آخر الأخبار
The news is by your side.

ألقت كلمة بمجلس الأمن  .. آلاء صلاح أيقونة جديدة في مرايا العالم

ألقت كلمة بمجلس الأمن  .. آلاء صلاح أيقونة جديدة في مرايا العالم

الجريدة: سعاد الخضر

أظهرت الثورة السودانية رموزاً نسائية جديدة في المشهد السياسي والاجتماعي أطلق عليها لقب أيقونات الثورة أبرزها صائدة البمبان رفقة عبد الرحمن، والكنداكة أماني التي فقدت احدى عينيها، وآلاء صلاح التي القت كلمة أمس الأول أمام مجلس الأمن، ودار جدل كثيف حول أيقونة الثورة الأحق بتمثيل نسائها الا ان آلاء قدمت خطاباً استثنائياً رسمت فيه بوضوح سر جاذبية مشاركة النساء في الثورة واللائي وضعن بصماتهن الخاصة فيها …

كفاح الطريق:
واستهلت آلاء صلاح كلمتها أمام مجلس الأمن أمس الأول بتعريف نفسها وقالت: ( ترعرعت في الخرطوم وكنت طالبة في العمارة ولم تكن جزءاً من نشأتي، نشأت في أسرة عادية من الطبقة المتوسطة والدتي مصممة ووالدي يمتلك شركة بناء)، وأردفت: ( في طريقي للجامعة أرى المواطنون يكافحون من أجل الحصول على الغذاء والدواء) ودافعت عن مشاركتها في الحراك وقالت: ( نصف سكان السودان يعيشون في الفقر فكيف للمرء ألا يهتم ولا ينخرط في القضايا السياسية ، في ديسمبر من العام الماضي أصبحت معركتنا من أجل الخبز هي معركة من أجل حريتنا، أقف لأروي قصتي التي يشاركها آلاف من الرجال والنساء السودانيين اللذين غادروا منازلهم ومدارسهم وعملهم اليومي لمواجهة الرصاص والغاز المسيل للدموع والذين خاطروا بحياتهم وسبل عيشهم للمطالبة بإنهاء الديكتاتورية).
وحول وصولها لمنصة مجلس الأمن قالت آلاء: ( كانت رحلتي ممهدة من قبل مجموعة من النساء السودانيات اللواتي ناضلن من أجل السلام والعدالة في مجتمعاتنا منذ عدة عقود وقبل وقت طويل من وصولنا الى هذه اللحظة الهامة في مستقبل السودان لن أكون من دونهم اليوم)، ونوهت الى أن خطابها يركز على قضيتين أساسيتين هما المشاركة الفعالة للمرأة وحماية حقوق النساء والمحاسبة والمساءلة ونزع السلاح، ولفتت الى مشاركة النساء دوراً مهماً في السودان في كل اللحظات المحورية في تاريخه منذ مكافحة الاستعمار أو الكفاح من أجل الحقوق واللحظات الأخيرة للنضالات ضد ديكتاتورية البشير وأردفت: ( تطلب الأمر شجاعة غير عادية من أجل الحقوق الأساسية كارتداء السراويل، أو ترك شعرهن مكشوفاً، أو التعبير عن آرائهن على وسائل التواصل الاجتماعي دون خوف أو مشاركة وجبة الطعام
مع أصدقائهن من الذكور، تم تجريمهن بموجب قوانين النظام العام للحكومة السابقة، وذكرت أن تلك القوانين صممت لقمع المعارضين ولاستهداف النساء خاصة النساء الأكثر تهميشاً مثل بائعات الشاي والأطعمة حيث يمكن مصادرة أدوات عملهن دون تفسير كما يواجهن غرامات مادية ويعرضن أنفسهن للسجن .

تمرد النساء:
وأكدت آلاء على دور النساء والشباب في الثورة وأردفت: ( كانت النساء والشباب في طليعة الاحتجاجات وفاق عددهن الرجال في كثير من الأحيان بنسبة 70 % من المتظاهرين وحول مشاركتها قالت: ( كنت واحدة من العديد من النساء اللواتي هتفنا وغنينا ومشينا مع باقي المواطنين والمواطنات في الشارع)، وحول دور النساء الفاعل في الثورة أوضحت ان النساء قادن لجان الأحياء والاعتصامات وخططن لمسار تحرك الاحتجاجات وتمردن على حظر التجوال حتى في أثناء حالات الطوارئ المعلنة والتي تركتهن عرضة لقوات الأمن وتعرضت الكثير منهن للغاز المسيل للدموع وللتهديدات والإعتداءات وألقين في السجن دون أي تهمة أو محاكمة عادلة ، وأشارت الى أن الرجال والنساء واجهوا التحرش الجنسي والإغتصاب وواجهت النساء انتقادات من أسرهن لمشاركتهن في الاحتجاجات .

