ما بين الحرية والتغيير والجبهة الثورية.. شرق السودان في محنة

ما بين الحرية والتغيير والجبهة الثورية.. شرق السودان في محنة

بقلم : عمر أبوعلي الطاهر

بعد سقوط نظام الحزب الواحد إثر قيام ثورة ديسمبر المجيدة التي كتبت وثيقتها الدستورية بدماء شهدائنا الأبرار ربنا يعوض شبابهم الجنة. سيطرة مكونات الحرية والتغيير على المشهد السياسي وفق شراكة مع العسكر لإدارة الفترة الانتقالية، وضعت أولويات وفق الوثيقة الدستورية، ومن ضمن هذه الأولويات: عملية السلام.

وقد أخذ السلام حيزا أكبر من الاهتمام، وقد كانت نقطة الانطلاق من عاصمة دولة جنوب السودان جوبا بين الجبهة الثورية، والحكومة الانتقالية، والذي تم عبر مسارات متعددة من ضمنها مسار الشرق الذي وجد مقاومة شرسة من مكونات الشرق.

مع علم الحرية والتغيير والجبهة الثورية بوجود أطراف غير موافقة على المسار، تم التوقيع عليه بطريقة تنافي مبدأ الحوار للوصول إلي وفاق يحقق طموحات أهل الشرق دون تضرر طرف وإرضاء طرف آخر. الآثار التي خلفها مسار شرق السودان جعل الوضع في محنة يصعب معالجتها، وقد أثر ذلك على المشهد السياسي عامة.

وبعد إنقلاب البرهان تغير الوضع بغياب الحرية والتغيير عن المشهد السياسي، وسيطرة مكونات الجبهة الثورية مع المكون العسكري، دون وضع تصور واضح لمعالجة قضية شرق السودان التي من شروطها الأساسية:_ إلغاء مسار الشرق الذي طالب به المجلس الأعلى لنظارات البجا. والحلول التي تمت هي تجميد المسار، وتكوين لجان لتكملة ما تبقى من بنود القلد.

في تقديري هي حلول غير موفقة، ولم تخاطب جذور الأزمة السياسية في شرق السودان، ومع تفاقم الأوضاع، ومطالبة المجتمع المدني والدولي بالدعوة إلى مدنية الدولة، ودعم التحول الديمقراطي شرعت الجبهة الثورية في طرح مبادرة وطنية يتوافق عليها الجميع، وتم عرضها على المجلس المركزي للحرية والتغيير.

كل هذا الحراك والدعوة للوفاق السياسي مطلوب حتى تخرج البلاد من هذا الانزلاق للمجهول، وأي وفاق سياسي لابد فيه من إبداء حسن النوايا، وزرع الثقة، بطرح حوار صادق وبناء يبدأ بالنقاط الآتية:_

المستوي القومي:
إنهاء حالة الطوارئ التي تم الإعلان عنها في ٢٥/أكتوبر ٢٠٢١م.
إطلاق سراح المعتقلين.
التوافق على برنامج سياسي يخاطب جذور المشكلة السياسية والاقتصادية في السودان حتى التوصل إلى تشكيل حكومة مدنية.
تكملة الترتيبات الأمنية، وحل كافة الجيوش، بما فيها الدعم السريع، والحركات المسلحة للجبهة الثورية والكفاح المسلح لمؤتمر البجا، ودمجها في الجيش السوداني لتكوين جيش قومي تحت قيادة واحدة.

المستوى الاجتماعي:_
توحيد الإدارة الأهلية في السودان تحت مسمى المجلس القومي للإدارة الأهلية هذا المجلس يقوم على عقد ميثاق شرف بين القبائل لكي تتعاهد على:_
تعزيز التعايش السلمي والمحافظة علي وحدة السودان.
نبذ خطاب العنصرية والفرقة والشتات.
عدم إقحام القبائل في الشأن السياسي الداعي إلى التفرقة.
لابد من إقامة مراكز قوي عسكرية فردية موازية للمؤسسات القومية العسكرية والأمنية وأن يكون بمثابة جيش قومي واحد ياخذ طابع القومية بتمثيل كافة أبناء السودان فيه دون إقصاء لأحد، ويكون تحت قيادة قائد واحد.
أن تكون في حياد .

بخصوص قضية شرق السودان:_
لابد من إيجاد حلول ناجحة لمشكلة الشرق، وفي تقديري تكون كالآتي:_
إلغاء كل المرجعيات التي هي في موقع خلاف أهل الشرق، والشروع فورياً في توحيد كل مكونات الشرق عبر برنامج يلبي طموحات أهل الشرق عامة دون إقصاء لأحد، ويقوم على مبدأ العدالة. توحيد الإدارة الاهلية والقوى المدنية والسياسة لشرق السودان وأن تلتف حول هذا البرنامج السياسي.

شارك على
Comments (0)
Add Comment