آخر الأخبار
The news is by your side.

حديث المدينة … بقلم: عثمان ميرغني .. فرصة نادرة.. تحتاج لشجاعة

حديث المدينة … بقلم: عثمان ميرغني .. فرصة نادرة.. تحتاج لشجاعة

بعد موافقة الحزب الشيوعي على المشاركة في المجلس التشريعي “البرلمان” فإن فرصة سانحة ونادرة لن تتكرر لإعادة الحسابات وإصلاح الأخطاء التاريخية التي انجبت القصور المشهود حالياً في أداء الدولة بصورة شاملة.

موافقة الحزب الشيوعي دفعة مهمة لتأسيس برلمان متماسك وقوي قادر على إعادة هيكلة الدولة السودانية بإنتاج تشريعات حيوية لبناء مؤسسات الدولة.. والمطلوب الآن وبكل شجاعة مواجهة الحقائق واستنباط الخيارات الجريئة التي لا تخشى الخروج عن المألوف طالما كان ذلك مفيداً ومنتجاً للحلول..

أقترح أن نذهب مباشرة وفوراً لتشكيل البرلمان، لا ليكون خاتمة مستويات الحكم – بعد مجلسي السيادة والوزراء- بل ليكون فاتحة لتأسيس هياكل جديدة..

تشكيل البرلمان يمنح الدولة السودانية منصة تشريعية ومرجعية أقوى كثيراً من الوثيقة الدستورية بهياكل الحكم التي أنجبتها.. فلتكن البداية الجديدة الآن بإعلان المجلس التسريعي “البرلمان” على أن تتوافق قوى الحرية والتغيير مع أعضاء مجلس السيادة العسكريين أن يكون البرلمان منصة تكوين جديدة لهياكل حكم تتجاوز القائمة حالياً وتستوعب الحركات المسلحة كاملة..

وحتى لا تخشى أية جهة من إعادة تأسيس مستويات الحكم فالأجدر الاتفاق على تجاوز مصطلح “الفترة الانتقالية” السائد حالياً، بتأسيس هياكل حكم ثابتة تمثل المرحلة الأولى التأسيسية للدولة دون الحاجة لوصمها بكلمة “انتقالي” التي تمنح الاحساس دائماً بقصور التفويض وهشاشة الدولة..

وتتمدد الجرأة لتلغي هذه الفكرة القديمة التي ثبت فشلها عبر حقبنا التاريخية.. فكرة (المجلس السيادي) الذي (يجعل من رأس الدولة رؤوسا متعددة)، ما الذي يمنع التوافق على الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً للجمهورية واختيار رئيس لمجلس الوزراء الجديد بعد إعادة تشكيله من داخل البرلمان.. لتكون جمهورية برلمانية حقيقية..

المجلس السيادي في شقه العسكري لعبوا دوراً حاسماً في التغيير والإطاحة بالنظام المخلوع، يشكرهم الشعب السوداني على ذلك كثيراً، ولكن يزداد تقدير الشعب لهم إذا ساهموا في وضع معادلة جديدة تجعل القوات النظامية – بمسمياتها كافة – شريكاً في السلطة بصورة مستدامة وليست مؤقتة كما هو الحال الآن في نظام الحكم الانتقالي.. فليكن (مجلس الدفاع والأمن) ممثلاً بصورة مؤسسية للقوات النظامية في هياكل الحكم وفق تصورات ومحددات يتوافق عليها الجميع دستورياً..

في تقديري نحن في حاجة ماسة للنظر بموضوعية بعيداً عن العواطف والهتافية لمستقبل الدولة السودانية، لنبدأ بترسيم هياكل حكم جديدة وحديثة ترفع من إيقاع الدولة والتنمية..

هذا مقترح في خطوط عريضة.. قابل لمزيد من التفاعل والتطوير.

 

التيار

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.