خارج الدوائر :
وحول مشاركة النساء في الانتقال أوضحت أن النساء شاركن كعضوات أساسيات في قوى الحرية والتغيير تحت تحالف ميسم ولا لقهر النساء وكجزء من قوى الحرية، ساعدت النساء في صياغة خارطة انتقال السودان من الحكم العسكري الى الحكم المدني الا ان آلاء استدركت قائلة: على الرغم من هذا الدور الواضح وشجاعة النساء وقيادتهن فقد تم وضعهن على الجانب من العملية السياسية الرسمية
التي تلت الثورة، ونوهت الى انه على الرغم من أن النساء حققن مقاعد أعلى على الطاولة بتمثيل 31 % في العام 2018 الا أنهن كن غالباً دون تأثير حقيقي تركن خارج دوائر صنع القرار وانتقدت عدم اشراك المرأة في المفاوضات التي جرت بين العسكري وقحت وقالت: (على الرغم من استعداد النساء للمشاركة في المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير الا أنه تم مشاركة إمرأة واحدة في المفاوضات بعد مناصرة صارمة من قبل المجموعات النسائية واعتبر ان الأمر الذي لا يثير الدهشة هو تمثيل المرأة في هيكل الحكم الحالي والذي جاء أقل بكثير المطالب النساء للمشاركة بنسبة 50 % على أقل تدقير، وشككت في أن يتم تمثيل النساء في المجلس التشريعي بنسبة 40 % وأردفت: على مدى 30 عام ظلت
أجسادنا مراقبة ومطاردة.

هيكلة الاغتصاب:
وأشارت الى ان المنظمات النسائية ظلت تتصدر المشهد المشهد بالنسبة للاحتياجات الأساسية وحماية الحقوق في المناطق المتأثرة بالنزاع واستدركت: ( لكن القيود الأمنية والمتطلبات الإدارية المعيقة تحول دون تنفيذ الأعمال الضرورية في مناطق النيل الأزرق خاصة جبال النوبة ، ولفتت الى ان وصول المساعدات الانسانية الى جبل مرة أحد مناطق النزاع في دافور والتي تمت بها ممارسات الاغتصاب مهيكلة من قبل قوات الأمن لتخويف النساء والفتيات لا يزال توفير الخدمات المنقذة للحياة يمثل تحدياً كبيراً .

استمرار دورة العنف :
وانتقدت عدم حصول المرأة على مقاعد متساوية في طاولة السلام لدورها الكبير في السلام والتنمية، وتخوفت من استمرار القوانين التمييزية والتقييدية بنفس صورتها السابقة وحذرت من أن ذلك سيؤدي الى استمرار دورة عدم الاستقرار والعنف بالبلاد ورهنت انتفاء ذلك بوجود صوت مفيد للنساء بالبرلمان الانتقالي لضمان حقوق النساء .
ونوهت الى استمرار ممارسات النظام المخلوع ضد النساء على الرغم من سقوطه وقالت: ( بعد عقود من النضال وكل ما خاطرنا به لازالة ديكتاتورية البشير بطريقة سلمية فان عدم المساواة في النوع الاجتماعي أمر لن يكون مقبولاً أبدا بالنسبة للفتيات والنساء في السودان).
وشددت على ضرورة عدم تسليح السودان لمساهمته في استمرار النزاعات وانتهاكات حقوق الانسان والتهجير القسري .

انعدام المساءلة:
واعتبرت ان انعدام المحاسبة والمساءلة والوصول للعدالة أمور كانت غائبة، وأرجعت استمرار العنف للتميز القائم على النوع الاجتماعي وعدم المساواة الحالية التي تواجه المرأة مما أدى الى حدوث مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الانسان والعنف الجنسي القائم على أساس النوع والتي ساهمت في اتهام الرئيس المخلوع بالابادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.

استمرار الانتهاكات :
ودللت على استمرار الانتهاكات ضد النساء بعد الثورة بتعرض 7 نساء للاغتصاب على أيدي رجال مسلحين في مخيم النازحين في شنغلي طوباية بدافور أوائل سبتمبر الماضي وأردفت: ( النساء يقلن الآن كفى لقد حان وقت العدالة والمساءلة عن جميع الجرائم التي ارتكبت قبل الثورة وأثناءها وبعدها). واعتبرت إن ذلك أقل مايمكن عمله لتكريم اللواتي قتلن أو عانين الفظائع .

القدرة على التمثيل :
وتحدثت حول جدلية معايير ممثلي الثورة وكأنما كانت آلاء قد قرأت بفطنتها مايمكن أن يثيره اختيارها من جدل كثيف قالت: ( تكمن قوة الثورة في قدرتها على تمثيل الأصوات المتنوعة من جميع أنحاء البلاد وهذا أصبح جزءاً لا يتجزأ من مشروعية عملية انتقال السلطة مالم يعكس العملية السياسية تنوع مجتمعاتنا والمجموعات النسائية والمجتمع المدني والأقليات والإثنية والدينية والنازحين وذوي الاعاقة فان اي اتفاق لا يعكس تطلعاتنا الجماعية).
وحثت المجتمع الدولي للضغط على الحكومة الانتقالية وقوى اعلان الحرية والتغيير لدعم المشاركة الكاملة والمساواة الهادفة للنساء.

نشر الثورة :
– من جهته دافع المحامي الرضي عبد الله عن تمثيل آلاء لكنداكات الثورة وقال للجريدة: ( آلاء شاركت في الثورة ومن حقها تتحدث عنها وفي اي مكان فليس هنالك شخص من حقه احتكار الحديث عن الثورة ولفت الى ان صورة الاء ساهمت في نشر الثورة عالمياً بشكل واسع بالمناسبة، واستدرك قائلاً: كنت أتوقع ترشيح امرأة من مناطق النزاع للتحدث في هكذا فعالية؛ طالما ان الفعالية في الاساس معنية بأوضاع النساء في مناطق النزاعات).
وأردف: (النساء من مناطق النزاع هن الاقدر على التحدث عن أوضاعهن من خلال معايشتهن اليومية مشاكل العيش في مناطق النزاع وتجربتهن الحياتية).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.