وثيقة خطاب البشير للإعتراف بإسرائيل في 1997 عبر الباكستاني “منصور إعجاز “

وثيقة خطاب البشير للإعتراف بإسرائيل في 1997 عبر الباكستاني “منصور إعجاز “، وتوسلات مصطفي إسماعيل في 2008

 بقلم: عبدالرحمن الامين
aamin@journalist.com

ما إن قرأ الناس تغريدة نتنياهو التي كشف فيها إجتماعه مع الفريق البرهان في عنتيبي يوم 3 فبراير حتي أنهمكت فلول الكيزان وأشياعهم من المتسحتين وأرباب المصالح في رص الكراسي ونصب سرادقات العزاء علي منصات الانترنت ومنابر المساجد، يولولون وينوحون علي ضياع المسجد الاقصي جرّاء ذلك اللقاء ! نسي عبدالحي يوسف وإخوانه من العصابة الباكية علي ضياع حكم النمرود سنوات من الإنبطاح السري وتوسلات “هيت لك” لحكام تل أبيب ، وماهمهم ان إسرائيل صدتهم وتمنعت في كل مرة بل وتأففت من مجرد الرد المكتوب عليهم ، فقرأت رسائلهم ورمتها ! واضح أن المرامي البعيدة للهجمة الكيزانية علي التطبيع مع إسرائيل هدفها إستثمار الأمر لزعزعة الثورة وخلخلة صفوفها وفتح مسار جديد من تصعيد الضغوطات . فتوظيف لقاء البرهان – نتنياهو في تحريك العاطفة الدينية والإنحياز العروبي لفئات كثيرة من الشعب لا يقل في تأثيره الفاتك بالثورة عن إخفاء السلع والخبز والبنزين . لذلك فان فتح هذا الملف الوثائقي وكشف إنتهازية تصرفات أرباب هذا الفكر الفاسد يظل لازما للتبصير وإيقاظ الذاكرة .
هجوم أذناب النظام البائد وجماعات الهوس الديني والعروبي علي الزيارة قصد تعمية الرأي العام والعبث بالذاكرة السودانية معروف . فالهدف كما قلنا هو إستثمار العاطفة الشعبية العمياء وتردمتها في مظاهرات متواصلة الي ان تسقط الثورة ! وهم في هذا المسعي الخبيث تناسوا ان ” ثالث العمرين ” سبق عبدالفتاح البرهان قبل 23 عاما ليظفر بلقاء أي زعيم إسرائيلي ! فزحف الأسد النتر وإنبطح ومشي علي أربع من أجل التطبيع مع إسرائيل كما توضح الرسالة / الوثيقة المرفقة والمؤرخة بتاريخ 5 ابريل 1997 التي وجهها البشير ، بناء علي توجيهات سمسار باكستاني ، سنأتي عليه لاحقا ، الي عضو الكونغرس لي هاملتون( ديموقراطي عريق مثل ولاية إنديانا بالكونغرس لمدة 34 عاما).كان هاملتون هو العضو الأرفع في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب آنذاك . خلصت قيادة الانقاذ عند تقيبمها للموقف آنذاك أن توفر بضعة عوامل جعلت التطبيع مع إسرائيل ضرورة إستراتيجية واجبة لتصحيح سقطات داوية في السياسة الخارجية . فالطبيعة العدائية لنظامهم الباطش لم تتوقف عند الفتك بحريات شعبنا فقد تعدتها الي فتح أراضينا للحركات الارهابية من كل جنسية ونحلة لمناوشة الجيران ومصارعة الدول الكبري . توالت تصرفات الانقاذ الصبيانية في إدارة الشأن الخارجي متكئة علي فهم مخبول لمفاهيم السيادة إذ إعتبروها حقا مطلقا لفعل ما يشاؤون ، بلا قيد او لجام ولتذهب الأعراف وتقاليد الدبلوماسية بل ونصوص الاتفاقيات والقانون الدولي للجحيم . أفرز التراكم السريع لسوابق هذا السلوك السيئ ، وغير المقبول ، إدانات متعددة تطورت لتصبح عقوبات اقتصادية أمريكية رادعة وإنتهت بإدارجنا ضمن المارقين في عدة قوائم .
بعد عامين من سطوهم علي النظام الديموقراطي ، عقد الانقاذيون الاجتماع التأسيسي للمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي في عاصمتنا السودانية ، رام الله الجديدة . هبط علي مطارنا وفنادقنا مابين 25-28 أبريل 1991 مارقون من 45 دولة اسلامية وعربية . إستخدموا تلفازنا ومكبرات صوت قاعة الصداقة في الهجوم والوعيد وشتم بلدانهم اﻻم وتباروا في إدانة انظمتها وختموا بأن قد حان الوقت للزحف المقدس لتحرير الأقصي !
