آخر الأخبار
The news is by your side.

خلف الاسوار  … بقلم: سهير عبد الرحيم  .. زمن الدسدسة والغتغيت

خلف الاسوار  … بقلم: سهير عبد الرحيم  .. زمن الدسدسة والغتغيت


حين أرسل مقالي يومياً الى هيئة التحرير بالصحيفة، أتجاذب حديثاً خفيفاً مع نائب رئيس التحرير الاخ والصديق كمال عوض ، كمال يكتفي في أحايين كثيرة بالتعليق بضحكة ساخرة او تعجب بائن ، ولكني من خلف ذبذبات الهاتف يصلني شعور دائم بأن كمال يخفي شيئاً ما، وراء تلك الابتسامة المحايدة .
مؤخراً علمت أن كمال تلقى سيلاً من الشتائم من (بعض) شيوخ الخلاوى رداً على مقالي الأخير بعنوان (ماذا يجري في الخلاوى) ، آخر تلك المكالمات كانت من أحد الشيوخ والذي أرغى وأزبد وذكر أنه سيطلب من الأطفال في تلك الخلوة أن يقيموا الليل ثم يدعوا عليَّ بأن يذيقني الـله الأهوال والمصاعب والمحن .

أي نعم والـله..هذا واحد من شيوخ الخلاوى الذين أزعجتهم مطالبتنا بأن يخضع أولئك الأطفال لفحص طبي ، وأن تحرس الخلاوى بكاميرات المراقبة وأن تكون هنالك زيارة دورية للأسر، وأن يتوقف العقاب البدني ، وأن تفصل مخادع الأطفال بعضهم عن بعض وأن يبعد مسكن الشيخ عنهم .
شيخ الخلوة أزعجته تلك المطالب ووجد أن الأنسب رداً على مقالي ألا تنفذ تلك المطالب، بل أن يقيم أولئك الأطفال الليل ثم يبدأون بالدعاء أن يخسف بي الـله الأرض .
حسناً..هذا نموذج لمن نأتمنهم على أطفالنا، كل فهمه في الحياة أن يسخر الأطفال للدعاء على من يخالفه الرأي.
الآن وليس غداً.. أوقفوا العبث بهؤلاء الأطفال، انظروا إليهم جيداً لتدركوا الأمراض الجلدية التي تمكنت من كثيرين منهم من بهق وقوب، أكشفوا عليهم لتعرفوا معدلات التحرش والاغتصاب في خلوة تضم الذي عمره خمس سنوات والذي عمره عشرون .
أسألوا أنفسكم أي جيل هذا الذي سيخرج الى الحياة من دون أي مؤهل علمي حتى ما يحفظه من القرءان ينساه في معترك الحياة لأنه لا سيتند الى تأهيل متصل بعلوم الفقه والسيرة والعبادات. فالخلاوى تفتقد الى مناهج الدراسات الإسلامية المصاحبة ذات الصلة .
وتكون النتيجة رفد الحياة بالمزيد من الفاقد التربوي غير المؤهل، ليس ذلك فحسب، بل أن الكثير من أولئك الشيوخ لا يجيدون حفظ القرءان نفسه ولا حتى تحفيظه، وليس بعيداً عن الأذهان قصة شيخ الخلوة الشهير الذي أخطأ في قراءة سورة الرحمن أكثر من مرة .
ما لم تنتبه الدولة والمجتمع ومن قبلهم الأسر، للانتهاكات العظيمة لحقوق أولئك الأطفال في الخلاوى، فنحن مقبلون على جيل يعاني الكثير والكثير من التشوهات السلوكية والاجتماعية.
خارج السور
نظفوا وأهلوا تلك الخلاوى..او أغلقوها..زمن الدسدسة والغتغيت انتهى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.