آخر الأخبار
The news is by your side.

 القيادي الشاب بالحركة الشعبية الاستاذ سعد محمد عبدالله في بوح خاص لسودان بوست

 القيادي الشاب بالحركة الشعبية الاستاذ سعد محمد عبدالله في بوح خاص لسودان بوست

تحدث عن برنامج السودان السودان ومشاركة شباب الحركة في ثورة ديسمبر المجيدة ومفاوضات جوبا، ورؤيته حول القضايا المطروحة وخلافهم مع القائد عبدالعزيز الحلو واستقالة مبارك اردول.

يذكر أن سعد هو شاعر ومدون بالمواقع الإلكترونية وعضو شباب الحركة الشعبية وعضو وفد الحركة الشعبية لمفاوضات السلام. ومن مؤسسي القوى الشعبية لتنمية وتطوير سنار، ويعمل مستشارًا اعلاميًا لمنظمة مشاعل الخير.

حاوره: محمد حاج .

*بما أنك أحد قيادات الشباب في الحركة فلنبتدر حوارنا بدور شباب الحركة في الداخل ومساهمتهم في ثورة ديسمبر المجيدة؟

  بُنيت الحركة الشعبية منذ ميلادها الأول بمشروع جديد إستوعب تطلعات الجماهير جامعا كافة فئات الشعب، وكان للشباب دور فعال ومحوري في كفاح الحركة الشعبية وفي الحركة السياسية الوطنية، فدكتور جون قرنق ورفاقه عندما ثاروا ضد نظام الخرطوم الفاسد والمستبد كانوا وقتها في ريعان شبابهم يحملون أفكار نيرة للسودان، وثورة ديسمبر كواحدة من أهم مراحل الكفاح الوطني التحرري فتحت الساحات أمام الشباب للتعبيير عن رغبتهم في بناء دولة السلام والمواطنة بلا تمييز، وككل الشباب خضنا بروح الحركة الشعبية وفكرة السودان الجديد معارك الحرية والسلام والعدالة في ميادين الثورة منذ اللحظة الأولى وتقدمنا صفوف الحراك الشعبي التحرري وقدمنا مساهماتنا السياسية والفكرية لمناقشة مشكلات السودان وطرائق حلها، ولم يكن دخول وخروج رفاقنا الشباب لسجون النظام بصمود وجسارة إلا من أجل السلام الشامل والتحرر من قيود الدكتاتورية الإنقاذوية، وهناك عدد من شبابنا وشاباتنا الأبطال الذين إلتحقوا برفاقهم المأسوريين في معارك التحرير والمحكوميين سياسيا في محاكم النظام البائد التي لا تعرف للعدالة طريق، ونتطلع لبناء تنظيم يقوده الشباب برؤية السودان الجديد لنعبر بالسودان إلي السلام والعدالة والوحدة في ظل التنوع التاريخي والمعاصر وهذا من صميم مشروعنا، والثورة تحمل ذات القيم، وسنسعى لتطبيقها علي أرض الواقع مع كل الراغبيين في سودان ديمقراطي جديد وموحد.

  *من وجهة نظرك بماذا يتميز برنامجكم في الحركة الشعبية عن بقية البرامج الاخرى المطروحة على الساحة السياسية في البلاد؟

  لكل برنامج مميزات، وقد تتشابه البرامج في بعض الملامح، ولا يعني ذلك إستنساخ، لكني أعتقد أن أهمية برنامج الحركة الشعبية للسودان تكمن في تبني قيم الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والدفاع عن الحقوق الأساسية للمهمشيين وتقديم خطاب سياسي وفكري متجدد يحلل مشكلات السودان القديم بواقعية ويضع الحلول طبقا لما شرحناه في منفستو الحركة الشعبية الذي يحمل أطروحاتنا لتجديد الرؤية والتنظيم وبناء سودان جديد موحد تتساوى فيه الحقوق السياسية والمدنية بين كافة السودانيين، فالسودان الذي نتحدث عنه يستمد قوته من التنوع الثقافي والسياسي والمقومات الإقتصادية الهائلة التي تؤهله للريادة الإقليمية والدولية إذا تم إستخدام تلك الموارد لصالح التنمية العادلة في الريف والمدينة بدلا عن الحروب التي أقعدة السودان لعشرات السنيين.