بيد أن الأيام تناسلت وتبعتها الأعوام وهم قعود لم يفلحوا إلاّ في تطبيقات الزحف الحلقومي الاليكتروني الافتراضي من بُعد Virtual Remote liberation لتأديب ” اليهود الخنازير ” !. كان إنعقاد المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي في الخرطوم ، التي أصبحت مقرا لأمانته الدائمة، إعلانا رسميا بتأسيس أول ملاذ إرهابي في دولة سنية يتساوي في معسكراتها أهل القبلة من المهاجرين ، شيعة كانوا ام سنة . الهدف النوستالجي كان هو إقامة الخلافة الاسلامية ولا يهم اين ، ولا بأس حتي إن كانت في دولتنا الاستوائية . أتي أسامه بن لادن بمجاهديه ، وتبعه أيمن الظواهري بجهاده المصري ، وعمر عبدالرحمن بفتاويه التكفيرية ، وراشد الغنوشي بحزب نهضته ونزلت علي أحياءنا الوادعة جماعات الجهاد الافريقية من مرتفعات القارة وأحراشها . وبعد أشهر تحولت مزارعنا لمعسكرات تدريب ، وتجيّشت حواشاتنا وأصبحت الخرطوم عاصمة لدروات ضرب النار واللحي المرسلة واللغي المتعددة. من الخرطوم هجموا علي حسني مبارك في أديس أبابا في 1995 ، ومن الخرطوم إنطلقت عملية ضرب سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا يوم 7 أغسطس 1998 . وانفتحت الشهية أكثر فنفذت القاعدة أول عملية لها لضرب المصالح الامريكية فهاجموا المدمرة حاملة الصواريخ الموجهة (كول) في اكتوبر 2000 خارج ميناء عدن باليمن .كان من الطبيعي أن تتعامل الأسرة الدولية مع دولة الرباطة هذه عبر الوسائل المتاحة فأحكمت علينا العزلة وتوالت العقوبات علي شعبنا المكلوم .
وما إن أدرك القوم خطورة الطريق الذي حشروا فيه تنظيمهم إثر فشل عملية إغتيال مبارك في 1995 ، وماجرّته تلك المغامرة الصبيانية عليهم من مشاكل وضغوطات دولية ، حتي هرولوا لممارسة الاستربتيز السياسي علنا وبلا حياء ، فتساقطت الخرق الساترة واحدة تلو الاخري – وبدأ الانبطاح حثيثا ! ففي العام التالي لتلك المحاولة الاجرامية أذعنوا لطلبات أمريكا فطردوا أسامة بن لادن ، حليفهم المجاهد وأحد ” أهل القبلة ” شر طردة إذ قذفوا به في سفوح جبال جلال أباد بطائرة إستأجروها خصما من أمواله يوم 18 مايو 1996. غدروا بالرجل بعد أن شيّخوه وصاروا رهنا لإشارات سبابته فلم يمهلوه وقتا حتي لتصفية شركاته وأمواله التي إبتلعها مرافقه المقدم عبدالباسط حمزه وإستخدمها لتأسيس امبراطوريته الاستثمارية المتكونة من شركات الزوايا الماثلة ! بعد ذلك مباشرة ، تبنوا توصية الترابي وضرورات ” الإنفتاح علي الأعداء ” فإستقدموا سمسارا باكستانيا زكاه لهم الشيخ ليدلهم علي أسرع المسارات لتدشين الطريق الي تل ابيب !! حضر السمسار الباكستاني منصور إعجاز الي الخرطوم . هذا الرجل الامريكي المسلم كان مهندسا بالمهنة لكنه إستفاد من إتصالاته في دوائر الحزب الديموقراطي بواشنطن فإشتغل لوبيا نهّازا للفرص فأثري رغم صغر عمره ، 35 عاما . في الخرطوم قابله بحفاوة حواري الشيخ ، مدير جهاز الامن (أنذاك ) ، قطبي المهدي . لإعجاز علاقات متميزة بأركان المنظمات اليهودية فكان ذلك أحد أسباب اختيارهم له . كان يكفيهم ان المهندس توفر علي صكوك التزكية من الشيخ حسن الترابي شخصيا فضلا عن تملكه لشركة إستثمارية اسمها (كريسنت انفستمينت مانجمنت ، ليمتد Crescent Investment Management , Ltd) فكروا في استخدامها في إمور كثيرة من بينها إغراؤه بالثراء إن أحسن العمل . الترجمة العربية لإسم شركته كانت ذات مسحة إسلامية مقصودة ، فهي ( شركة الهلال لادارة الاستثمارات ذات المسؤولية المحدودة)!
لا ندري علي وجه الدقة القيمة الاجمالية التي تقاضاها المهندس إعجاز نظير وعوده للانقاذيين بفتح قريب لبوابات واشنطن ، بيد أننا نعلم انه زار السودان اكثر من 6 مرات ونزل في كل مرة ضيفا مكرما وخاصا “جدا” علي مراسم رئاسة الجمهورية. تغدي وتعشي ورافق وسامر واجتمع وجالس الرئيس ، وهاتف حاشيته من علية القوم ومابخلوا عليه بوقتهم متي ما شرّف الخرطوم . وفي كل مرة زار فيها السودان ترسخت لديه القناعة أنها بلاد بكر للنصب والبذخ الحكومي اللامحدود ومما جميعه ؛ تذاكر وإقامة وولائم ، فكان يخف للقائهم متي مادعوه وما رد لهم دعوة !

