آخر الأخبار
The news is by your side.

مناظير … بقلم: زهير السراج .. روقوا المنقة!

مناظير … بقلم: زهير السراج .. روقوا المنقة!

 

* من كثرة هزائمهم القاسية وافتقارهم للمهارات الأساسية لكرة القدم لدرجة أنك تظن انهم مهرجون جيء بهم لإضحاك الجمهور، اعتدنا على السخرية من لاعبي كرة القدم في بلادنا بأنهم لا يستخدمون أمخاخهم في اللعب وإنما أرجلهم فقط، ولكن بارك الله في (الفيس بوك) الذي كشف أن غالبيتنا وليس فقط لاعبي كرة القدم، لا يستخدمون أمخاخهم وإنما يمارسون اللعب بأقدامهم فقط التي انتقلت من النصف الأسفل لأجسامهم الى النصف الأعلى وحلت محل أياديهم بغرض ممارسة الكتابة على لوحة المفاتيح في اجهزة الموبايل، بدون بذل أدنى جهد في تشغيل الأمخاخ!

 

* ما ان ينشر أحد معلومة مَهما كانت خاطئة أو ساذجة أو غبية، تجد الغالبية تتناقلها بسرعة قياسية وهي فرحة غاية الفرح وكأنها عثرت على كنز ثمين، بدون أن تكلف نفسها (مشقة) الانتظار بضع دقائق لتتحقق من صحتها ودقتها وهو أمر في غاية السهولة مع الكمية الهائلة من المعلومات والوسائل السهلة للمعرفة التي أتاحتها التكنولوجيا الحديثة، والغريب أنها هي نفسها التي يستخدمونها للعب بأقدامهم بدلا عن عقولهم رغم انها صُنعت لزيادة الوعي وتنمية العقول، وليس الركل والتشليت!

 

* في إطار الكيد السياسي لخصوم الدولة التي تنتمي إليها وتروج لأفكارها وأهدافها اللعينة، انتهزت قناة (الجزيرة) أول أمس فرصة انهيار قيمة عقود النفط في الولايات المتحدة المبرمة لشهر مايو 2020 الى ما دون الصفر نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها وباء الكورونا، وتناولت الموضوع بأنه انهيار في أسعار النفط بدون أن توضح لمشاهديها الفرق بين انهيار العقود وانهيار الأسعار، ففهم معظم مشاهديها في السودان خطأ ــ مع الازمة النفطية الحادة التي نعاني منها ــ أن سعر برميل النفط في الاسواق العالمية قد انهار، وأن من يملك نفطا أصبح يتسول ويتوسل للتخلص منه، فشرعوا في نشر المعلومات الخاطئة والتعليقات والتهاني بأن الفرصة قد حانت ليتخلص السودان من الازمة، بل إن بعضهم ومن باب السخرية نشروا اعلانات لشراء براميل وباقات فارغة يملؤونها من هذه النعمة المجانية ويحتاطون بها لأيام الجفاف، وسرعان ما ملأت التهاني والمنشورات معظم صفحات السودانيين على (الفيس بوك) تبشر بالخير الذي هبط علينا فجأة في زمن الكورونا، ولو تريثوا قليلا لفهموا الحاصل، ولكنه (الاستعجال الغريب)، ولا أريد استخدام عبارة أكثر قسوة !

 

* في حقيقة الأمر أن التي انهارت هي قيمة عقود النفط المبرمة لشهر مايو، وليس أسعار النفط في الأسواق، بمعنى أنك لو كنت ترغب في شراء هذه العقود الآن ستحصل على برميل النفط بقيمة اقل من الصفر، ولكن عليك أن تنتظر حتى يحل شهر مايو للحصول على كمية النفط التي ينص عليها العقد، وعليك ان تسدد خلال فترة الانتظار رسوم التخزين والمصاريف الاخرى التي قد ترفع قيمة البرميل عند الاستلام الى ما يقارب سعر البرميل الآن في الاسواق، بين 24 – 27 دولار أمريكي حسب نوع الخام ــ وربما أقل وربما أكثر حسب ظروف السوق وتطورات مرض الكوورونا ــ وليس كما فهمتْ الغالبية ان سعر النفط قد انهار الآن فأخذوا ينشرون المعلومات الخاطئة ويتبادلون التهاني والأنخاب!

 

* موضوع آخر هو صورة الطفلة البريئة ابنة أحد سدنة النظام البائد التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة في الفترة الأخيرة مع كم هائل من التعليقات والسخرية بعد ظهور اسمها في قائمة الحسابات المحظورة من بنك السودان، بدون مراعاة لطفولتها والأضرار التي يمكن أن تلحق بها بدون ذنب جنته سوى تسجيل أبيها لبعض أملاكه باسمها، وهو ذنب لا تُسئل عنه، كما ان نشر صور الأطفال (وحتى أسمائهم) بدون أذن أولياء أمورهم جريمة يعاقب عليها القانون، دعك من اقترانه بكل هذه السخرية والتعليقات، وحتى لا يسارع احد باتهامي .. أشهد أمام الله بأنه لا تربطني بأسرتها علاقة من أي نوع، ولكن الحق حق!

 

* لا أدرى لماذا نستعجل النشر والنقل والتعليق على وسائل التواصل الاجتماعي بدون تدبر او فهم، وما هي فائدة (العضو) الذى وضعه الله داخل (الصندوق) الذي نحمله أعلى جسم كل واحد منا، إذا كنا لا نستخدمه؟!

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.