  *ما هي رؤيتكم كشباب في برنامج “بناء السودان الجديد” الذي ظلت تطرحه الحركة الشعبية منذ سنوات؟

  كشباب كان وجودنا في الساحة بمثابة “حجر الأساس” في التنويير بمشروع السودان الجديد، وبذات الطريقة إشتغلنا لتثويير الجماهير من الجامعات وبيوت القرى والمدن ومعسكرات النزوح بغية القضاء علي النظام “الإسلاموعسكري” الذي قتل وشرد وجوع الملايين، وكنا الضلع الأساسي في التغيير، ويجب أن نشارك بفعالية عالية في التعميير المنشود بعد إستكمال الثورة بالسلام الشامل والمستدام، وقد ناقشنا مع رفاقنا وقادتنا أهم القضايا السياسية والفكرية والتنظيمية داخل الحركة الشعبية وإستمعنا لأراء بعضنا ورفاقنا في المجلس القيادي، وكانت رؤيتنا لغد الحركة الشعبية والسودان ككل متسقة مع المنفستو الذي تمت مناقشة صياغته وإجازته بعد إنتهاء المؤتمر القيادي الذي إنعقدت جلساته بجوبا وسط حضور شبابي كبير، فقد ناقش المؤتمر أوراق كثيرة أعدها وقدمها شباب ينتمون للثورة إنتماء “النيل للسودان” وقدموا رؤيتهم بخصوص إعادة بناء الحركة الشعبية بعد التعافي من آثار الإنقلاب الذي قاده عبدالعزيز الحلو إضافة لتحالفات الحركة الشعبية في الجبهة الثورية ونداء السودان حتى قوى الحرية والتغيير باعتبارها أوسع كتلة  سياسية جمعتها قضايا الثورة المجيدة في ظل ظروف تاريخية تحتاج لوحدة وتماسك الحركة الوطنية بكل أطيافها، وسنواصل نقاشاتنا الداخلية والخارجية حول كيفية إعادة بناء الحركة الشعبية والوصول للسودان الجديد.

  *لقد كنت أحد المشاركين من شباب الحركة،في مفاوضات جوبا هل قدمتم أي مقترحات خلال مشاركتكم  كشباب ام انها كانت تمثيل فقط؟

  ذهبنا إلي جوبا للتفاوض من أجل السلام الشامل، وتحركنا بتكليف من قيادة الحركة الشعبية، وكنا نعمل في تيم تفاوضي واحد يقوده الرفيق ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية وهو سياسي متميز تمرس علي فنون التفاوض وإستفدنا من الخبرات الهائلة التي يمتلكها، وللإجابة علي سؤالك بشكل أوضح فان الخط التفاوضي لا يشكله الفرد إنما تتم مداولات عميقة مستندة علي قضايا حية و وفقا لخطط إستراتيجية توضع للحصول علي نتائج تحقق السلام الدائم، ومن بين قضايا السلام ضمان حق الحياة للإنسان أولا وحقوق النازحيين واللاجئيين وتنمية الريف المهمش والمدن المريفة وقضية تأمين الرحل وبناء موطن المواطنة المتساوية وإلغاء سياسات “فرق تسد” وتجريم سلوك العنصرة والإعتداء علي المواطنيين بحجج اللون والدين فضلا عن مناقشة معادلة الهوية وقضايا الأرض والموارد والحكم بما في ذلك الحكم الذاتي بصلاحياته التشريعية والتنفيذية وكافة الترتيبات الأمنية والإنسانية والسياسية والإقتصادية وغيرها من قضايا الساعة ومستقبل السودان، وقد جمعتني جلسات غير رسمية بالقادة مالك عقار رئيس الحركة الشعبية ونائبه ياسر عرمان والأمين العام خميس جلاب ورئيس هيئة الأركان أحمد العمدة ناقشنا من خلالها عدت مسائل تنظيمية وقضايا الراهن السياسي، وفي تلك الجلسات قدمت للرئيس والأمين العام بشكل منفصل شرحا مفصلا حول قضايا شعب سنار وشباب الحركة في السودان، وإلتقيت أيضا بعدد من الرفاق القادة من مختلف المناطق حيث تساجلنا في ترتيبات السلام وكيفية بناء السودان الجديد، وسارت المفاوضات بشكل جيد حتى وقعت الحركة الشعبية إتفاق وقف العدائيات وتقديم المساعدات الإنسانية والتي شُكلت لها لجان مشتركة بين الأطراف باشرت مهام تنفيذ الإتفاقية، وتقدمنا خطوات سريعة في المفاوضات وتم التوقيع علي الإتفاق الإطاري وهو إنجاز كبير في زمن محدود، فالنظام البائد كان يفاوضنا لسنوات حول إطعام الناس المحتاجين ولكن لم نصل معهم طوال السنوات الماضية لصيغة توفر الطعام اللازم لمئات الأسر المنكوبة لأن ذلك النظام كان يستخدم الطعام كسلاح في الحرب “محاربة المهمشيين” واليوم وقعنا إتفاقيات ستوفر حياة إنسانية كريمة لجميع السودانيين.

