آخر الأخبار
The news is by your side.

بشفافية … بقلم:  حيدر المكاشفي  ..  علاوة للزوجة الثانية وعلاوة رضاعة للرجال

بشفافية … بقلم:  حيدر المكاشفي  ..  علاوة للزوجة الثانية وعلاوة رضاعة للرجال

في الأنباء أن وزيرة الخارجية أسماء محمد عبدالله، الغت علاوة تحت مسمى (علاوة الزوجة الثانية) كان يتم صرفها لمنسوبي الوزارة، والغرابة في هذه العلاوة العجيبة ليست في مبلغها المالي وانما في مسماها الغريب، فلو كان الهدف منها تحسين الأوضاع المالية للعاملين، كان من الممكن ابتداع أي اسم آخر لها، ولكن يبدو أن الاسم مقصود لذاته لتشجيع الزواج من ثانية، ولا اعتراض لنا على تحسين مداخيل العاملين في أي مؤسسة، بيد أن تخصيص علاوة للحث على الزواج الثاني يعتبر أمراً مستفزاً في ظل الظروف السيئة التي يكابدها السواد الأعظم من الناس، وفي ظل الزيادة الكبيرة جداً والمضطردة يوماً بعد يوم باحكام الطلاق التي تصدرها المحاكم يوميا، وتتراوح أسبابها ما بين اعسار الزوج وعدم مقدرته على الصرف على أسرته المكونة من زوجة واحدة، وما بين الطلاق للغيبة لهروب الأزواج من أسرهم واخفاء أنفسهم ولذات سبب العجز عن الصرف على الأسرة بسبب الفقر وشح الدخل، كما تعيد (علاوة الزوجة الثانية) للذاكرة حكاية علاوة أخرى مخصصة للنساء ولكن للعجب كان يصرفها حتى الرجال، فمن غرائب وأعاجيب العهد البائد أن والي كسلا السابق المخلوع آدم جماع، كان قد صرح على الملأ بأن جميع منسوبي ولايته بالخدمة المدنية والبالغ عددهم (24000) موظف وموظفة وعامل وعاملة، درجوا على صرف علاوة رضاعة، علماً بأن هذه العلاوة يفترض أن تصرف للنساء المرضعات فقط ولمدة معلومة..
والحقيقة أن كلا الخبرين أعلاه رغم غرابتهما إلا أنهما لم يكنا مستبعداين قياساً على السوء والتدهور الذي ضرب الخدمة المدنية، فمن قبل خبري هاتين العلاوتين العجيبتين، كنا قد سمعنا عن بعاعيت موديل القرن الواحد والعشرين، مهندمين وأنيقين ومتعلمين، يحتلون مواقع مرموقة في وظائف الخدمة العامة، ينالون مقابلها المرتبات والعلاوات والبدلات التي يصرفونها آخر كل شهر، إضافة إلى أي امتيازات أخرى يحصلون عليها بحكم مخصصات الوظيفة، بل ويترقون إلى الدرجات الأعلى ويسافرون في المأموريات الداخلية والخارجية، وكل هذه العجائب هي وقائع صحيحة ومعاشة كشفها جهاز المراجعة القومي، منها تجاوزات تمثلت في عدم رفع أسماء المنقولين والمفصولين والمعاشيين والمتوفين من كشف المرتبات، وهذا يعني ضمناً أن مرتبات كل هذه الفئات بمن فيهم المتوفون تستخرج لهم آخر كل شهر ويصرفها من يصرفها، ليس ذلك فحسب، بل ويترقون إلى الدرجات الأعلى، ويحصلون للعجب العجاب حتى على بدل الوجبة وبدل الترحيل ومكافآت أخرى نظير أعمال إضافية أدوها، هذا إضافة لمن لا يظهرون في مواقع العمل إلا مع ميقات صرف المرتبات، يضعونها في جيوبهم ويديرون ظهرهم لموقع العمل الذي لا يعودون له إلا عند (الصرفة) القادمة، وأيضاً أولئك الذين لم يغادروا الوظيفة وحدها بل غادروا البلد بأكمله، تجد أسماءهم حاضرة في كشف المرتبات رغم غيابهم، بل وأحياناً يتصدرون كشف التنقلات رغم أن هذا (المنقول) قد يكون في تلك الآونة يستمتع بأسعد اللحظات في واشنطن دي سي، والمفارقة الأعجب أن كل هذا الفساد المالي والإداري يحدث في ظل عطالة فاشية بين الشباب والخريجين الذين من يجد منهم ركشة يعمل سائقاً عليها يعتبر ذلك رزقاً ساقه الله إليه، بينما يبلغ ما تلهفه التماسيح العشارية المليارات الممليرة، وصدق من قال في هذا الحال (الهبرو ملوا.. باسم الحق لحسوا وأكلوا.. بالغش وصلوا.. تجار كهان للناس خذلوا.. سرقوا ونشلوا.. للخير حاكرين عسلوا وبصلوا.. عبّوا وحملوا.. وخارج السودان للمال نقلوا)..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.