التشكيلي نورالهادي يضيء الشموع
الدوحة: عواطف عبداللطيف
في ذات الاوقات والتي تحترق الخرطوم مقرن النيلين التي يلتقي فيها النيل الابيض والازرق في سيمفونية تبهج الناظرين وتجعلهم يقفون عند حد الاندهاش لقدرة العلي القدير وتجلياته في ذات هذا الوقت أشعل الفنان التشكيلي نورالهادي خضر شعلة الامل ولون بريشته الملهمة الحاضنة للحياة بكل تجلياتها وزين ب ” ٤٧ ” لوحة تشكيلية بألوان زاهية وتفاصيل دقيقة تماثل التنوع السوداني وتحاكي لهجاته سحناته واثوابه وأمزجته ..
ففي امسية ١٧ سبتمبر ٢٠٢٣ تزينت قاعة الحي الثقافي بالدوحة / كتارا بمعرض تشكيلي ثقافي و بلوحات جسدت تماما تفاصيل التنوع والتراث السوداني واجاد نور الهادي بريشته الانيقة استخدام الوان زاهية وشديدة الاشعاع والالق الخضرة والشمس واشعتها شجرة التبلدي والنخلة القطية و الثوب البسند العمة ..
وذكر خلال افتتاح المعرض الفني الثقافي بحضور السفير احمد عبدالرحمن سوار الدهب والدكتور خالد السليطي المدير العام لكتارا ونخبة من التشكيليين ومتابعي معارض نور الهادي ان المعرض يجسم اللحمة القوية بين الشعب السوداني رغم كل ما يحدث من اشتعال لنيران الحرب وانني اؤمن بان القادم أفضل وأننا نسيج واحد متكامل والالوان المستخدمة والمنتقاءة بحب والتي تميزت بإشعاعها وتنوعها ترمز الي التنوع الكبير في تفاصيل جغرافيا السودان وأنسانه شماله وجنوبه ومن شرقه لغربه من حيث التنوع في اللهجات والسحنات وبكل تفاصيلها الدقيقة من ملبس ومأكل وزينة وللزرع والضرع وبذات تنوع واختلاف تضاريسه وانهاره امطاره وجفافه جباله ورماله ..
صحيح ان الحرب التي اشتعلت بالخرطوم وبمدن طرفية بدارفور وكردفان اوقفت الكثيرين في محطات الوجع والاحباط والتحسر علي ما لحقهم من لهيب النيران الحارقة لكن نورالهادي أشعل الوان ريشته برمزية السلام ليجسم ان الغد اخضر وان هذه النيران لابد ان تنطفي لتنبت البذور وتتفتح الازاهير .. ولترجع الامهات لتهدهد صغارهن ..
ولتحلب الابقار الالبان وقناديل الذرة والدفيق من النخيل وعباد الشمس والعصافير والقماري .. وهكذا هي الثقافة أيقونة الحياة والامل الاخضر وغدا لناظره قريب .. وشكرا لكتارا الدوحة التي دائما ما تحتضن الانتاج الثقافي الذي يبث الحياة في المفاصل المرهقة ..
Awatifderar1@gmail.com