آخر الأخبار
The news is by your side.

محطات … بقلم: محمد حاج  .. لماذا قتلته ؟ لأنه كافر !

محطات … بقلم: محمد حاج  .. لماذا قتلته ؟ لأنه كافر !

كتبت بعد إفتتاح معرض الخرطوم الدولي للكتاب بحائطي بالفيسبوك، عبرت عن فرحتي بعودة كتب الأستاذ محمود محمد طه للنشر والعرض بالخرطوم؛ بعد أن ظلت حبيسة لما يقارب النصف قرن من الزمان، مرحبًا بحرية النشر والفكر من باب الحريات لا تتجزأ.

إنهالت عليّ وعلى كل من نشر على حائطه عن الأستاذ وعن أفكاره وكتبه التعويذات واللعنات ولم يتبق سوى وصفنا بالكفر وإقامة الحد علينا، مثلما إقام أحد المهوسين من أؤلئك، بذهابه للمعرض وتحطيمة لبعض منشورات الأستاذ ،  مقيمًا للحد وإزالة المنكر بإستطاعته.

هنا تذكرت محاكمة عبدالشافي رمضان قاتل المفكر المصري الكبير فرج فودة.

عندما سأله القاضي: لماذا قتلته؟ أجاب القاتل: لأنه كافر !

ثم سأله القاضي: في أي كتاب من كتبه اكتشفت انه كافر؟ أجاب القاتل: انا (امي) لا أقرأ ولا أكتب !! ولكنهم قالوا ليّ “يجب قتل المرتد والكافر”…

انتهت المحكمة ولكن لم تنته الفكرة الخبيثة الشريرة، التي تحارب الفكر بالقتل  رغم ما قاله الراحل فودة في تلك المناظرة اللعينة التي أودت بحياته.

“ذكر فودة في المناظرة كما تروي الصحف المصرية قائلا: أنا أقبل أن تهان الشيوعية ولكني لا أقبل أن يهان الإسلام، حاش لله، أما أن يختلف الفرقاء في أقصى الشرق وأقصى الغرب، ويحاولوا توثيق خلافاتهم بالقرآن والسنة ومجموعة الفقهاء، حرام، حرام، نزّهوا الإسلام ، التاريخ نقل إلينا حوار أبي حنيفة مع ملحد، كان الحوار بالحروف لا بالكلاشينكوف أدعو الله للجميع أن يهتدوا بهدي الإسلام وهو دين الرحمة، وأن يهديهم الله ليضعوا الإسلام في مكانه العزيز بعيداً عن الاختلاف والفُرقة والإرهاب، وعن الدم والمطامح والمطامع.”

أن الإرهاب الفكري الذي ظل يمارس من تلك العهود إلى يومنا هذا لهو أمرٌ مؤسف، في عهد التحضر وثورة التكنلوجيا التي جعلت المعلومات متوفرة وبكبسة زر من أي جهاز هاتف، ولكن للأسف أشباه عبدالشافع رمضان يكيفهم السمع فقط ” قالوا وسمعنا” والبحث عن الحقائق يمثل لهم عناءً كبيرًا لذا إكتفوا بما تقدمه لهم تلك المنابر التي تسبح بحمد الذي يدفع لها، لتواصل مسيرة الإلهاء وإبعاد الناس عن التفكير والبحث ليجعلوهم أسرى افكارهم وفتاويهم المريضة، ونسوا أن قضايا الرأي لا تحسم في ساحات المحاكم كما قال الأستاذ بل في ساحات الحوار في المنابر العامة، وان الفكرة تحارب بالفكرة.

بالطبع انا هنا لا ادافع عن الأستاذ ولا عن الجمهوريين ولكني ادافع وأتألم عن ممارستنا لحرية الفكر وحراية الرأي وحرية الأنسان في ان يختار ما يريد دون وصاية والحريات لا تتجزأ..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.