آخر الأخبار
The news is by your side.

أصداء الساحة … بقلم: معاوية عبد الرازق .. الكيل بمكيالين

أصداء الساحة … بقلم: معاوية عبد الرازق .. الكيل بمكيالين

تحت تهمة تهديد موظف عام الحكم على يحيى الشهير بـ(دسيس مان) بالسجن اربعة اشهر ونصفها حال عدم دفع غرامة ١٠ الف جنيه.. هنا انتهى الخبر ولكن أصداءه لم تنتهِ، وكالعادة تضج الأوساط بردود أفعال تختلف من شخص لآخر، ولكن جدلاً اسفيرياً مستمر حتى الآ بين مؤيد للعقوبة، وآخرون متعاطفون ومتمسكون بأنه من ايقونات الثورة.
ما حدث من تباين لم يكن الأول من نوعه فهو سنة الحياة، ولكن إطلاق الإتهامات والوصف بابشع الألفاظ لم يكن بهذه الكيفية سابقاً، سيما وان نقاطاً ايجابية أرستها الثورة وحققها التلاحم في ساحة الإعتصام، وإتضح ذلك في ضمه لألوان وإثنيات غلب طابعها الروح والإخاء الذي أصبح لبنة اساسية في المواكب.
ظواهر غير حميدة طفت إبان إنقضاء الثورة وهي بسيطة لا تكاد تذكر في سماء الإيجابيات التي حققتها حتى الان.. ولكنها كبيرة للاخلاق العالية التي سادت ميادين دماء الأبرياء، ألا وهي دمغ البعض بالكوزنة والإسترازق والبيع لمجرد اختلاف رأيه او اتخاذ موقف.
قبل أيام خرج البعض مساندة للملازم محمد صديق وزملائه مطالباً بإعادة هيكلة القوات المسلحة، الأمر الذي ارغم الجيش بتعميم وضح فيه اسباب الإحالة بمخالفته للقانون، وهنا كان الخروج بسبب تقييم موقف صديق وزملائه الذين سطروا ما يسجله التاريخ، وتناسول ما ذكره صديق نفسه وبيان الجيش بمخالفة القانون ردا لجميل صنعه سابقاً.
وبالمقابل لم يكتفِ اخرون بالصمت في حالة يحى بل وصفه البعض ببيع القضية وقبض الثمن متناسين مرابطته ودعمه للحراك وفق استطاعته وتغينه باغانٍ لها اثر في وقتها وحتى الآن تحت مزاعم مخالف القانون يأخذ جزاءه، ضاربين بالشهور التي قضاها بينهم عرض الحائط.
ليس دفاعا عن هذا او تجنٍ لذاك فلكل نظرته، ولكن السؤال يبقى بأي مكيال يكيل البعض حتى يتخذ موقف بمساندة شخص او الإساءة لآخر؟ وما هي المعايير للمحاكمة المجتمعية؟ فاذا حكموا عليه بالبيع لمجرد سفره مع قافلة الدعم السريع، يصبح التصنيف كارثيا وليس مبرراً لنسيان ما قدمه الرجل، ولو اصروا انه مقياس عليهم ان يتذكروا سفر المدنيين من اعضاء مجلس السيادة في ذات القافلة خلاف الإصطاف الطبي، ورغم تشابه الموقف إلا ان البعض إنتشل دسيس من وسط المسافرين وبدأ بمسح دم الشهداء عليه ونعته بالعميل والمسترزق دونا عن البقية، لتظل المحاكمة المجتمعية تقديرية تصيب وتتجنب اخرين حتى لو كانوا مشتركين في الموقف.
ليس مقارنة او دعم ولكن من غير المنصف الوقوف مع محمد صديق لموقفه المشهود (مخالف والرهيفة تنقد) وتناسي دسيس مان وما قدمه بل اعتكافه داخل حرم القيادة، لمجرد سفر رافقه من يفترض ان يكونوا درعا للثورة والوطن، فالآثنان قدما بغض النظر عن شكل ومضمون ما قدموه والإثنان خالفا سوى الشرطة او الجيش ولا مبرر للتقييم البغيض.
إذا كانت هناك محاكمة مجتمعية يجب ان توجه لمن وقع ووافق على فض الإعتصام، ومن ترك البعض يواجه الموت، ومن اتت بهم الثورة وأبطأوا في تحقيق العدالة وارجاع دم الشهداء.
ارساء قيم العدالة وتقدير كل من قدم ولو قارورة ماء من ابجديات دعائم الثورة، وبالطبع الجميع يخطئ والمحك في رد الجميل وقت الحاجة والضعف، وليس شرطا ان يكون موكب ولكن الكلمة الطيبة لها اثر في القلوب وليس الاساءة والتجريح والنكران.
مرحلة مفصلية تمر بها، فالقضية ليست مع دسيس او محمد صديق او خلافهما ممن قدم للوطن، فما تم يسجل ضمن المحاكمات السريعة في تاريخ البلاد، في وقت يقبع فيه من نهب البلاد وثرواتها وقتل وشرد وعذب شعبها في السجون دون محاكمة بل اخرون مطلوبين يتنسمون هواءً نقيا بالدول الاوربية والعربية لم يذكرهم البعض ولا حتى محاضر الشرطة، فدعونا نسأل
هل قضت بعض الجهات المنتفعة غرضها ام استنفدت من دسيس ما طُلب منه؟
صدى اخير
اي خسارة لشخص ليست في صالحنا ومخالف لما ارتضيناه شعارا لنا، ولنفتح ابوابنا لمن يعود للحق حتى يكون جزءاً من التغيير وإكمال مسيرة الشهداء وإيفاءً بوعودنا لهم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.