آخر الأخبار
The news is by your side.

أفكار حرة … بقلم: حليم عباس … تجربة الحركة الاسلامية

أفكار حرة … بقلم: حليم عباس … تجربة الحركة الاسلامية

العبرة الأهم في تجربة الحركة الإسلامية السودانية بالنسبة للإسلاميين و لغير الاسلاميين هي أن أُس و جذر الفساد هو في الفكر و في الايديولوجيا، و ليس مجرد فشل أخلاقي.

الحركة الإسلامية لم تكن تميز نفسها عن الدولة لأنها كانت تعتقد بأنها تملك الحقيقة المطلقة و أنها تعمل مع الله، تعمل على الدعوة إلى الله و الى الدين، و في سبيل ذلك فهي تستسهل صرف أموال الدولة و الشعب على برامجها و مناشطها باعتبارها يرامج و مناشط الله. فكرة الدولة نفسها ككيان مستقل و منفصل غير واضحة هنا. هذا هو الخلل الايديولوجي الذي يقود الى التمكين و إلى الفساد، و الفشل الأخلاقي سيكون نتيجة طبيعية لهذه الفكرة.

نفس هذه المشكلة تمثل التحدي الأكبر للثورة و لقوى الثورة: افتراض الثورية و الشرف و التفوق الأخلاقي و السياسي، و ادعاء تمثيل إرادة الشعب و الحقيقة، و تمثيل كل ما هو مناقض لنظام الانقاذ المستبد و الفاسد الفاشل. و بالتالي استسهال كل أنواع التجاوزات باسم الشرعية الثورية. النتيجة ستكون نفسها نوعا و إن اختلف المقدار؛ غياب مفهوم الدولة ككيان منفصل و متميز عن القوى السياسية التي تحكم هذه الدولة.

إن معركة تفكيك دولة الاستبداد و الفساد و بناء دولة جديدة هي معركة مزدوجة تجاه هذه الدولة و تجاه قوى الثورة نفسها. إن حقيقة النظام السابق مهما كانت سيئة لا تجعلنا نتغافل عن المنهجية الصحيحة للبناء، و إذا كان الشعب قد ضحى بدماء أبناءه من أجل التغيير، و دفع بذلك ثمنا باهظا فإن الثمن الذي يجب أن تدفعه قوى الثورة هو أن تكون بمستوى هذه التضحيات في التجرد و تحري الموضوعية و المنهجية السليمة للتفكيك و البناء، لأن أن يكون النظام السابق هو معيارها في تبرير ممارسات مشابهة باسم الثورة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.