آخر الأخبار
The news is by your side.

التقليد الاعمى … بقلم: ابوالشوش .. ازمة عيش…والطعمية قرقاش!

 بينما انا منهمك ومجتهد شديد لتكملة ماتبقى من كتاب ادارة الكوارث لدكتور حسن محمد يوسف،اذا لم يتبقى لي الكثير غير فصلين فقط، ورحلتي مع الكتاب بدأت بشكل عفوي وغير جاد الا اني وجدته جاذب فقرأت اغلبه وانا في المواصلات حيث انني لم انوي الاطلاع عليه بطريقة عميقة وبتركيز شديد ولكن شيء ما داخلي يخبرني ويدفعني لتكملته،وفي نهاية الاسبوع الفائت وعند الرابعة تقريبا اخذت الكتاب وخرجت من المنزل نسبة للضجيج والكآبة في المنزل بحثت عن ظل او جهة تتسم بالهدوء والسكينة وبعد الانظار والمحبطين من الاصدقاء،ولكني لم اجد مكان يريح عقلي واثناء مروري باحدى الطرقات المتعرجة رايت مدرسة اساس بها جداريات وشعارات الثورة بالاتجاه الجنوبي فوقعت انظاري عبر حائط المدرسة المهدوم من الجهة الاخرى على شجرة “مؤتمر وطني “وكرسي بالقرب منها فدخلت المدرسة عبر الفتحة المهدومة وانا متجه صوب الشجرة وقبل وصولي ارى شاب يتسلق الحائط وينزل مقابل الشجرة حامل في يده كتاب وقارورة ماء فسلمت عليه وتعرفنا لبرهة من الوقت وبعدها اخذ كل منا وضعية قرأته والابحار في مايهمه،وبعد مرور سبعة دقائق تقريبا رن هاتفه وبدأ يتحدث برفق وصوت منخفض ويبتسم بين الفينة والاخرى،عقلي بدأ يحلل تلقائيا وبدأت الشكوك تجول فيه تقول انها محبوبته لا محال!

وبعد زمن ليس بالطويل قطع المكالمة قائلا لها”خلي بالك من نفسك”وشرع يتصفح في كتابه الممزق فسألني متضجرا انت ما جيعان؟اخبرته بصريح العبارة “جيعان لمن قلبي واقف”قال لي خلاص انت اتناول طعمية من الحاجة ديك وانا بمش بجيب عيش من الفرن ،بسرعة كده انا مشيت اتناولته طعمية بعشرين معاها شطة وجرجير بالجنبة وجيت منتظر العيش! لكن بعد ما جيت راجع اتذكرته كلام الحاجة انو العيش فيهو “ازمة” وما بتلقي بسرعة! طوالي راودتني مقولة الازمة قد “تنتج عنها كارثة”وازمة العيش في السودان في الغالب بتحصل بعوامل بشرية وسلوك كيزاني نتن لتهدد المصالح العامة وضخ اعلى ربحية لهم عبر ممارسات سيئة لاتخفى على احد ولزعزعة امن البلد والاخلال بتوازن المجتمع السوداني مما يحتم بحالة من الخطر والضرر والتعب والارهاق والغضب حتى تصبح ازمة العيش قابلة للانفجار في اي لحظة كما اكد ذلك بعض العلماء في تعريفاتهم للازمة بانها ظاهرة قد تؤدي الى تغيير حاد وفجائي في نمط الحياة وهى نتاج لعوامل تراكمية بشرية وغير بشرية متتابعة تدفع كل منها الاخرى الى ان تصل مرحلة الانفجار النهائي وهى المرحلة التي كانت واحدة من الاسباب للخروج باسقاط النظام البائد.

هكذا هى الازمات عزيزي القارئ تحدث وتتصاعد وتتفاقم حتى تمثل اعلى تهديد وتنتج ضغط وتوتر بشكل حاد وبذلك تصبح مشكلة وتتحول الى ظاهرة والى معضلة والى صراع وقد تصبح تصبح قضية…. لذلك مانحتاجه حقا ادارة راشدة لللازمات والتنبؤ بها والعمل على محاربتها وفقا لمعطيات وقرارات ادارية مبنية على اساس علمي ومدروس حتى تستطيع الدولة من خلاله العمل على تجنب تحويل الازمة الى صراع وتناحر وقضية عامة ،كل ذلك يحدث بتكاليف معقولة لا تتضمن تضحية بمصلحة او مجهود مواطن اوقيمة جوهرية لعامة الشعب ،وقبل مغيب الشمس اتاني صديقي حاسرا خاسرا عراك في الصف ولم يستطيع لساعة من الزمن ان يجلب خمس رغيفات وقال لي في ازمة عيش حادة والطعمية دي الا قرقاش!

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.