آخر الأخبار
The news is by your side.

بلا حدود … بقلم: هنادي الصديق  .. الفضيحة والسترة متباريات

بلا حدود … بقلم: هنادي الصديق  .. الفضيحة والسترة متباريات

طبقت أسر معتقلي النظام الساقط حقيقة مقولة (الإختشوا ماتوا)، عندما إصطفوا بلا حياء أمام المحكمة الدستورية، رافعين شعارات مطالبة بإطلاق سراح (آبائهم وأزواجهن، وإخوتهم وذوي القربى) ممن شارك في هدم الدولة السودانية، وعبث بسيادتها وقتل وسحل وأذلَ إنسانها وأهدر كرامتها.
طالب اصحاب الوقفة بتقديم كل المعتقليين للمحاكم أو إطلاق سراحهم فوراً وذهبوا لأبعد من ذلك بأن طالبوا بالتصعيد حال إستمرار اعتقالهم دون توجيه اتهامات لهم. وأن التحفظ عليهم دون توجيه تهم يؤكد أن العدالة ناقصة، ويدخل في باب المزايدات السياسية التى تؤدي الي تفكيك المجتمع السوداني، هذه وغيرها من خطب سردها ممثل أسر المعتقلين أمس.
الرد الطبيعي والمنطقي لهؤلاء هو أن يستحوا من الخروج للشارع ومواجهة الشعب الذي أذاقه ذويهم اسوأ انواع العذاب، العذاب الذي عانته الاسر السودانية لثلاثين عاما وهي تبحث عن أبنائها في معتقلات أجهزة نظامهم سيئة السمعة لشهور وسنين دون جدوى، والمحظوظ من المعتقلين من كان من يجد نفسه وسط اسرته مرة اخرى.
بدلا عن هذه الوقفة المطالبة باطلاق سراح (أولياء نعمتهم) كنا نتمناها وقفة تضامنية مع اسر المفقودين والشهداء الذي مارس فيهم نظامهم أبشع الممارسات التي شهدتها الإنسانية في التاريخ القريب ولأكثر من ثلاثين عاما.
كان من المفترض ان تكون وقفة إعتذار من أبناء يعلمون تمام العلم حقيقة آبائهم المنتمين لهذا النظام وسوء سمعته وتجاوزاته الأخلاقية في بيوت الاشباح والتي تفننوا فيها بتعذيب ابناء السودان البررة وعلمائه بالطرق الوحشية المألوفة وغير المألوفة، الضرب والصعق بالكهرباء والإغتصاب ومنهم من نال نصيبه من العذاب حتى الموت لا لشئ سوى الإختلافات الفكرية والسياسية.
لو كنت إبنة أحد مسؤولي الإنقاذ المعتقلين، وبدلا عن وقفتي امام المحكمة الدستورية مطالبة باطلاق سراح والدي، لوقفت أمام بوابة سجن كوبر وهتفت (الدم قصاد الدم لو حتى والديَا)، ولكنهم (أولاد المصارين البيض،) نبتت أجساد معظمهم من مال السحت، وكما قال نبينا الكريم (أيما جسم نبت من سحت فالنار أولى به).
نعم مبدأ العدالة في الظروف العادية يعني عدم الإبقاء عليهم دون محاكمة أو توجيه تهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على أهالي المعتقلين( وهل تم تقديم دكتور علي فضل للمحاكمة ام تمَ قتله في بيوت أشباح نظام آبائكم دون توجيه تهمة او تقديمه لمحاكمة)؟ وهل تم السماح للاستاذ أحمد الخير الدفاع عن نفسه في جريمة لم يرتكبها أم تم قتله إغتصابا بشعا واجبروا الطبيب على كتابة تقرير وفاة كاذب ؟؟
وهل كان أهاليكم يتعاملون بذات المثالية التي تطالبون بها اليوم؟ ام كانوا يقومون بهذا الفظائع او يأمرون بها، ام كانوا صامتون؟ في جمع الحالات فهم مدانون.
هذا الباب إذا ما تمَ فتحه سيأت بالكثير جدا من الاسئلة التي لا تنتهي، ولقادنا لفتح ملفات خطيرة ستفتح في حينها وسيجد أهل الشعارات المثالية أنفسهم تحت مرمى النيران.
رسالتي لاهل المعتقلين، ضعوا أنفسكم موضع اهالي الاستاذ أحمد الخير، وهزَاع وعباس وعبدالعظيم ووليد ومحجوب وغيرهم من اسر الشهداء والمفقودين الذين غدر بهم نظام آبائكم بليل في الشهر الحرام، بل ضعوا انفسكم موضع أباء الشعب السوداني الذين عانوا الجوع والمرض والأمية والتشرد والنزوح والهجرة الإجبارية عندما كنتم تنعمون بالنوم في الغرف الدافئة داخل العمارات الشاهقة والدراسة في افخم المدارس والجامعات وعندما كنتم تأخذون جرعاتكم العلاجية من مستشفيات الخارج، تتذوقون اشهى الطعام بينما يأكل البسطاء فضلات وبقايا موائدكم، ينامون في العراء، حفاة لم تلامس أقدامهم احذية كلاركس ولا حتى (تموت تخلي)، لم يستنشقوا عطور كريستيان ديور ولم يسمعوا بعاصمة الضباب كما كنتم تعيشون حياتكم.
ختاما، الفضيحة والسترة متباريات، الزموا منازلكم وانتظروا عدالة الله.

 

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.