آخر الأخبار
The news is by your side.

فرقة هيئة العمليات في جهاز الأمن ..قوة البشير الضاربة … بقلم: بشرى أحمد علي

فرقة هيئة العمليات في جهاز الأمن ..قوة البشير الضاربة … بقلم: بشرى أحمد علي

أول مرة يصعد إلى السطح إسم فرقة هيئة العمليات الخاصة ، خلال ثلاثة عقود من حكم البشير بقيت هذه الصفحة عصية على فاتحي الأقفال ، ولا يعلم الناس كثيراً عن هذه القوة وحجم تسليحها وطبيعة اساليبها في الحرب ، لكن أغلب الذين راقبوا هذه القوة أعتبروها hybrid ، فهي تجمع في مهاراتها القتالية بين خبرة الجيوش التقليدية وبين الأمن السياسي ، حيث كان الايدلوجيا هي المعيار في اختيار الأفراد ، ويعتبر الجنرال صلاح عبد الله قوش هو الأب الروحي لهذه القوات ، وقد أنجب هذه الفكرة في عام 1996 عندما كان يرأس وحدة التنسيق بين الولايات المتحدة والسودان في إطار مراقبة ومتابعة الإسلاميين الذين لجأوا للسودان في تلك الفترة ، استغل الجنرال قوش علاقاته مع الولايات المتحدة من اجل تطوير هذه القوات وتدريبها على استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل التنصت على المكالمات وتتبع الأفراد عن طريق مراقبة الأجهزة الذكية ، لم تشارك هذه القوات في حرب الجنوب ونأت بنفسها عن اي عمل عسكري ربما يقوض قوتها حيث كان اختصاصها الأساسي هو حماية النظام ومحاربة خصومه .
وقد كان استخراج البترول السوداني برداً وسلاماً علي هذه القوات ، والتي حظيت بتدريب عسكري في الصين والهند وماليزيا والاتحاد السوفيتي ، حيث كان تقوم بحماية حقول البترول ، وتدفقت عليها موارد مالية جمة مكنتها من بناء قوة عسكرية تكاد تكون موازية للجيش السوداني ، وكان المخلوع البشير يثق في هذه القوات أكثر من القوات النظامية الاخرى مثل الجيش والشرطة ، لم تتعرض قوات هيئة العمليات المشتركة لأي اختراق كما يحدث في العديد من دول العالم حيث يبيع ضباط المخابرات اسرار نظامهم مقابل اللجوء السياسي والعيش خارج السودان ، والسبب في ذلك الاموال الضخمة والبدلات التي كانوا يتحصلون عليها مقابل الخدمات التي يقدمونها للنظام ، ولعب دخول قوات الدكتور خليل ابراهيم مدينة امدرمان في تعظيم دور هذه القوة في عيون المخلوع البشير ، حيث نُسب إليها صد هجوم حركة العدل والمساواة ، وتم تضخيم هذا الدور في وسائل الإعلام ، وفُتح باب التجنيد للمكونات المؤثرة في المجتمع السوداني من فنانين ولاعبي كرة القدم وبعض الصحفيين .
وقد لعبت هذه القوة دوراً رئيسياً في قمع انتفاضة سبتمبر من عام 2013 م ، فقد كانت أشبه بجهاز الباسيج في ايران في طريقة تعاملها مع الاحتجاجات المدنية . لكن هذه القوة لم تسلم من آفة الصراعات بين الأجنحة ، فالصراع الذي جري بين الجنرالين صلاح قوش وعطا المولى تسبب في ضعضعة هذه القوة المخيفة ، وبدات اسرار هذه القوة تخرج للعلن كما وجد اللاعبين الإقليميين فرصتهم الذهبية في الفريق طه الحسين والذي تطوع في كشف الكثير من اسرار هذه القوة.
شاركت هذه القوة في التصدى للاحتجاجات التي نشبت في ديمسبر 2018 ومارست عنفاً غير مألوف في الحياة السياسية في السودان ، وقد ادخلت سلاح الإغتصاب في الحصول على الاعترافات ، وقد شاركت في المواجهات الميدانية وعمدت الي تكسير ابواب وشبابيك البيوت ونسب التهم للحركات المسلحة في دارفور، وقد تسبب مقطع فيديو لاحد منسوبي الجهاز وقد انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي في تحريك الشارع الغاضب ضد المخلوع البشير ، حيث ظهر هذا الشخص وهو يحمل مسدس في يده ويوجه التهديدات للمواطنين ويعدهم بانه سوف يلبسون (الطرح ) كاخواتهم ، ادرك الجنرال قوش خطورة هذا المقطع وكيف يمكن ان يسفر عن تداعيات غير محسوبة ، وسرعان ما عقد مؤتمر صحفي ونفى علاقة الجهاز بهذا الشخص ولكن وتيرة الاحداث تسارعت ..سقط نظام البشير وترك هذه المعضلة العويصة ، ولا أعتقد ان الحل الامني كاف لردع هذه المجموعة التي اعتادت ان تعمل خارج مظلة القانون.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.