحزبه منفصم…وتلفزيونه منفصم…وبشيره أكبر المنفصمين..
بل إن البشير هذا كان أكبر كارثة بصرية..
ففي قمة انهيار الدولة…والجنيه…والمعيشة…والاقتصاد…كان يضحك ملء شدقيه..
ويصر على أن يتصدر سخيف أخباره المشهد..
فماذا يستفيد الناس من أسفاره…وضحكاته…وخطبه المملة…وهم في قمة العذاب؟..
والآن ذهب البشير – ونظامه – غير مأسوف عليهما..
وتوقعنا أن تكف الشاشة – الرسمية – عن الغش…والكلام…والـ (لا) أخبار..
فإذا بها تسير على المنوال ذاته…مع تبدل الوجوه..
وإذا بالإصرار على الظهور هو ذاته ؛ سيادي…على وزاري…على (قحتي)..
وإذا بنشرة الأخبار هي ذاتها…بكل لا أخبارها..
ويظل الناس في حالة انتظارٍ لخبر – أي خبر – يمس راهن قضاياهم الملحة..
قضايا المعاش…والجنيه…والمواصلات…و(الإحباط)..
ولكنهم لا يجدون سوى الكلام…والوعود…والتنظير….والابتسامات البلهاء..
وكأنك يا شعب لم تغز…ولم تثر…ولم تضح..
والآن – وبكل بصراحة – الوضع المعيشي أسوأ مما كان أيام سيئة الذكر الإنقاذ..
وقد يكون لدولتها العميقة دورٌ في هذه المعاناة..
ولكن ما ينتظره الناس – على الأقل – ألا تكون حكومتهم في مثل انفصام الإنقاذ..
وألا تكون شاشتها مثل شاشة الإنقاذ..
وألا تكون نشرات أخبارها – سيما نشرة التاسعة – مثل نشرات (لا) أخبار الإنقاذ..
فشاشة التلفزيون الرسمي هي مرآة الأنظمة..
الأنظمة الأُحادية…وحكومة الثورة – للأسف – ذات شاشة لا تعكس روح الثورة..
لا تعكس روح الحرية…والديمقراطية…والشفافية..
فهي ما زالت مضبوطة على موجة نظام البشير….حيث الأخبار بلا أخبار..
وحيث الكلام بعيد عن آلام الناس…ومعاناتهم..
وحيث الوجوه تحرص على محض الظهور عبرها…من باب (أنا موجود)..
وحيث المذيعات يصرخن…ويزدن النشرة قرفاً على قرف..
ولا يجب أن نلوم زميلنا ماهر أبا الجوخ الذي تولى إدارة الأخبار…قبل أيام..
فهو أوقف – مشكوراً – بعض المحسوبين على الإنقاذ..
ولكن ماذا يفعل إن كان المسؤولون لا يسعفونه – والناس – بأخبار ذات قيمة؟..
وفي وضع كهذا عليه أن يصنع هو الأخبار..
أن يكتفي ولو بخبر محلي واحد (مفيد)…ثم يعرج على أخبار الخارج المهمة..
فلا يمكن أن يبلغ الدولار ثمانين جنيهاً ولا (خبر) عنه..
وعوضاً عن ذلك نجد أخبار سفر حمدوك…ووصول البدوي…ومعارك البوشي..
وتبقى الشاشة كما كانت في عهد المخلوع..
غشـــــاشـــــــــــة !!.

 

الانتباهة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.