  *سرت كثير من الشائعات عن دور الوسيط “دولة جنوب السودان” سلبًا وايجايًا ما هو تقييمك لدور الوساطة؟

  ما أستطيع قوله بخصوص ما يتردد من أحاديث سلبية كانت أم إيجابية أن منبر جوبا يتميز بكونه مكان في السودان الكبير الذي قسم بسياسات الإنقاذيين المتطرفيين، فالوساطة الجنوب سودانية كانت محايدة وجادة في إنجاح عملية السلام الشامل وتحقيق الإستقرار في السودان، وقد قدم الوسيط مقترحات كثيرة ومفيدة أوصلتنا لإتفاقيات ملموسة مع حكومة السودان الإنتقالية، وتعتبر دولة جنوب السودان من أقرب الدول للسودان، وتربطنا وشائج الثقافة والتاريخ والمصالح السياسية والأمنية والإقتصادية المشتركة والمصير الواحد، والوساطة تدرك مكمن الجرح وتعرف جيدا مواصفات العلاج، فالجنوبيين ملمين بكافة تفاصيل الصراع وطرائق الحل وبجعبتهم إرشيف كامل عن ماضي وحاضر السودان، ولمسنا من خلال تواجدنا في جوبا حماس وشجاعة وصدق عند أشقائنا الجنوبيين، لذلك لا جدوى من أحاديث الإعلام المضاد الذي يتعمد التشويش علي السلام، ومن يريد معرفة الحقائق فليراجع البيانات الرسمية الصادرة من حركات الكفاح المسلح والوساطة والحكومتين السودانية والجنوب سودانية، ونحن نؤكد ثقتنا في جدارة دولة الجنوب وجديتها في تحقيق السلام، ونقدم شكرنا للرفيق الرئيس سلفاكير ميار ديت ومستشاره السيد توت قلواك قائد فريق الوساطة وكل الذين ساهموا في دفع مساعي السلام الشامل في السودان.

  *طرحت الحركة الشعبية خيارات الحكم الذاتي وتقرير المصير وعلمانية الدولة هل بالامكان أن توضح لنا رؤيتك بالتفصيل عن كل خيار

– الحكم الذاتي :

 ترددت أقوال حول الحكم الذاتي في معناه ومضمونه وإيجابياته وسلبياته ولكنا نراه الحل الأمثل لمعالجة وضعية المنطقتيبن وتوحيد السودان علي أسس جديدة، فالحكم الذاتي لا يعني الإنفصال عن الدولة الأم بقدر ما هو تمييز إيجابي لمعالجة مشكلات محددة، والحكم الذاتي نظام حكم يمكن تطبيقه في كل السودان إذا إقتضى الظرف ويعني أن تدير الأقاليم شؤنها ذاتيا دون أن تنفصل عن الدولة، وهو ما ينظم علاقة المركز والهامش ويساعدنا علي محو آثار تسلط المركز العنصري الإقصائي الذي يرتبط بالسودان القديم لكن البعض يتصور الأمر بشكل مغاير ومجافي للواقع الموضوعي، وبدلا عن الذهاب في إتجاه إنفصالي كما تريد حركة الحلو وهو يدرك أن الحكم الذاتي هو “الكرت الرابح” الذي سينجح في إنصاف المهمشين وتنمية كافة مناطقهم، لذلك لا خوف علي السودان من تطبيق نظام الحكم الذاتي وبل هو طريق لوحدة إتحادية جديدة.