 أنظر نص خطاب البشير السري للتطبيع مع إسرائيل في أبريل 1997

قالت صحيفة الواشنطن بوست في عدد يوم 29 ابريل 1997 ان صيف 1996 شهد تحركات متصلة لمنصور اعجاز من اجل تحسين العلاقات السودانية الامريكية والعمل علي رفع اسم السودان من قائمة البلدان المساندة للارهاب وفق تصنيف 1993 . وذكرت انه نفذ مابين يوليو 1996 وأبريل 1997 أكثر من ( نصف دستة ) من الزيارات للخرطوم فجالس لساعات البشير والترابي وفي كل مرة سعي عند رجوعه من الخرطوم لمقابلة اصدقائه بالحزب الديموقراطي لتسويق ماأحضر من “مقترحات جديدة من أجل تفعيل التعاطي البناء مابين أمريكا والسودان” وزينها بمقترحات متجددة للتطبيع مع إسرائيل!
في ابريل 1997 وعند ختام زيارة للخرطوم تمكن من أخذ الضوء الاخضر من عمر البشير شخصيا إذ فوّضه بلعب كرت التطبيع الاسرائيلي ليدفع به الجزرة الامريكية ، أو علي أسوا الاحتمالات ، أن يدرأ بصداقة اسرائيل عصا أمريكا وخوّله بالتصرف كيفما أراد ، ووفق تقديراته لظروف اللحظة . الترجمة العملية لهذه الكلام أن سمسار العلاقات الدولية ، منصور إعجاز ، توفر علي كرت الرضا والتفويض الحر Carte blanche ليفتئ في شأننا ، كيفما إبتغي . أهداه الأسد النتر ” قرمة” من سيادة قرار إدارة بلادنا ، فإنطلق بصك التفويض في جيبه قتحفه تبريكات الريس وتحرسه موافقته المسبقة ! ففي العشاء الأخير قال له ديكتاتور القصر الجمهوري ” توكل علي الله ياأعجاز” فغادر الخرطوم سمسارا بربع ماكينة رئاسية !
سافر لواشنطن ومنها لاسرائيل لكنه مالبث ان خف عادا للعاصمة الامريكية في يونيو 1997. تعجله الرجوع كان للمشاركة في جلسة هامة بالكونغرس هدفها سد الفجوات في القوانين الامريكية الخاصة بالعقوبات وسبل تشديدها علي البلدان المساندة للارهاب ، ومن بينها السودان . تشديد العقوبات واستصدار تشريع برلماني اضافي يعني إغتيال مجهوداته التطبيعية . لذا كان هدف إعجاز التغطية علي اسم السودان والاستماتة في الدفاع عنه رغم يقينه الأكيد ان رفعه من القائمة هو من ضروب المستحيل .

