آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع  … بقلم: شمائل النور .. بلاغ تعذيب.!

العصب السابع  … بقلم: شمائل النور .. بلاغ تعذيب.!

التربية التنظيمية للتنظيمات العقدية قائمة على العنف، تعنيف الآخر المختلف معك فكرياً أو سياسياً، وعلى نحو خاص التنظيمات الإسلامية تقوم تربيتها على عنف مقدس؛ محمي بالنصوص الدينية ومحصن بالفتاوى الفقهية. طيلة سنوات الإنقاذ تعرض المختلفون معها سياسياً وفكرياً لصنوف من القمع والعنف وصولاً إلى الموت تعذيباً، فقط لأن هذا المختلف عن فكر الإنقاذ هو “كافر”.

بهذه المعادلة البسيطة ارتقت أرواح تحت وطأة التعذيب، وكان آخرها معلم خشم القربة؛ أحمد الخير الذي انتهت محكمته بحكم نادر قضى بالإعدام على منسوبي جهاز الأمن.

كان جهاز الأمن أداة الإنقاذ الوحشية التي بطشت بالسودانيين كبيرهم وصغيرهم وظل التعذيب داخل زنازين أمن النظام الإسلامي محل جدل كثيف، غير أن هناك ضحايا معروفين ماتوا تحت التعذيب ولا زال المعذبون والقتلة يتنقلون بكامل الحرية ولم تقتص لهم العدالة بعد، باستثناء قضية تعذيب معلم خشم القربة، ويبدو أنه لولا سقوط النظام لما وصلت القضية إلى هذه النهاية.

أمس تداولت مواقع التواصل الاجتماعي إعلاناً للنيابة العامة عن فتح باب الشكاوى والبلاغات أمام “لجنة التحقيق والتحري في أحداث القتل خارج نطاق القانون وانتهاكات حقوق الإنسان والأفعال التي تشكل جرائم بموجب القانون الجنائي لسنة 1991م بما في ذلك أحداث العنف الطلابي الممنهج وحالات التعذيب والاغتصاب داخل السجون والمعتقلات”.

العديد من حالات التعذيب يرويها الضحايا موثقة في صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومعززة بأسماء ضباط بعينهم، لكنها لم تتحرك من هذه الصفحات إلى سوح المحاكم. قبل أيام نقلت صحيفة “السوداني” أن بلاغاً دونه المواطن الطيب نور الدائم الذي تعرض لتعذيب مطلع التسعينات، البلاغ تم تدوينه في مواجهة قادة جهاز الحركة الإسلامية، لكن لا تحفظ الذاكرة الصحفية أية بلاغات تعذيب تم تدوينها.

الآن وقد تغير الوضع، من المهم جداً البت في هذه القضايا ذات الحساسية العالية، وحتى ينتهي الجدل يبنغي أن تنتهي هذه الروايات والقصص المأساوية إلى حملة لإنهاء التعذيب.

من الضرورة ولمصلحة الجميع ومصلحة ومستقبل العدالة وعمل الأجهزة الأمنية بشكل عام، من الضروري جداً أن تخضع ملفات التعذيب لمسار قانوني قوي، بلاغات جماعية من ضحايا التعذيب.. نحن بحاجة إلى كشف حجم الجرائم والانتهاكات التي كانت تمارس بغطاء الدين، ليس كشفها فقط بل إنزال المحاسبة وإصلاح هذه الأجهزة وتدريب منسوبيها على حقوق الإنسان.

التيار

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.