آخر الأخبار
The news is by your side.

مفارقات سياسي جوبا .. جاءت السكرة وغابت الفكرة (1)

مفارقات سياسي جوبا … بقلم: أجوك عوض .. جاءت السكرة وغابت الفكرة (1)

في الوقت الذي تصتك فيها آذان مواطني مدينة جوبا الصغيرة من صافرات السيارات الرئاسية الفارهة التي تتباري في التباهي بزهو و تستعرض مكتسبات حرب العصابات التي آتت اؤكلها وهي لا تتعدي في جوهر غاياتها و إن عظمت كأس و غانية ؛و بينما ينشغل فريق نواب الرئيس الخمسة بالإحتفاءات العشائرية التي تقام إستباقا لتقديم السبت حرصا علي نوال الأحد ؛كان الجمعان يلتقيان هناك في منطقة البيبور في أبشع صور المواجهات دموية و شراسة بين عشائر قبيلتي المورلي و اللاو نوير يهلك الحرث و النسل و تستمر طواحين الموت و النزوح.

ومنطقة البيبور لمن لا يعلم ليست محافظة و لامقاطعة و لا إدارية تتبع لبلاد (الواق الواق) إنما هي قطعت أرض تقع تحت سماء واحدة ومدينة جوبا التي تدور بين أروقتها فصول التنصيب التراجيدي و مشاورات تشكيل الحكومة بين منافسات ومحاصصات تقسيم كيكة السلطة، و ما يدور كله علي الصعيدين جوبا و البيبور إنما يمثل إنموذجا صارخا لمعادلة الأخلاق لكونها تنزع ورقة التوت عن إدعاءات حمل السلاح في وجه الحكومة بغية فرض السلام و خلق واقع مختلف و الرأهن يقول بأن ما من ثمة إختلاف بين كل من الحكومة و المعارضة فهم وجهان لعملة واحدة مع مراعاة إختلاف الفروقات التمكينية وفق موقع كل منهما.

نقول ذلك و نعلم ان هناك من ينبرئ للمرافعة عن المتنعميين الجدد فريق النواب بحجة أن الحكومة لم تشكل بعد .و نقول الأسباب التي أفضت الي أن يكون للسيد رئيس الجمهورية خمسة نواب تترجم وضعا غير طبيعا حيث العقل و المنطق يقولان لا يمكن أن تسفر حكومة دولة خرجت من أتون حرب عبثية -إعتبرت هي الأوحش و الأسوأ في المنطقة جراء ما ترتب عليها من قتل و تشريد المواطنيين بجانب الدمار الكامل الشامل _ عن خمسة نواب للرئيس في ظل الشح و الإنهيار الإقتصادي الذي تعانيه ؛لكن وبما أنها حالة إستثنائية ولا تحدث إلا في جمهورية جنوب السودان فالحاجة تستدعي أن يكون رد الفعل أيضا إستثنائيا شأنها شأن حكومة الطوارئ حتي و لو من باب إعلان موقف علي أضعف الفروض فمن يموتون هناك في البيبور علي بعد كيلومترات من عاصمة السلطة و المال هم في الأصل ضحايا لخطل السياسة و قصور ادارة أمر البلاد و العباد.

فقد بحت الأصوات مناداة بالمداوة بما كان الداء لإحتواء مسببات إستمرار الإشتبكات و الصراعات القديمة المتجددة .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.