التاريخ : الثلاثاء ، 10 يونيو 1997 / المكان : غرفة رقم 2237 بمبني رايبيرن ، بمجلس النواب ” الكونغرس” بالعاصمة واشنطن . المناسبة : جلسة استماع للجنة الجريمة الفرعية ، التابعة للجنة القوانين والتشريعات . موضوع الجلسة هو مناقشة مفتوحة حول التشريع رقم 748 لعام 1997 المقترح لمنع المعاملات المالية مع البلدان المساندة للارهاب. بدأت الجلسة عند الساعة 10 والدقيقة 5 صباحا وترأسها عضو الكونغرس من الحزب الجمهوري ( بيل ماكولم ) وحضرها 6 من أعضاء اللجنة بمن فيهم ( العضو آنذاك السانتور حاليا ) الديموقراطي من نيويورك ، تشارلز شومير .كان سمسار السودان منصور اعجاز احد الشهود الذين استمعت لهم اللجنة ( الاربعة الاخرون هم السيدة هلري مان ، الباحثة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادني والموظفة السابقة بالخارجية وبمجلس الامن القومي والسيدة كيت الماكوست ، الناشطة في شأن الازمة السودانية والمحللة بمنظمة (ويرلد فيشن) والمشارك الثالث كان جيمس لاثام ، المستشار القانوني السابق لسلسلة فنادق شيراتون في افريقيا والشرق الاوسط والهند).
تحدث اعجاز بتركيز عن السودان وطالب بتبني سياسة “التعاطي البنّاء “معه لأهميته من واقع دوره ومحيطه الاسلامي مكررا معرفته اللصيقة بالدكتور حسن الترابي وعمر البشير . شدد علي ضرورة الاستفادة من الفرص الموجودة بعد طرد بن لادن .وفجأة أبرز رسالة البشير السرية التي أصبحت ضمن المحضر الرسمي للجلسة ! ثم استرسل قليلا وبدأ يدافع عن نظرية تفعيل العلاقات مع الخرطوم . وما ان تيقن بأنه هو الصوت الوحيد النشاز وسط الشهود الاخرين الذين هاجموا سياسات الانقاذ بضراوة ، فجر صاعق القنبلة الثانية إذ ابلغ المجتمعين أنه وقف علي إستعداد السودان للتطبيع مع تل أبيب ! وهنا كرر لرئيس الجلسة رغبته في ان يحوِّل جلسة الاستماع المفتوحة الي جلسة مغلقة حتي يزيح الستار عن العرض السوداني بكامله، مضيفا ان الجلسة السرية ضرورة تحتمها دواعي دبلوماسية أهمها تحاشي إحراج حكومة السودان وفضح رغبتها السرية في التطبيع مع إسرائيل !! قال ان الجلسة السرية ( التي سيطرد منها الاعلام ولا تُسجل وقائعها ) ستمكنه من أن يتحدث لهم بحرية عن الاتصالات السرية التي باشرها في كل من الخرطوم واسرائيل وفحوي الرسائل التي نقلها وردود الفعل ! لم يكترث أعضاء اللجنة البرلمانية ، وحتي عضوها اليهودي تشارلز شومير ، لهذا العرض ورفضوا مقترح تحويل الجلسة العلنية لجلسة لسرية (أنظر الرابط في محاضر الكونغرس
http://commdocs.house.gov/…/ju…/hju48095.000/hju48095_0F.htm
لم يوقف ذلك الرفض السمسار الدولي من محاولات إثارة فضول أعضاء اللجنة فكشف لهم ان زيارته للقدس كانت بتكليف مباشر من رئيس حكومة السودان و أنه أطلع عمدة مدينة القدس عن فحوي عرض الخرطوم بأمل ان يقوم العمدة بالترويج للفكرة في الكينست .
مثلما إنتهت توسلات السمسار في الكونغرس الي اللاشئ ، فإن محاولاته مع إسرائيل لم تكن أحسن حالا ! فقد رفضت الحكومة الاسرائيلية عروض البشير للتطبيع بل وصفعته بإزدراء مؤلم إذا إستكثرت عليه حتي تقاليد وآداب التعامل مع مكاتبات رؤساء الدول والالتزام بمبادلة رسائلهم المكتوبة بردود مكتوبة فطلبت من إعجاز إبلاغ بشيره برفضها شفاهة !
وفي الجهة المقابلة ، وبرغم كل الإهانات البائنة لم يزد الصدود الاسرائيلي ، والأمريكي ، حكومة الإنقاذ إلا حماسا ورغبة في المزيد من التشليح ، فظلوا وقوفا عند باب كليهما كسائل كسيح ، بأمل لا يخبو رجاؤه ، ودعاء لا تتصلب أكفه !
ردت أمريكا علي دعوة اعجاز بفتح قنوات “التعاطي البنّاء” بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية علي السودان لأول مرة في 3 نوفمبر 1997 . وفي العام التالي ، 1998 ، دمرت صواريخ كروز مصنع الشفاء في 20 اغسطس ، فتوقف اعجاز عن معجزاته .

أغري الركل الأمريكي الاسرائيلي طبيب الرحي الثالثة ، مصطفي اسماعيل ، لولوج الساحة لينال نصيبه من هذا الركل المزدوج ، فلبعض المدمنين شهوة شاذة لا تنطفئ ولا تعرف صبرا ! سعي الطفل المعجزة وبلاحياء ، تبني فكرة التطبيع مع تل أبيب عن طريق أمريكا بدءا من 2001 وظل يلهث خلف الاستكباريين بمقترحاته لغاية 2008 كما فضحته وثيقة ويكيليكس .