– تقرير المصير:

  نحن نعتقد أن المطالبة بتقرير المصير حق لكل الشعوب في العالم إذا توفرت الشروط اللازمة لذلك، لكن ما ينادي به الإنفصاليين الإنكفائيين هو تدميير المصير وليس تقرير المصير لأنهم ينطلقون من مفهوم إثني ضيق لا يسنده تأيد حتى داخل المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، والعالم اليوم لا يحتمل قيام دول فاشلة تصبح مصدر قلق وبؤس وحرب جديدة، وعلي الإنفصاليين مراجعة ما حدث في إقليم كردستان بالعراق وإقليم كتلونيا في اسبانيا وموقف العالم من نزاع الصحراء في المغرب وتجربة جنوب السودان من النواحي السياسية والإقتصادية ومؤشرات حقوق الإنسان في تلك المناطق للإستفادة وطرح حلول جديدة تتحمل فيها النخب كامل المسؤلية ولا تهرب من مسؤلياتها، وهؤلاء الإنفصاليين لا يولون أدنى إهتمام لعواقب فصل المناطق التي يتحدثون عنها، فهم من هزموا أنفسهم وحاصروا عقولهم في دائرة صغيرة، وإذا كانت أعينهم محدودة الإبصار  فنحن ننظر للسودان الحالي بعين جديدة ترى أن الثورة التي أسقطت النظام شارك فيها الجميع من أجل السودان ويجب أن يشارك الجميع في صياغة مستقبل هذا الوطن، وجوهر مشروع السودان الجديد هو الوحدة التي تصون حقوق المواطنيين وتعطي فرص متساوية للثقافات والأجناس أي بمعنى الوحدة علي أساس تقبل التنوع وتعزيزه لبناء دولة سودانية قوية، ونحن نطالب بالوحدة ليس فقط في السودان الذي تبقى بعد إنفصال الجنوب بل ننادي باتحاد يجمع دولتي السودان وجنوب السودان ومده مستقبلا ليكون إتحاد جامع لافريقيا من القاهرة إلي كيب تاون، فقد قدمنا نقد للتجربة السابقة وكتبنا للرأي العام مواقفنا حول ذهاب الجنوب العزيز وموقفنا المبدئي من وحدة السودان، وقد تمكنا من الوصول لإتفاق مرضي مع الحكومة السودانية حول الحكم الذاتي وبصلاحيات تشريعية وتنفيذية سترد حقوق شعوبنا في المنطقتين.

– علمانية الدولة:

العلمانية في أبسط مفاهيمها تعتبر منهج تحليل إنساني وفكري نوراني متقدم ومتجدد يستنتج الحقائق الوجودية من مستخلصات تحاليل وتجارب العقل المجرد، وتتعامل العلمانية مع هذا العالم طبقا لعلوم ومعارف كونية هدفها تقديم خدمة للبشرية وتطوير العالم في كل المجالات، ونجد أن هذا المفهوم عكس الطائفية الدينية التي تعتمد منهج تحليل روحاني “سماوي” قائم علي النص الديني “الوحي الرباني” او تفاسير الشيوخ الواردة في روياتهم ومذاهبهم الدينية وهي تدور حول الدين ومفاهيمه، لكن هنالك من يعتقدون أن الطائفية الدينية تدخل في الشأن السياسي والإقتصادي والعلمي والفنون ويضعونها في مواجهة التعلمن بحجج غير واقعية اما لبلوغ السلطة او السيطرة علي المجتمع والتحكم في قراره بخلق إلتباس مفاهيمي، والمعلوم أن الأديان الربانية غير قابلة للتغيير او التبديل او التعديل، اما الأفكار فهي إنتاج بشري يحتمل الخطأ والصواب ويمكن أن يتغيير ويتبدل ويعدل من وقت لآخر حسب معطيات الواقع ووفقا لما ينفع ويصلح حال البشرية ويطور الكون، والحياة بكل مناحيها قائمة علي التصحيح والتجديد المستمر، ولولا التجديد والتصحيح لما وجدنا العالم والإنسان بالشكل الحالي، لذلك الفكر العلماني لا يدخل في تنافس مع الأديان بيد انه لا يتحالف معها، فالتنافس والتحالف قد يكون بين الأديان في خط او الأفكار في خط آخر لكنه لا يكون بين فكر حر ودين، ولدينا تجارب في القرون الوسطى لمحاولات التنافس او التحالف بين الفكر الحر وخاصة في الشق السياسي من جهة والدين من جهة آخرى، وقد إمتد التجاذب والتنافر مع الجماعات الإسلاموية الراديكالية في العصر الحالي وكانت نتائجها أن إنفض التحالف والتنافس بفساد هائل وحروب ومجازر لا تحصى، ونحن في القرن الواحد وعشرون يجب أن نفكر بشكل موضوعي فيما يصلح حالنا ويحقق السلام والأمن والإستقرار المحلي والإقليمي والعالمي، وفي السلام مفاتيح التواصل الثقافي الخلاق ونهضة المجتمع الإنساني التعاوني بالتقدم العلمي الذي يعد من أهم عناصر تطور العالم، والحركة الشعبية لا تضع العلمانية كشرط لتحقيق السلام الشامل لأنها تفاوض من أجل حياة الناس وحقوق الإنسان السياسية والمدنية ما يصلح السودان وليس علي أساس الإيدلوجيا، ونرى نقل هذا الموضوع للمؤتمر الدستوري القومي الذي سيحدد شكل الدولة وصلاحيات الحكومات دستوريا ولكن المطلوب حاليا هو إسعاف السودان، وحركة الحلو خسرت لأنها خلطت الأوراق حين سلمت زمام أمرها لقيادة دكتاتورية متحجرة ومفاوضيين متخبطين يعتمدون علي مفهوم الحل الأوحادي ولا ينتجون أفكار جديدة وفي نهاية المطاف سيدركون الحقيقة، وإن عادوا إلي الخط السليم سنرحب بهم.

