آخر الأخبار
The news is by your side.

بشفافية … بقلم:  حيدر المكاشفي  .. اليك البرهان يا برهان

بشفافية … بقلم:  حيدر المكاشفي  .. اليك البرهان يا برهان

لا أدري باسم من كان الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة يتحدث لقناة الجزيرة مباشر حين قال من بين ما قال من أحاديث غير مبلوعة وغير مستساغة (لم نجد أموال لرموز النظام السابق في الداخل او في الخارج كما يروج لها وعلي فرق التحري ان تدلنا عليها إن كانت هناك أموال)، هل كان يتحدث باسم الحكومة بشقيها السيادي والتنفيذي، أم باسم المجلس السيادي مجتمعا، أم فقط باسم المكون العسكري وهذا هو الأرجح، اذ لم يفعل العسكريون شيئا لانفاذ مطلوبات وأهداف الثورة منذ انفرادهم بالسلطة على أيام المجلس العسكري، وكان من أهم أهداف الثورة اجتثاث الفساد الذي اعترف به باكرا عراب الانقاذ المرحوم الدكتور الترابي بل واعترف به أيضا لفيف من أهل الانقاذ تقرأ (الانتكاس)، كما كان استرداد الأموال المنهوبة من أهم أهداف الثورة أيضا، وستظل هذه الأهداف وكل مطلوبات الثورة قائمة ومستمرة وسيظل أوار الثورة مشتعلا وسيبقى صوت الثوار مجلجلا ومسيراتهم المليونية على أهبة الاستعداد الى أن تتحقق كاملة غير منقوصة، ولن تثنيهم أو تفت في عزمهم أية أحاديث ميتة تستهدف تمويت هذه القضايا المصيرية التى ما اندلعت الثورة الا من أجلها، وأنتم يا سعادة رئيس مجلس السيادة لم تبذلوا ولو جهد المقل لكشف اوكار الفساد وضربها واسترداد أموال الشعب المنهوبة، ولذا لا تملكون الحق فى الافتاء حولها، اللهم الا اذا كنتم تعتقدون أن هؤلاء الفسدة من زمرة البلهاء يكنزون ما نهبوا تحت الأسرة في بيوتهم أو يودعونها البنوك باسمائهم المعلومة ويوقعون عقود العمائر والفلل والفارهات والشركات والشراكات بامضائهم، لا يا سعادتك هؤلاء ليسوا حرامية درجة رابعة من النوع الذي يتسور حوائط المنازل ويكسر الأقفال، انهم حرامية من الطراز الأول يمارسون السرقة بفهم وحرفنة وحرص، بل هم أحرص من الحرامية درجة ثانية الذين يتركون دليلا يوصل اليهم..
فللفساد يا سعادتك أوجه وضروب وفنون عديدة ولقبيلته خشوم بيوت وبطون وأفخاذ، أقلها شأناً وخطراً هو ما يستطيع أى مراجع مالي مبتديء كشفه، فمن فرط بساطته وغشامة مرتكبه هو أنه يترك دليلاً عليه وهذا هو ما نسميه (الفساد أبو أدلة)، أما أخطر أنواع الفساد وأكثرها فتكاً بالمال العام هو ذاك الذي لا تطاله يد المراجعة ولو طالته لن تجد دليلاً عليه وفق التعريف القانوني للادلة وهذا ما نسميه الفساد (أبو من غير أدلة) قانونية وأوراق ثبوتية تذهب بمرتكبه الى سوح القضاء، ولكن من حكمة الله ولطفه على عباده المساكين أن جعل له دلائل وإشارات وأمارات وعلامات أخرى تدل عليه، فالدنانير دائماً ما تأبى إلا أن تطل برأسها على قول الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي إعتبر في القصة الشهيرة مع احد عماله مجرد إطلال الدراهم والدنانير دليلاً يستوجب المحاسبة والسؤال، وعلى أيام صدر الاسلام كان يكفي أي أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له أن يرى على جسد أمير المؤمنين ثوباً جديداً ليتشكك في مصدره ثم لا يتورع من إلقاء سؤاله التجريمي عارياً بغير رتوش من أين لك هذا، أما مظاهر فساد القوم ومن شدة اطلالها وبروزها تكاد تجعل كل مفسد يقول خذوني بما امتلك من الارصدة البنكية وإبتنى من العمائر والڤلل الفاخرة وامتطى من السيارات الفارهة وبنى بالزوجات الجميلات مثنى وثلاث،وهو الذي إلى عهد قريب لم يكن شيئاً مذكورا إلا من وظيفة حتى هي لم يرتق اليها بالطريق المشروع، فهل هنالك برهان على الفساد أكثر من هذا يا برهان.. فعلوا قانون من أين لك هذا..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.