آخر الأخبار
The news is by your side.

لماذا هذا الاستهداف العدواني لسليماني وأبو مهدي في هذا الوقت بالذات؟

لماذا هذا الاستهداف العدواني لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في هذا الوقت بالذات؟

بقلم: جورج حدادين

في البدء، الرد الحقيقي على هذه الجريمة على الصعيد العراقي يجب أن يشمل:
طرد القوات الأمريكية من الأراضي العراقية،
إعادة تأميم النفط،
إعادة بناء نظام وطني منتج، منظومة حكم وطني متحرر سياسياً واجتماعياً ( إنجاز متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي ) بعيداً عن الطائفية والمذهبية والظلامية.

السلام لأرواح الشهداء، رمزا المقاومة، قاسم سليماني وابو مهدي المهندس!!

بعض أسئلة حول عملية الإغتيال:
1: دولة عظمى تغتال رموز مقاومة وتتفاخر بهذا “الإنجاز” معلنة ومتبنية، فما هو هذا الإنجاز العظيم، أنه فعل عصابات وليس دولة، في الوقت ألذي تعاني منه الإدارة الأمريكية والمجتمع الأمريكي من إنقسام حاد بين كتلتين عملاقتين: المحافضين الجدد والإنكفائيين، وردود الفعل على هذه الجريمة تظهر هذا الانقسام، والأيام القادمة ستظهر عمقه بشكل ساطع.
ما الذي يمكن أن يتحقق لصالح الولايات المتحدة من هذه الجريمة؟.
هل تخطط الإدارة الأمريكية لحرب في هذه المنطقة ؟
ماذا سيكون مردودها على أمريكيا، بالرغم من أن كل المؤشرات تدل على أن أي حرب في هذه المنطقة لن تكون في صالحها.
2: تأتي هذه الجريمة لاحقاً للجريمة السابقة ، العدوان على مواقع كتائب حزب الله، يبدو أنها صيرورة التأزيم للمنطقة والعالم.
3: مكان الجريمتين العراق: بالرغم من معطيات الواقع العراقي في الحكم تميل لصالح الولايات المتحدة ، فهذا الحكم جاء على ظهر دبابة أمريكية، ولا يزال أطراف وازنه منه تتمسك بالوجود العسكري الأمريكي في البلاد، خاصة وأن الاتفاقية ألتي عقدت عام 2014 بين حكومة المالكي والإدارة الأمريكية، ثبتت الوجود الأمريكي في العراق.
في الواقع، بعد الغزو الأمريكي عام 2003 تم إنجاز السيطرة على مصادر الطاقة ، حيث تسيطر الشركات الأمريكية على 62 مكمن نفطي ، في حين لم يبقى تحت سيطرة الدولة العراقية سوى 18 مكمن – إعادة السيطرة الأمريكية على الثروة النفطية بعدما تم تأميمها سابقاً من قبل الأنظمة الوطنية – كما وتم إنجاز تحويل العراق إلى سوق استهلاكي، بعدما تم بناء الدولة الريعية المستهلكة التابعة.
موازين القوى في صنع القرار كان وما زال يميل لصالح مجموعة التبعية الأمريكية.
فلماذا هذا العدوان؟
طرح السؤال التالي قد يفسير السبب
هل رفع أسعار النفط ،والتحكم به لصالح شركات النفط العملاقة هو الهدف؟.
الحروب وسيلة لحماية مصالح اقتصادية، مبدأ غير خاضع للنقاش، فما هي المصلحة الاقتصادية من افتعال هذه الحرب، خاصة وأن المخطط الأمريكي على قناعة بأن الإيرانين سوف يردون بقوة على هذه الجريمة ألتي استهدفت قامة وطنية عملاقة كقاسم سليماني، وأن هذه الخطوة ستكون فاتحة حرب في هذه المنطقة، فما هي المصلحة الاقتصادية الأمريكية.

هل كان المخطط الأمريكي ينطلق من فرضية الواقع العراقي، حيث الموقف الكردي مع الأمريكان والمكون ” السني ” مع الأمريكان و المكون “الشيعي” في حالة انقسام، حالة مواتية لأنقلاب عسكري أو حرب أهلية لصالح الأمريكان؟؟؟
بين الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي تاهت بوصلة المخطط الأمريكي.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.