  *كثر الحديث عن خلافات الحرية والتغيير مع حركات الكفاح المسلح، كم نصيب الحركة الشعبية من تلك الخلافات؟

في الواقع ثمة تباينات وشد وجذب بين الكتل المكونة لقوى الحرية والتغيير وهو تباين في الروئ والأفكار ويمكن إحتواء ذلك والتطرق لخدمة الثورة وتصفية الدولة العميقة التي تحاول القيام بثورة مضادة، وفي الأيام الماضية تابعنا عبر وسائل الإعلام بيان من قوى الحرية والتغيير حول الخلافات مع بعض حركات الكفاح المسلح وسير المفاوضات في جوبا ودعوة للقاء بين الحرية والتغيير الحركات وردت الجبهة الثورية ببيان من الناطق الرسمي أسامة سعيد الذي رحب بدعوة الحرية والتغيير والمبادرة المطروح منها للتلاقي وتصفية الأجواء لدفع عملية السلام وتمتين العلاقات السياسية وهذه خطوات جيدة ومفيدة جدا ونحن نشجعها، وكانت للحركة الشعبية مساهمات في توحيد القوى الوطنية حول قضايا السودان وليست هنالك خلافات حادة مع مكونات الحرية والتغيير وبل نعتبرهم حلفاء وشركاء في الثورة والتغيير ويجب فتح خطوط التعامل بين كافة العاعلين في الساحة السياسية والتفاكر فيما ينفع البلاد ولن نفلح في إدارة السودان إذا لم نوحد جهودنا ونتخلص من مفاهيم الخوف التي تجعلنا في حالة تشكيك وإحتجاج دائم، فالهم الوطني أكبر من أسباب الخلافات الحالية، وما يحمد للقوى الوطنية انها قادرة علي حسم الخلافات وفقا للسلوك السوداني الميال للعقلانية والحكمة، واعتقد أن إلتقاء الحرية والتغيير مع كافة الحركات سيكون عمل جيد إذا كانت تلك الدعوات جادة وليست مداعبة سياسية عابرة.

  *ما هو موقفكم من تعيين الولاة والمجلس التشريعي؟ وهل لديكم أي مصلحة في ذلك؟

قضية تعين الولاة والمجلس التشريعي شائكة للغاية لأنها تواجه معارضة من قبل قوى سياسية وإجتماعية مؤثرة في البلاد، والحركة الشعبية درست هذا الموضوع بدقة  وطرحت حلول مناسبة وموضوعية يمكن أن تساهم في إخراج السودان من هذا الجدل، وكان موقفنا أن يتم تعين ولاة ومجلس تشريعي بشكل مؤقت إلي حين إنتهاء مفاوضات السلام الشامل، وهذا الحل سيجنبنا مخاطر الدولة العميقة والثورة المضادة وسيحفظ حقوق الجميع، ومصلحة الحركة الشعبية تكمن فيما يصلح السودان ويحقق الإستقرار وهذا موقف مبدئي يرتبط بتعاليم السودان الجديد التي لن نحيد عنها وإن حاد الآخريين.