يوم 8 سبتمبر 2011 نشر ذلك الموقع الأشهر وثيقة خطيرة نقلت حيثيات اجتماع جري يوم 29 يوليو 2008 مابين المستشار الرئاسي ، آنذاك ، طبيب الاسنان مصطفي عثمان اسماعيل والقائم بالاعمال الامريكي بالخرطوم ، البرتو فيرنانديز .قالت البرقية الدبلوماسية في النقطة 4-ج ما نصه ( وأضاف اسماعيل بان انهيار المفاوضات كان له أثرا كبيرا علي سياستهم الخارجية . قال بان الحكومة قامت باعداد مسودة لاستراتيجية التعامل مع الولايات المتحدة ذات اهداف آنية ، متوسطة وطويلة الأجل . فكمثال ، قال ان احد عناصر هذه الاستراتيجية يشمل تطبيع العلاقات مع اسرائيل لأنه ” اذا سارت الامور بشكل جيد مع الولايات المتحدة ، فانتم سيكون بامكانكم مساعدتنا مع اسرائيل حيث انهم حليفكم الأقرب في المنطقة ” ( راجع الأصل الكامل علي هذا الرابط https://wikileaks.org/plusd/cables/08KHARTOUM1133_a.html )

  أنظر نص الحديث الفضيحة لمصطفي عثمان مع فيرناندز وعرضه للتطبيع مع إسرائيل في 2008
C) Ismail added that the breakdown in the
discussions have had a major impact on their foreign policy. He said that the government drafted a strategy for working with the U.S. with immediate, intermediate, and long-term goals. As an example, he stated that one aspect of this strategy included normalization of relations with Israel, because “if things were going well with the U.S., you might be able to help us with Israel, as they are your closest ally in the region.” Ismail stated that the breakdown in bilateral talks ended this possibility. More importantly, Sudan had agreed to all the UNAMID implementation issues the USG had raised but that had not been enough

عندما نشرت وثيقة هذا الاجتماع المنعقد في 2008 بين مصطفي وفيرناندس ، تفاجأ طبيب الأسنان بما نشرته ويكليكس معتقدا ان 3 سنوات كانت كافية لأن يتبخر الدليل ، فثار وهاج وماج ونفي وأقسم . أعلن علي الملأ أنه لن يجلس للتحاور مع أي صحفي يثير موضوع حديثه عن التطبيع مع إسرائيل !! لكن ومع إتساع تغطية الاعلام العربي للوثيقة ، طلبت منه بقية العصابة الحاكمة دفع الضرر عن علاقتهم بالفلسطنيين ، وتطييب خاطر منظمة حماس . يلاحظ ان كل الجهات المقصودة بتلك الحملة المضادة من نفي الحقائق كان هدفها الاطراف العربية خارج الحدود اما الشعب السوداني فلم يكن له وجود في ذهنهم أو نطاق إهتمام . تحت الضغط وخوفا من تعثره أمام سائل صحفي يحرجه ، رفض مصطفي اسماعيل فكرة عقد مؤتمر صحفي مفتوح وإكتفي بإعداد رد مكتوب دفع به للزميلة المتفردة لينا يعقوب فنشرته في جريدة الاخبار يوم 9 أكتوبر 2011. ذلك النفي ، فوق ما إنطوي عليه من جبن وكذب ، فقد كان من عينة ماعوّدنا عليه هذا الوزير اللاهث خلف أولياء أمره من أمراء الخليج . فقد شهدنا في مناسبات عدة علي بذاءة لسانه عندما يخاطب شعبه فلا يجد في قاموس لغته الأسنة مايليق بهذا الشعب العظيم سوي الشتم وقلة الأدب . في رده المعلب الذي سلمه للزميلة لينا يعقوب ، ترك لب الموضوع وماجري في الاجتماع وإنصرف للشتيمة التي يحذقها . فوصف موقع ويكيليكس بأنه “أفّاك” وختم قائلا بان ماورد هو (مجرد افتراء صريح على شخصه وحكومة السودان المجاهدة). وبس !
بعد كل ماسردناه من تأريخ هؤلاء الكاذبون المنبطحون في السر لكل من له صلة بإسرائيل ، النائحون علي القدس أمام الكاميرات ، بأي وجه يواجهون شعبهم اليوم ليكرروا ذات الخبائث ؟

شارك على
اسرائيلالبشيرعبدالرحمن الامين
Comments (0)
Add Comment