رسائل ضد حالات الإحباط السياسي (٢)… بقلم: د. اشراقة مصطفى
رسائل ضد حالات الإحباط السياسي (٢)… بقلم: د. اشراقة مصطفى
قوتنا في وحدتنا
اول مؤشر لذلك حين قلنا: تسقط بس
وسقطت… سقطت لان اوان سقوطها قد حان بعد عمر من الخبرات في ( ملاواة) الديتكاتورية… سقطت حين وحدنا الالم والامل وبينهما كان الخلاص.
سقطت وبقيت المنظومة السياسية تعمل في الخفاء
ثلاثون عاما يجب ان تعلمنا ان ابالسة السلطة والمال لن يتنازلون بسهولة، سيفعلون كل ما يعرقل مسيرة الثورة، ثورة الخلاص.
سيفعلون كل مامن شأنه ان يحول هذه الدولة المدنية التي نحلم بها الى مسخ ولكن هيهات… هيهات حين تكون خطواتنا مسنودة بالوعي.. . الثورة وعي.
الثورة وعي، وعي بالتحديات الجسيمة على المستوى المحلي وتعقيداتها الاقليمية والعالمية.
تحديات اهم شعار رفعته الثورة: السلام والسلام شرطه العدالة.
لاكون اكثر موضوعية فانا اشفق كثيرا على ق ح ت رغم الاخطاء التي صاحبت مسيرتها.
اشفق عليهم وعلى الحكومة الانتقالية وهم بين فكي الدولة العميقة ونتاج حالات التشرزم التي طالت الكثيرين منا.
ماذا كنا نتوقع؟ ان تنحل ازمات اعوام الرمادة التي سببتها الانقاذ بين ليلة وضحاها؟
لماذا تحول البعض منا الى (قطة تبلع جناها)؟
الامر في مجمله يحتاج الى حكمة وتروي
يحتاج الى وحدتنا وتماسكنا
وحدتنا في تنوعنا وتعددنا.
جملة اسرتني صباح اليوم حين كنت اقرأ في الاخبار السياسية وتكوين الحكومة النمساوية ومشاركة حزب الخضر لاول مرة والمدهش مع حزب الشعب… كيف يكون ذلك؟
الشعار كان عميقا جدا ( نحو مسؤوليتنا الوطنية تجاه النمسا)…. هذه المسؤولية التي دفعت الامل في شريان حالات الاحباط السياسي، ذلك ان وضعنا السودان نصب اعيننا
ان قلنا (هذا او الطوفان)… هذا الوطن الذي يحتاجنا جميعا
يحتاج ان نتفاكر في كيفية التعايش السلمي وغرس بذور السلام على ارض ارتوت بدماء الشهيدات والشهداء منذ بدأ تاريخ السودان وحتى اللحظة.
لنبدأ بانفسنا..
لننتقد نقدا بناء
لنتماسك ونتحاور في كيفية الخروج من رمينا لبعضنا بحصى التخوين والاقصاء.
كل منا له قدرات وعلينا استثمارها
لنستمع لبعضنا
لنجد معا مخرجا من حالات التأرجح بين سندان اليأس ومقصلة الاحباط.
لنتفاكر كيف نكون سندا للحكومة الانتقالية وان نكون على اسنة رمح الوعي بان انهيار هذه الحكومة يعني انهيار اعظم فرصنا للتحول الديمقراطي واعادة بناء السودان.
لنرسل رسائلنا الى حراس الثورة؛ لجان المقاومة
لنرتب الاولويات كما كانت (تسقط بس) على قمتها…. ثم ماذا بعد؟.
لقد صبرنا ثلاثين عاما من الذل والهوان والاعتقالات والتشريد وخراب الوطن واظن ان هذه المرارات اكسبتنا اليات جديدة لترسيخ قدرتنا على الصبر طالما ايادينا متماسكة ومشرعه نحو الغد.
لنستفيد من امكانيات بعضنا وخبراتنا في التشبيك واعمال العقل.
ماذا لو وجهنا كل هذه الطاقات السالبة من نهش بعضنا البعض الى طاقات تعزز من مسؤوليتنا الجماعية نحو الوطن.
مؤكد لن ننسى ما ( حدس) والامل في قانون عادل يحاسب كل من اجرم في حق شعبنا.
كيف نتفاعل ونتعامل مع كل المناطق المؤبوة بالصراعات والحروب؟ كما حدث في الجنينة وفي شرق السودان كاجزاء حميمة من الوطن؟
الامر وان تلخص في العدالة كشرط للسلام الا اننا في حاجة ملحة لتفعيل ثقافة السلام وهذا امر يحتاج تكاتف المختصات والمختصين في عدد من المجالات.
في شأن السلام شغلني امر قاسي، كأنما سكين غاصت في القلب حين دار حوار بيني وبين باحث من دولة اوربية في الجوار ملخصا قوله:
ان اردتم سلاما عليكم ان تجلسوا مع اعدائكم!!
لم يحدد الاعداء وتركني في محك اليم في كيف نجلس مع من تسببوا في الحروب والدمار؟
الحوار؟
هل نتحاور فعلا ام ان سنوات القهر تراكمت وحولت بعضنا لقاهرين للذات والآخر؟
تعالن/ تعالوا نتفاكر لاجل القادم فالوطن يحتاجنا
ولتكن مسؤوليتنا نحوه هي ما يوحدنا.
#الثورة_وعي.
يتبع