  *ماذا تقول عن خلافكم مع جناح الحلو وخروج اردول؟

 هذه قضيتان منفصلتان تماما من حيث التاريخ والأسباب، فالخلافات مع حركة الحلو ظهرت بعد إنقلابه الإثني علي القيادة وتخليه عن مبادئ السودان الجديد وإصراره علي تفتيت الحركة الشعبية تلبية لأطماع سلطوية وإثنية، وكون الحلو بمساندة عدد من الإنفصاليين وخصوم الحركة الشعبية حركته الإنكفائية التي تفتقد الرؤية الواضحة والبوصلة السياسية ولا تستطيع التحرك والتموضع في الساحة السياسية كباقي التنظيمات لأنها حركة ضعيفة، وهذا الإنكفاء جعل الحلو في موضع خطير للغاية ما دفعه لتكثيف المناورات والتحالف مع جعفر إبن مولانا الميرغني الذي كان يجلس في “جيب  البشير” حتى لحظة سقوط النظام الإنقاذي، والحلو ما زال يرفض تصحيح الأخطاء التي قسمت الحركة الشعبية وأضعفت قدراتها ورغم المبادرات المطروحة من قبل القوى السياسية الصديقة للحركة الشعبية ومبادرة الرفيق الرئيس سلفاكير لحل المشكلات في الحركة الشعبية إلا أن الحلو رفضها بشكل كلي وإختار الذهاب إلي الضياع وهذا شأنه وليواجه الأمر كما يشاء، والحركة الشعبية ستمضي في الكفاح من أجل سودان جديد حر وديمقراطي موحد، وسنواصل النقد لكل تفاصيل تجربتنا السياسية والتنظيمية، وأيضا نعمل علي إصلاح الأخطاء لبناء تنظيم يلبي طموح الجماهير ويأخذ موضعه الصحيح في مقدمة التنظيمات الوطنية العريقة، اما إن تحدثنا عن خروج مبارك أردول فهذا الأمر يتعلق بخلاف حول تقديرات التنظيم ونظرة أردول للمشهد السياسي، فقد حاول أردول القفز من أعلى جبل لكنه لم يحسن التقدير فارتطم بسقف الواقع وإختار الذهاب باستقالة نشرها عبر وسائط التواصل الإجتماعي وأرسل لي نسخة منها لكني إخترت عدم الدخول معه في مناقشات حول ما حدث نسبة لتقديراتي الخاصة بيد اني ناقشت ذلك في مقال بعنوان “الإستقالات وبناء الحركة الشعبية ومسألة السلام” وكان بالإمكان حل كل هذه المشاكل داخليا لولا إستعجال أردول وقيامه بأخطاء تنظيمية أدت لذهابه إلي المكتب الذي يديره الآن في الخرطوم، ولكن في كل الأحوال علينا كشباب أن نفتح عقولنا جيدا ونطرح قضايا التنظيم للنقاش ونستفيد من كل تجربة مررنا بها ونبحث عن حلول ناجعة لكل المشكلات التي تواجه الحركة الشعبية، وقد لمسنا الصدق في قيادة الحركة الشعبية الحالية، ولا نخاف من المستقبل طالما .  . اهمية السلام للسودان

*كلمة أخيرة أستاذ سعد ماذا تريد أن تقول فيها؟

 أتوجه بأجمل كلمات الشكر لموقع سودان بوست وأحي إهتمامها بقضايا السلام التي تشغل جميع الدوائر السياسية والشعبية، وعبركم أرسل مناشدتي لكافة السودانيين أن يعمل الجميع في التبشيير بالسلام الذي يمثل أساس نهضة السودان، ولتكن القوى الوطنية الحرة “مبعث خير” في التعاطي مع مسائل السلام لأن الوضع الحالي خطر للغاية ويحتاج لإحكام العقل وتجنب سياسة المحاصصات الحزبية وإقصاء الآخر فالسلطة والوطن ملك الجميع، ولنرفع رايات السلام في المليونيات القادمات ونردد بصوت واحد داوي حرية سلام وعدالة والشعب يريد بناء سودان جديد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.