آخر الأخبار
The news is by your side.

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين  .. تحدي القراءة

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين  .. تحدي القراءة

مرَّ عام على إطلاق تحدي القراءة الذي شارك فيه العديد من القراء والمشرفين…بدأ البرنامج بدعاء واحد ” اللهم أني لا أسألك خفة الحمل ولكن أسألك قوة الظهر”…وانتهى بعدد من المفاهيم لعل أهمها هو فهم معنى مقولة ابن عطاء الله السنكدري “ادفن وجودك فى أرض الخمول، فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه”…المقولة التي يصفها الشيخ محمد الغزالي بأفضل توجيه لمن يريدون الظهور على عجل، ومن يتوهمون أن نصيباً قليلاً من المعرفة والخبرة كاف للترشح لقيادة الجماهير، والصدارة بين الناس، وهؤلاء في الحياة لا حصر لهم…

إن منصب الإمامة في آفاق الدنيا أو في آفاق الدين يتطلب صبر السنين، وتغضين الجبين…فليصنع المرء نفسه أولاً في عزلة وفي صمت وفي تؤدة، كالشجرة التى يختفى أصلها في ظلمة التراب أمداً تتكون فيه التكون الصحيح، ثم تبدأ تشق طريقها إلى الهواء والضوء…تجربة تستمر لمدة عام تجعل المرء يدرك بأن توجيه الجماهير للقيام بعمل ما، أياً كان هذا العمل، أمراً ليس سهلاً يتطلب تخطيط وبحث دؤوب وتعلق بآمال جامحة تدفع المرء للقيام بمهامه تجاه ابناء أمته مدفوعاً بشعور الواجب ومحملاً بآمال يسعى لترسيخها في أنفس كل يتعامل أو يعمل معه…

آمال تحقق تغييرات واسعة بسبب شعور من يؤمن بها بأنه يملك قوة لا تقهر…قوة تجعله يؤمن بذاته ويملك أمل بالمستقبل لا حدود له…فالأمل يبدد الأوهام التي تقول بأن المستقبل سيجلب معه المزيد من الضعف والوهن وأن التغيير سيكون إلى الأسوء…الأمل يبدد الخوف من المستقبل الذي يجعلنا نتمسك بالحاضر على الرغم من سوءه وعذابه…الأمل الذي تولده القراءة النوعية وخوض معترك الأفكار الذي هو بمثابة استثمار ربع الساعة الأول من معترك الحياة…الربع الذي يقرر مصير الأمم ويحدد شكل مستقبلها…ذلك أن ربع الساعة الأول هو الربع الفكري والاستراتيجي الذي يساعد الفرد على فهم الحياة وفهم طبيعة الصراع فيها…هذا الربع يحتم على المرء التعرف على ما يسمى ب “حكمة المعرفة”…

الحكمة التي تدفع المرء لاستمرار ومداومة المتابعة الجيدة والانتقاء الفاعل للمعارف والعلوم التي توفر الخبرة البشرية للفرد وتجنبه العودة لنقطة الصفر بمعنى العودة إلى مهد المعرفة البشرية وطفولتها.

-انتهى التحدي بفوز قارئتين وفوز بقية القراء بقراءات نوعية ونقاشات ثرية نفعهم الله بها وأدام همتهم للقراءة وظمأهم للمعرفة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.