آخر الأخبار
The news is by your side.

وداعاً صاحب “القلم الذهبي” الفريد تعبان !

وداعاً صاحب “القلم الذهبي” الفريد تعبان !

بقلم: فرانسيس مييك

الكتابة في قامة صحفية مثل الراحل الصحفي القدير الفريد تعبان ، صعبة حيث ليس لدي معه لقاءات كثيرة أو سابق تجربة عمل معه سواء كان بصحيفة “الخرطوم مونيتر” قبل الإستقلال أو صحيفة “جوبا مونيتر” بعدها ، لأنني إنتمي إلى الجيل الحديث الذي أسس الصحافة الناطقة بالعربية قبيل فترة وجيزة من إعلان إستقلال جنوب السودان . لكن عندما كنت في الخرطوم سمعت بالراحل تعبان كصحفي يكتب باللغة الإنجليزية ومدافعاً عن قضايا المهمشين وقضايا الجنوبيون  بصفة خاصة ، وهذا ما جعله يتعرض إلى الإعتقال من قبل السلطات الحكومية لعديد من المرات لذلك ذاع صيته حتى للذين لم يكن يقراؤن صحيفة الخرطوم مونيتر بإستمرار مقارنة مع الصحف الناطقة بالعربية ذات الإنتشار الواسع والأكثر تأثيراً في توجيه الرأي العام السوداني ، كالصحافة ، السوداني ، أخبار اليوم ، الأحداث ، الوفاق ، أجراس الحرية ،إلخ. وأيضاً لقد عمل الراحل تعبان كمراسل لهيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي قسم اللغة الإنجليزية .

وقد أتاحت لنا الورش التي تقيمها جمعية تطوير الأعلام في جنوب السودان “أمديس” وإتحاد صحفيين جنوب السودان”يوجوس” ، فرصة التعرف على الراحل عن قرب وذلك بمشاركة تجاربه الشخصية في العمل الصحفي والتحديات التي تواجه ، لاسيما عندما كان يعمل صحفياً إبان كان السودان بلداً واحداً.

ويستحضرني في هذه اللحظة موقف لايمكن أن أنساه مع الراحل تعبان والزملاء الصحفيون في العام 2015م عقب مقتل الزميل الصحفي بيتر موي ، تدافع عشرات الصحفيين إلى منزلهم يقودهم الفريد تعبان رئيس تحرير صحيفة جوبا مونيتر  جمعية تطوير الأعلام في جنوب السودان”أمديس” إلى منزل الصحفي القتيل بحي “شيك بوينت” جوار مجمع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان”يونميس” ، كان المشهد مهيباً بالرغم من الحزن البادي على وجوه الجميع ، وبعد وصولنا إلى المنزل قامت الأسرة بواجب الضيافة ، وبعد ذلك تقدم الفريد تعبان نيابة عن الصحفيين بإلقاء كلمة يواسي فيها الأسرة المكلومة ، ولدي حديثه قال للصحفيين :” أن مهنة الصحافة مهنة محفوفة بالمخاطر ويجب أن تعوا ذلك كجيل جديد في الصحافة ، فإما أن تواجهوا هذه المخاطر بالإستمرار في العمل الصحفي  ، فالتقارير الدولية عن الحريات الصحفية تصنف جنوب السودان من أخطر الأماكن التي يمكن أن يعمل فيها الصحفي ، مواصلاً حديثه أو أن تتركوا الصحافة مثلما فعل الكثيرون بالتوجه إلى العمل بالمهن الأخرى تفادياً للمخاطر المحفوفة بمهنة الصحافة في جنوب السودان”. لقد إعتادنا كجنوبسودانيون أن لا نوفي كل ذو حق حقه ، وأن لانعرف قيمة الإنسان ، إلا عندما نفقده !

ونحن الآن نعيش في واقع معقد تغيب فيها ثقافة التقدير للذين قدموا خدمات جليلة طوال حياتهم ، فالصحافة هي مهنة التنوير ونحن كأمة نحن بحاجة إلى التنوير لنتجاوز المأزق الذي نعيشه في جنوب السودان.

لذلك ومع إقتراب ذكرى الإحتفال باليوم العالمي”للحريات الصحفية” الذي سيقام يوم الجمعة 3 مايو 2019م بفندق جوبا غراند ، يجب أن نقف دقيقة صمت تقديراً وإجلالاً لروحه ولأرواح زملاؤنا الصحفيين الذين قتلوا طوال السنوات الماضية ، وفي هذه السانحة أدعو الزميلة ميري أجيط رئيسة جمعية تطوير الأعلام في جنوب السودان “أمديس” ، بتخصيص جائزة صحفية بإسمه تمنح سنوياً لأفضل الكتابات الصحفية ، فإن أفضل ذكرى لمن نوقرهم هو تكريمهم خير تكريم حتى لا ننسى ما قدمه لشعب جنوب السودان.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.