كيف ضيعت قوى الحرية والتغيير (قحت) ثورة ديسمبر.؟

كيف ضيعت قوى الحرية والتغيير (قحت) ثورة ديسمبر.؟

بقلم: محمد هارون عمر

ثورة ديسمبر من أعظم الثورات المعاصرة من حيث التنظيم والوعي والتكنيك السياسي والعمل الدعائي . ٢٠١٨م لم يكن مستوى قياداتها بمستوى قواعدها في الذكاء السياسي، ميثاق قوى الحرية والتغيير الذي صيغ ووقع ٢٠١٩ ممتاز ويصلح كقاعدة لحكم السودان. ولكن اجهضته قحت على عدة مراحل.

الأول الوثيقة الدستورية التي اجهضت احلام الشباب وهي. ردة شمولية سريعة.

الثاني تهافت بعض أطراف قحت على السلطة على حساب مباديء الثورة.

ثالثًا ترك ملف السلام للعسكر فكانت اتفاقية جوبًا. ( المعيبة).

رابعًا الإخفاق في الإصلاح الاقتصادي والسياسي فطبقت شروط البنك. الدولي التي افقرت البؤساء وظل الناس يقارنون مابين إقتصاد الإنقاذ وإقتصاد الثورة الذي تضاعفت أسعار السلع فيه خمس مرات في العام الواحد.

خامسًا استمرار قوانيين الشمولية واستمرار مسلسل القمع وقتل المتظاهرين دون أن تحسم قحت القتل العمد خوفًا على انهيار تحالفها مع العسكر.

سادساً استمرار تدخل السودان في حرب اليمن دون أي موقف إيجابي لقوى التغيير الحاكمة، لسحب الجيش من حرب اليمن. سابعَا عزل لجان المقاومة وعدم إشراكهم في الحوار مع العسكر. وعدم الانتباه لملاحظاتهم ومواثيقهم.

ثامنًا الصراع الحاد ما بين قوى التغيير التيار اليمني واليساري مما أدى لخروج الحزب الشيوعي من قحت.

تاسعا إنقسام تجمع المهنيين وفوز اليسار في انتخاباته ورفض مركزية قوى التغيير القبول بنتائج الانتخابات التي سقطت فيها قيادة المهنيين الموجودة في مركزية ق ح ت. ثم القبول بالنتائج وتمثيل قيادة تجمع المهنيين الجديدة بعد صراع في مركزية قحت ثم انسحاب تجمع المهنيين من قحت بعد أن ثبّت حقه وانتزع الاعتراف من مركزية قحت .

عاشرَا ضعف قحت بعد انسحاب تجمع المهنيين والحزب الشيوعي وابتعاد لجان المقاومة. وهي تمتلك الشارع..

حادي عشر استهتار واستخفاف قوى التغيير بالدولة العميقة وعدم تقييم حركة الإسلاميين بمعايير دقيقة اي عدم الانتباه لمراكز قوتهم الضاربة في الجيشز

ثاني عشر عدم نقد تجاوزات الدعم السريع فوظف الكيزان هذا الجنوح فسلطوا دعايتهم فنسفت قحت نسفًا . ..

(َأخيرًا شعر العسكر بضعف معسكر الثورة بعد الانشقاقات والانقسامات وبروز قوة الحركة الإسلامية فحدث إنقلاب ٢٥ أكتوبر الذي تصدر المشهد فيه الإسلاميون وسقطت ق ح ت. وعاد الإسلاميون تارة أخرى للسلطة فانتقموا من الثورة.

والي نهر النيل محمد البدوي هدد بقمع و بطرد ونفى كوادر قحت من ولايته ( قطعًا هو من الكيزان) مهما جرى لن تسقط الثورة.ستثب كما رد ذات يوم سترد الصاع صاعين، قوى التغيير سهلت مهمة الإسلاميين بصراعاتها وانقسماتها.

ستعود الثورة تارة أخرى للملعب السياسي ولكن برؤية. جديدة لامكان فيها لإنتهازي لكيلا يعبث بمشاعر الثوريين الذين صنعوا الثورة فامتطى صهوتها من لم يشرب من. كوثر النضال الثوري بل أحتسى من كؤوس الشمولية النزقة.

شارك على
Comments (0)
Add Comment